عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 11 / 2008, 10 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

النفق الثالث / لكل منا سرير من الوهم الذي لا يحد

[you]

[align=justify]
أحيانا نتعود الأشياء فتصبح قريبة إلى حد لا نعود نفرق فيه بين الحضور والغياب .. الحضور يصير أحيانا ثقيلا .. كذلك الغياب .. هناك شيء محير يبقي المسافة موجودة رغم كل شيء .. سأعترف اشتقت لك من اللحظة الأولى للبعاد .. اشتقت بشكل يكاد أن يكون جنونيا وفكرت ُ ألف مرة أن أنسف هذه السخافة التي لا معنى لها في أن أبتعد عنك أسبوعا كاملا أو أكثر ..كثافة الحضور شديدة لكن له لذة غريبة .. سأعترف حتى غضبي وأنت تتحملين كل ثوراتي كان يشعرني بشدة قربك وبأنك مستعدة أن تداري شغب هذا الطفل الكبير مهما حصل .. كنتُ أحيانا لا أحتمل ..كنت أشعر أنني أمثل شيئا ثقيلا مملا .. رغم ذلك كنت تحتملين بصبر غريب عرفت معه أن الحب يصنع المعجزات وأكثر .. كنت أتخيلك تتحدثين عني لصديقتك بعصبية لكن بحب .. كنت تجمعين الحب والعصبية..
قالت هنية البحري بشيء من الوجع :
- أحيانا يصبح التطابق غير مجد .. أشعر أحيانا أنك تهينني .. أشعر أحيانا انك تجعلني كاذبة من خلال ما تحسه فقط .. أحتمل فقط لأنني أحبك .. أعجبتني تلك الفكرة التي قلت لي فيها إنك ستطابق بيني وبين حيفا من جديد .. إذن كأنك تعود بي إلى شخصيتي الأولى تلك الشخصية التي كنا فيها الحب الوحيد الممكن في مدينتنا حيفا .. أتذكر هنية البحري ومنهال الفياض .. ؟؟.. أشعر أنني أخرج من روايتك كشخصية صنعتها ذات يوم لرواية لم تكتمل لأكون الآن قربك تماما شخصية في شخصيتين تستعملهما هنا .. واحدة منهما هنية ..
قلت وأنا أنظر في عينيها :
- لا يهم كثيرا ماذا نرسم وماذا نعتقد وكيف نبني الأشياء .. من حقي أن تكوني شخصيتي التي أوجدتها من قبل على الورق .. ومن حقي أن تكوني شخصيتي الحقيقية المصنوعة والمخلوقة من لحم ودم لأنك لي منذ البداية .. لو كنا في بلدنا فلسطين كنت ستكونين لي .. وحين صرت الآن في بلاد الله الواسعة ما زلت لي .. هذا شيء محسوم .. أن أجمعك في شخصيتين فهذا شيء من لوازم الفن والواقع معا .. تعلمين ذلك فلا تذهبي أبعد من المسافة التي نضطر أن تكون لنا ..هو مجرد اضطرار ..
قبل قليل اتصل يوسف جاد الحق ولم أجب لأن الرنين انقطع قبل وصولي إلى جهاز الهاتف .. يوسف جاد الحق في روايته " قبل الرحيل " أعادنا إلى فلسطين وتحدث عن كل تلك الأيام التي عاشها بطله قبل حدوث نكبة 1948 .. بعض الروايات التي تروي أحداث الماضي تفيد في تثبيت الذاكرة والحق .. والغريب أن الكتاب اليهود الذين جاؤوا من البعيد يحاولون أن يزرعوا ذاكرة في أرض لا يعرفون عنها أي شيء ولا تعرف عنهم أي شيء ..هناك جزء من التاريخ المخترع أو المكتوب بالحبر السري يحاول أن يكون شيئا حقيقيا مع السنوات لأنه يراهن على الزمن .. وجمالية الزمن أنه يحفظ الحقيقة أكثر من أي شيء ..
