رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
22
سهام تخترق أوراق الورد في تشرين
تُأجج المشاعر تلك الصورة التي أراك فيها ناعسا حالما تقطف من حقول النرجس بضع بتلات تضعها في سلال الورد ثم تختفي داخل الكوخ الخشبي المعمر حطبا وأشياء ثمينة هي مدخراتك للشتاء القادم حاملا إليك حكايات السمار والمسافرين من السائحين ومحبي الحياة..
أيها العم "جو" كم أبهرتنا بطلتك الريفية البسيطة وملامحك الشفافة التي تحمل في قسماتها عناد فلاح هاجه شوق الأحبة وراق له انتظارهم في البراري الغافية فوق سفوح الهضاب النائية على وفع ناي حزين ترافق قرع أجراس أغنام القرية وبين الدروب والمنعطفات ترافق غيم ضيعتنا المسافر وقد أنهكه حمل أسراب الحمام المهاجر إلى ربيع جهة نائية من أرض هذا العالم..
ترق النسائم التشرينية رغم برودتها تئن شوقا لها تنتظرهم وتسافر إليهم إذا ما أخلفوا موعد عودتهم تعيدهم إلى هُنا بين شطآن الضيعة وصفصافها!
أيتها الضيعة المنسية إليك تعود أسراب السنونو تشاركك حلم عودة الأحبة لأرض البرتقال والليمون لأرصفة الآه والميجانا والعتابا، لأكواخ اللقاءات الأولى فيها وهج الحنين وحرارة القُبل هل تعيد يا ترى هذي الأبواب أقفال القلوب العاشقة تفتحها للحب للأمل للسلام..
في سكون الليل في تشرين، بعيدا عن ضجيج المدن وتكوين المباني وهندسة الشوارع وطلاسم الخطوات التائهة تضج النجوم من تسكعات الوجع تنأى عن عالم المدن الصناعية خلف الضباب تحِط فوق روابي القمر تُشاركه صياغة الضوء تُلهم القلوب نبضات شعرية وتُنير جميع الأكواخ المطلية فيه الدفء يشع يملؤها حيوية ويقظة إنها لاتنام هي في حالة ولهٍ.
أيها العم"جو" تحمل فأسك تزيح الثلج عن درب دارك، تستعد لتوقد فرن الخبز وتنتظر الوافدين كل شتاء تبتسم رغم أوجاع السنين، تُرحب بالقادمين وتحكي لهم حكايات انتظارك على مر السنين تشرب الشاي وتسترسل بالذكريات تغفو وإلى جانبك القط المُدلل يغفو غيرة لانزقاً يُبعد عن مسمعك كل مواء ويعيرك كل اهتمامه رغم دهائه يخشى الابتعاد..
|