[خولة السعيد]

يا عزة.. أعتذر عن تأخري.. لظروف...
المهم أتابع ملفك من أول شيء كتبته:
تذكرت أيام كنت تلميذة بالإعدادي.. أخبرنا أستاذ التربية الإسلامية رحمه الله أنه كان جالسا بالقسم مرة في نهاية حصة دراسية.. منتظرا خروج التلاميذ وإذا بواحدة منهم تستأذنه أن يسمح لها بسؤال.. فسمح لها:
_ أستاذ؛ ما هو الحب؟
_ الحب انواع: هناك حب الله، حب الوالدين، حب الإخوة،...
ولم تسمح له بأن يتابع كلامه فقالت: وا أستاذ انا أقصد الحب الآخر..
و أنت عزة لا تقصدين أنواع الحب بل حالاته..
وقبل ذلك تسألين عن من يكون الإنسان، فمن يكون هذا المخلوق حسبما نراه نحن.. فأنت عزة تفرضين علينا أن نعرف ذاتنا الإنسانية من منطلق ما تمليه علينا أفكارنا وكلماتنا..
سأحاول:
الإنسان كائن بشري خلقه الله تعالى فأحسن خلقه ثم يسر له كل المخلوقات لتكون تحت تصرفه..
يقولون إنه مميز عن باقي المخلوقات بلسانه وعقله... لكني أرى ان باقي المخلوقات لها طريقة للتواصل أيضا وللحديث ..أو ليس سيدنا سليمان عليه السلام قد سمع قول النمل..؟!
وعندما نتابع برنامجا وثائقيا عن الحيوانات فإننا لابد أن نرى فراسة الأسد وذكاء الثعلب وأمانة الذئب الذي يضرب به المثل في الحب والوفاء للحبيب..
لكن الإنسان هو روح قبل أن يكون جسدا.. هو نفس أمارة بالسوء تارة ولوامة أخرى ومطمئنة نرجو أن تكون هي خاتمتنا..
الإنسان هو الذاكرة التي تحفظ الأزليات والعقل الذي يعمل للحاضر والمدبر للمستقبل.. الإنسان فكر متقد
الإنسان قلب ومشاعر .. وأحاسيس تفيض حبا مذ يكون جنينا في أحشاء أمه..
وقد أبدع الشاعر عندما قال:
ليس من مات فاستراح بميت ..... إنما الميت ميت الأحياء
الإنسان هو الكلمة التي يلقيها فتعبر عن جنونه أو حذقه أو خلقه أو سفاهته أو ليونته وتواضعه وحبه وووووو....
الإنسان هو من يستطيع أن ينس حين لا يريد النسيان ولا يستطيع أن ينس حين يرجو أن ينس..
الإنسان هو أنا وأنت وهي وهو ونحن ....