- قالت نصيرة تختوخ :.." يوم أمس استيقظت كانت الساعة تقاربالرابعة صباحا ليس في المنطقة التي أسكنها ذئاب ماوية لتعوي وحتى كلاب الجيرانالمتفرقة على بيوتهم لم تنبح لتوقظني لكني كنت يقظة تماما وبرأسي فكرة تجرنيلكتابتها فأصغيتوكتبت الآتي: ليست المسألة مسألة وقت ولا كيمياء ، هي الأمور هكذا دونتفسير ظاهري و منطقي أحيانا.المطالبة بالحقوق في العاطفة لا جدوىمنها فللعقل حيله التي يستطيع بها أن يخفي ما يكنهالقلب.حين دخلت كانت الأماكن الأمامية محجوزة ومنصة الشرفملأى والكرسي المشروخ الذي ترك لي كان مصيري لااختياري.الجلوس أم الذهاب، في الجلوس عذاب و في الذهاب تمردعلى القدر وقدري كان أن أجلس.المشاهد توالت و الأصوات كالصدى ظلتتكرر الدورة:تتعالى،تصل ثم تموت...في حضرة السكون كانالألم يصحو ولا ينام إلا مع يقظة الأصوات،والعالم المحيط بي لم يكن منإخراجي.ضوء خافت كان يسلط علي ليقص شريط فترات الزمن الطويلةويطالبني ببسمة هادئةهنا توقفت لم أكمل لأني دخلت فيدوامة السؤال هل أنا أتحدث عن نفسي أم أريد خلق شخصية جديدة, إلى أين أتوجه إلىالاستعطاف والضعف أمام المصير أم إلى الأنفة و التمرد , توقفت فضلت النوم علىالتفكير وفي الصباح قفزت إلى ذهني صورة هو و هي يرسمان ... "..
البيت هادئ وكذلك الحارة في مخيم اليرموك .. في مثل هذا الوقت من المساء تهدأ الأشياء أو يخفت صوتها .. ابنتي سهير لم ترجع من مكتب المحاماة الذي تعمل فيه مع بدرية الشاعر حتى الآن .. ابني محمود ذهب إلى عمله منذ الساعة الثالثة تقريبا ..لم أذهب للمجلة دون سبب محدد .. ابنتي ديما وزوجتي إنعام يتفرجان على أحد المسلسلات .. صار التلفزيون ضيفا إجباريا في كل البيوت .. التهم الحياة الاجتماعية وحولها إلى مجرد ذكرى ..
أن نضم الأشياء إلى بعضها يعني أن نوجد بينها جسرا ما .. ما اقترحه رشيد الميموني في ضم كل أنواع القصة إلى بعضها في منتدى نور الأدب قابل للتحقق ولتحقيق شيء ما .. لا أدري ما رأي فاطمة منزلجي وخيري حمدان ونزار الزين ..مثل هذه الأشياء يفترض أن تنبع عن اتفاق تام وإلا سيضيع معناها .. سلوى حماد وميساء البشيتي متفقتان على ضم المقالة والخاطرة .. والشيء المهم أن يجد الجميع ما يبحثون عنه في النقد الحقيقي فهو الذي يرفع سوية كل شيء ..
في تلك الأمسية ،وقبل أن تترك تواصل الحديث بيننا كنت أخشى اللحظة تماما .. أرسلت لها قصيدة " قبعات من ضوء الروح " التي كتبتها مباشرة لأقول لها شيئا قبل أن نفترق وإن إلى حين .. كنت أحب أن تقرأ قصائدي قبل غيرها .. أحب أن أستمتع بقراءتها لها كما استمتعت بكتابة القصيدة .. عندما تقرأ القصيدة أشعر أنني كتبتها حقا .. قبل ذلك تكون مجرد كلمات قابلة للتغيير وإن ألف مرة ..مشكلة واحدة تصادفني أحيانا وأشعر أنها تبعدني عن تكامل النقد وهي أنها صاحبة القصيدة .. المسافة بينها وبين القصيدة ملغاة تماما ..فأن تكتب قصيدة لحبيبتك يعني أن تكون حبيبتك في القصيدة أو هي القصيدة ..
قالت هنية :
- هناك حاجة لأن تجتمع بأصدقائك أكثر .. منذ فترة لن تلتقي أحدا منهم ..
- ربما لكن فعلا أشعر أن الأيام تموت على مذبح وقت حثيث الخطى .. هل تشعرين بثقل الوقت وصورته الغريبة .. اشعر أن في الوقت صوتا ما يصرخ بي أن ضع وردتك في حقل الزمن حتى لا تهرب الأشياء .. أتدركين معنى ذلك ؟؟..
هزتْ رأسها ..
عندما قرأت عن حب الشاعر الراحل محمود درويش للعزلة انتبهت أكثر لحاجة الشاعر إلى العزلة..كان محمود درويش يفرض العزلة على نفسه أكثر مما يجب ..ربما لأنه من أكثر الشعراء حبا للقراءة .. أخوه أحمد درويش قال إنه كان شديد الخجل .. هذا الخجل يولد أحيانا انفجارات غير متوقعة .. الشيء الغريب جدا والذي يلفت النظر حب درويش للابتعاد عن الأنثى كزوجة .. لم يستطع أن يكمل زواجا بأي شكل من الأشكال ..كان مولعا بالحرية .. والشيء اللافت أنه كان يكره الوظيفة ..والوظيفة في كل أحوالها قيد يكبل يديّ المبدع .. من أكثر ما أتوقف عنده حين أذكر درويش،وكثيرا ما أذكره ، أنه عندما كان يقول له صديقه الذي رافقه لزمن طويل غانم زريقات " محمود ألن تتزوج ؟؟.. بدنا نرى أطفالك " كان يجيب :" لسنا في حاجة إلى لاجئين جدد".. هذه الجملة صارخة وموجعة وحقيقية إلى حد البكاء ..
