رد: الرغبة في تكوين أسرة؟!!!
يالسعادة عائشة وقد ظفرت بأحمد ويالتعاسة أحمد وحظه لم يكن إلا عائشة..
عائشة حين خطبتها أسرة حبيب النظرة الأولى.. كادت تطير فرحا، فرغبتها قد تحققت.. وستناله هي دون كل المحيطات به، لكن أباها وهو يعرف أنه زير نساء إن صح القول رفض هذا العريس، رغم ما يعرف عنه من عشق للوطن.. للأرض وللتراب والحجر بهذه الأرض.. طرد أحمد وأهله بكل قسوة العساكر جميعا.. وأخذ ابنته وربطها بجذع شجرة، ثم بدأ يضربها بالسوط وهي بكل العناد والصرامة التي أخذتها عنه تؤكد أمامه رغم خوفه منه أنها لن تتزوج غيره ولو أدى بها ذلك إلى الموت.. فيزيدها ضربا وهو يقول: إذن موتي الآن..
لكنها لم تمت وقد تعب هو فتركها معلقة هناك.. استطاعت بمساعدة شخص ما أن تهرب.. اختبأت بجوف شجرة في الجبل، حيث لا يمكن أن يخطر ببال أحد هذا المخبأ..
تمكنت من الفرار.. كما تمكنت بعد ذلك من نيل أحمد رغم كل العقبات...
لم تهنأ عائشة بيوم من حياتها مع حبيب النظرة الأولى، ولم يستطع هو أن يهبها قلبه.. بل كان دائما ما يحاول استفزازها وإثارة غيظها علها تمل وتكره الحياة معه فترحل.. بكل وقت يستطيع أن يكون في البيت تراه لا يدخل وحده.. بل يأتي البيت ومعه ثلة من الصديقات والأصدقاء يسهرون ويسمرون، وما عليها إلا أن تكون خادما بأمر منه..
ومع ذلك فقد صار لأحمد من هذه السيدة ستة أبناء" يوسف، اسماعيل، هجر، فدوى، منى، ومحمد" .. كان يحبهم جميعا، يلاعبهم دائما، يحميهم من بطش أمهم التي صارت تعيد دور والدها في بيتها، نفس العقوبات الصارمة، نفس الطريقة الزجرية .. لا ينقصها إلا " المكحلة " للتهديد لكن صوتها والسوط كفيلان بإثارة الرعب في بدن الابن قبل البنت.. لطالما حاول أحمد نهرها عن ذلك، وهو نفسه لا يملك غير قوة عضلاته فكان يضربها حد الهلاك والأبناء يشاهدون ذلك..
ومع هذا لم يشعروا يوما بأنهم يرأفون لحال أمهم.. بل كانوا دائما يزيدون تعلقا بأحمد البطل؛ نعم كانوا يرونه بطلا وهو يدافع عنهم كما يدافع عن الوطن، ويحميهم من العسكري الظالم أمهم....
|