[خولة السعيد]

قبل العودة إلى قراءة ما تضمنته الروابط أو ما تضمنه الرابطان... اسمحوا لي وقد تبين لي المغزى مما جاء في النصين أن آتي بدلوي إليكم وأدلي به هنا:
"مسألة الغموض في الشعر لا أراها وليدة العصر الحديث فهي تلازم الشعر مذ عرف والإشكال ليس عندنا نحن أهل العربية فقط ولكنه منتشر بالعالم... وسأتحدث هنا ببعض كلمات اكتفاء بملامسة الغموض فيالشعر العربي؛ أغلبنا يعرف قصة " أبي تمام الطائي" شاعر المتوكل العباسي حين أنشد قصيدة في مدح الخليفة أثار بغموضها الذي يتباها به على أساس أنه تناول فن البلاغةكله وضمنه قصيدته مما أثار المتلقين الحاضرين، ليسأله أحدهم لعله " الفيلسوف الكندي" : " لماذا تقول ما لا يفهم؟" فيرد عليه بسؤال أيضا: " ولماذا لا تفهم ما يقال؟"
ولولا الغموض بالشعر العربي قديما ما كان " قدامة بن جعفر " قال: " الشعر قول موزون مقفى يفيد معنى، فإن لم يفد معنى فهو ليس بشعر ولو اشتمل
على الوزن والقافية" وليس بعيدا عن عصرنا قال الشاعر " أحمد شوقي" : " الشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة أو حكمة فهو تقطيع وأوزان" ..
احب أن أضيف أيضا أن الشاعر " جميل صدقي الزهاوي" له أبيات شعرية جميلة يصف بها الشعر كقوله:

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه..... فليس خليقا أن يقال له شعر
إن لم تصورشعوري .... فلست يا شعر شعري

أما بالنسبة للذين يتفاخرون برموزهم المبهمة الغامضة فلا أرى ان من يهتم بشعرهم إلا نقاد يطمحون الوصول إلى شيء ما ( لحاجة في نفس " يعقوب").. أو من يدعي القدرة على فك الرموز حتى يجد نفسه قفلا لا يستطيع حتى حل ذاته من العقد التي سببها الغموض..
لأجل ذلك أرى أن الشاعرهو من يستطيع أن يفهمه كل إنسان حتى غير المثقف.. حتى ذلك الإنسان الذي لم يتعلم من الفصحى إلا ما بساطة ما يمكن ان يتواصل به.. الشعر هو ما يخاطب به الشاعر عامة الناس؛ فتجد كل صنوف المتلقين يتهافتون عليه ويتداولونه..
هنا أشير أيضا إلى ما جاء في حوار أجراه أحد الإعلاميين مع الشاعر نزار قباني سنة 1988
_ أستاذ نزار؛ تمتلك قدرة على أن تتحدث باسم الناس، على أن تفسر ما يدور في أعماقهم، أن تأخذ أو تنتزع اللحظة الشعرية التي تحسها قلوبهم، قد لا يستطيعون كتابة هذا الفن الراقي ولكنهم يحسونه جيدا، انت شاعرهم لأنك تكتب بلسانهم.. ما تعليقك عل هذا القول؟
يا سيدي ما هو الشعر؟ الشعر هو هذا الجسر من الكلمات الجميلة الذي نمده إلى الآخرين وعندما لا يكون هناك جسر لا يكون هناك شعر
أعتذر سادتي عن الإطالة وأرجو أن أكون قد وفقت انا ودلوي ( ابتسامة)