قراءات للأوضاع الراهنة/ عروبة شنكان
ـ1
شرق البحر المتوسط منطقة غنية بالنفط والغاز تعتبرمنطقة نزاع بين العديد من الدول أبرزها الخلاف بين اليونان وتركيا الذي وصلت ذروته الشهر الماضي إلى حد التدخل العسكري الذي تم السيطرة عليه إثر تدخل الوساطة الدولية غير أن اليونان مازالت ترغب بالتصعيد.
الخلاف الرئيسي:
إثر الاكتشاف الضخم من الغاز الطبيعي نشب خلاف بين الدول الساحلية على ترسيم الحدود البحرية خاصة على الحدود البحرية بين شطري جزيرة قبرص اليونانية التي رسمت منطقة لها شرق المتوسط بشكل أحادي في عام 2010 لترد قبرص التركية بتوقيع اتفاق لترسيم الجرف القاري الخاص بها في عام 2011.
لم تراعي اليونان وقبرص اليونانية الاتفاقيات الدولية الخاصة بترسيم الحدود مع تركيا، وأهملت حق تركيا في نصيبها بشرق المتوسط حتى في مناطق الصلاحية البحرية وذلك لتحرمان تركيا من الاستفادة من الثروة الاقتصادية في أعماق هذه المنطقة فقد وقعتا صفقات مع شركات الطاقة العملاقة مثل إكسون موبيل وإيني وتوتال لإجراء أعمال الحفر خلال العامين المنصرمين كما وقعتا على اتفاقيات منطقة اقتصادية مع لبنان "وإسرائيل"ومصر التي وقعت مع اليونان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما، لكن تركيا لم تعترف بها وأرسلت سفنها للتنقيب فرب الجزر اليونانية التي تعتمد على الجرف القاري في ترسيم الحدود مع تركيا محاولة منها لتوسيع الجرف القاري الغني بالنفط والغاز والمعادن.
إضافة لما ورد قامت تركيا بتوقيع اتفاقا مع حكومة الوفاق الليبية لتأسيس منطقة اقتصادية تمتد من شمال ليبيا حتى السواحل الجنوبية لتركيا بينما اعترضت على ذلك اليونان ومصر.
وتصاعد الخلاف بين البلدين الأعضاء في حلف"الناتو"ليصل إلى مراحل التحضير إلى حرب وافق اليونانيون والأتراك على إجراء مفاوضات في الناتو لخفض التوتر والحد من وقوع الحوادث في شرق البحر المتوسط بينهما.وأعلت أنقرة عن استعدادها للحوار وحل النزاع بدون اي شروط وبما يتماشى مع قواعد القانون الدولي لكن اليونان أكدت أن تخفيض التوتر يبدأ من سحب القطع البحرية التركية من الجرف القاري اليوناني وفوراً بينما استمرت في المطالبة بفرض عقوبات على تركيا داخل الاتحاد الأوربي
وسط صراع على المجالين الجوي والبحري في بحر إيجة يلاحظ انتهاكات من الجانب اليوناني التي تقوم في تسليح الجزر بحجة بعض المعاهدات الموقعة مع تركيا سابقاً، هذه الجزر تشكل أكثر الملفات حساسية في العلاقة بين البدلين تركيا واليونان التي حولت هذه الجزر إلى مخاز للأسلحة مخالفة بذلك نصوص الاتفاقات الدولية التي نصت على نزع السلاح منها وهذا التسليح يعتبره الجانب التركي تهديداً لأمنه وهذا يعد انتهاكا للقوانين الدولية فيما يخص الأجواء فوق بحر إيجه.
الموقف التركي:
استمرت أنقرة بمطالبها لإيجاد الحلول التي ترضي الطرفين ودعت لمفاوضات مع اليونان لتهدئة الأوضاع والتخفيف من الاستفزازات اليونانية التي تدعمها الولايات المتحدة وفرنسا وبعض دول الاتحاد الأوربي، حيث أصدرت واشنطن قرارا ينص على رفع حظر بيع السلاح إلى جنوب قبرص لتقليل النفوذ الروسي وفي خطوة لتغيير موازين القوى في منطقة شرق المتوسط تظهرهذه الدول تحيزا لليونان لتدعمها في حال نشوب حرب مع تركيا مما يجعل أنقرة تقبل على التصعيد العسكري والدبلوماسي والسياسي.
لتبدأ القوات المسلحة التركية في إرسال قوات إضافية إلى حدود البلاد مع اليونان وتعلن بأن روسيا سوف تجري مناورات بحرية بالذخيرة الحية في شرق المتوسط .
أمام هذه التصعيدات صرح الرئيس اردوغان "أن بلاده مستعدة للدخول في اتفاقات عادلة كما أنها جاهزة لكل احتمال في المحافل الدولية فتركيا قادرة على تمزيق الخرائط المجحفة التي تستند إلى انعدام الاخلاق"
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــع
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|