لا أريد أن أعود طويلا إلى التفكير بما يعانيه المغتربون فعلا في البلاد الأجنبية ..لكن فعلا أفكر أحيانا بشيء من الدهشة حينا وبشيء من قسوة الوطن العربي حينا آخر .. نصيرة تختوخ ،مازن شما ، هدى الخطيب ، فابيولا بدوي ..طبعا هناك غيرهم من كتابنا أيضا مثل غسان الرفاعي ، زكريا تامر ، سعدي يوسف .. هؤلاء وغيرهم ألا يفقدون المعنى مع الزمن ؟؟.. أنا هنا لا أقصد الإساءة حين أشير إلى المعنى .. ما يهمني الحياة في واقع الأشياء .. طبيعي أن حياة كل واحد منهم تشعره بكثير من الراحة والاستقرار والحرية .. تعودَ أن يكون طائرا غير محجوز في قفص .. لكن معنى أن تكون في وطنك هل يبقى كما تريد له أن يبقى ..؟؟..
لن أخفي استغرابي أو تعجبي عندما قالت لي نهال عبد الله إنها تركت ابنتها عند الخادمة في البيت طبعا هي لم تستخدم كلمة خادمة وأعرف أنها لا يمكن أن تستخدمها .. أعرف نهال جيدا ..من تعرفه بشكل كبير يفاجئك أحيانا بجملة ما .. يفاجئك كل تصرف منه تراه خارجا عن الخط المرسوم في ذهنك أو الذي تعرفه ويجعلك تجفل قليلا .. كنت أنظر إليها وهي جالسة أمامي في المقهى دون أي شعور داخلي بأنها تغيرت .. هناك ناس يبقون مرسومين بدقة وأناقة حين يكون معدنهم طبيعيا .. نهال إنسانة طبيعية جدا .. لكن هذا الشيء الذي برز تماما أمام ذهني حرك الصورة قليلا .. معنى أن يكون عند نهال شغالة أو خادمة أو ما يشبه ذلك جعلني أشرد .. لماذا ؟؟.. لأن طبيعة نهال كانت ترفض ذلك في ذهني ..
أخذت أقلب بواسطة الريموت كنترول بسرعة ..سيذهب بوش إلى غير رجعة ويأتي باعتقادي باراك أوباما ليستمر في لعب اللعبة القديمة الجديدة أو يغير بعض التفاصيل البسيطة .. لعبة المال وانهيار البورصات تضرب العالم بكل جهاته .. العالم في حالة فوضى لا تغير اليوم عن الأمس ..
دون سابق إنذار استوقفني سميح القاسم :
"فكرةٌ. يا أصدقائي. محضُ فكرهْ لم أجدْ في الموتِ عِبرهْ كان ميلادي جديداً. وسعيداً وسريري صار قلباً. قلبَ أُسرهْ فجأةً أَشهر عملاقٌ رهيبٌ فوقَ بطني الطفلِ شفرهْ يدهُ الضخمةُ حزَّتْ حبلَ سُرَّهْ وطرياً. وجعي كان طرياً. وصغيراً مثل عُمري وحياتي مُستمرَّهْ.. ٭ ٭ ٭ "..
هل هي مصيدة الوقت أم لعبة الخروج منه .. في ذهني تنزرع فكرتها : وحدك ، أو ربما وحدك أيضا،
يمكن أن تصنع من عجينة الكلام عرزالا لنا يأخذنا إلى البعيد .. قد يكون العرزال في ذهنك فكرة طرأت على مسار الكلام ..لكنه في ذهني حقيقة يضعني معك بعيدا عن كل شيء .. الصدق الحقيقي في تصوري أنا لا في تصورك .. الحب عندما تحب حقا هو أن تتخيل أكثر .. عندما تصنع من كرمك نبيذا بحجم العالم فثق أنك ستتذوق طعمه وستشم رائحته .. الكلمة هي قلبي وأي اغتيال لها يعني اغتيالي.. تفكيرك بي حتى من خلال الكلمات يوجدني .. الكلمات هي رائحة أصابعك فحاول أن تبعثرني قدر استطاعتك بين أصابعك .. ما أريده هو أنت وهذا يكفي لعمر فوق عمري ..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة طلعت سقيرق ; 24 / 06 / 2009 الساعة 27 : 06 PM.
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس