عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 12 / 2020, 33 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رحلة ماتعة بين رؤى شعرية في ديوان نايات العشق / للشاعر المغربي أمجد مجدوب رشيد



رحلة ماتعة بين رؤى شعرية في ديوان نايات العشق / للشاعر المغربي أمجد مجدوب رشيد

* رجاء بنحيدا
كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة " النفري
»اقتصارنا على القليل يدل على الكثير، والجرعة تدل على الغدير، والحفنة تدل على البيدر الكبير«. جلال الدين الرومي "المثنوي"
بهذه الجرعات الومضات الشعرية ذات النفس الصوفي ترتوي الذات القارئة وهي تسبر أغوار كتابة الذات الشاعرة العاشقة في ديوان " نايات العشق " للشاعر أمجد مجدوب رشيد لتصل إلى قراءة المضمر الخفي وهي تحلق في حركة وشوق دائمين للتوجه نحو الكشف والعشق والاحتراق...
" نايات العشق " عنوان يتشبع بدلالات متشابكة فاعلة ومركزة ، دلالاته صوفية ونفحاته فلسفية
برابط إضافي مجازي يوحي إلى الحنين وسر الأشواق عند الانفصال... وإلى الاحتراق عند الاتصال ، هكذا هي نايات العشق تؤسس المعنى الإيحائي الرمزي في لحظات كشف وإبداع ، تورط القارئ للتساؤل حتى يزيل الحجب ويتمكن من الانغماس في قراءة الديوان للإجابة عن أسئلته وأسئلة الشاعر ..

ألج محراب الحال
أتلو فرائد الأسقام والمواجع
ومتون الشوق،
مزامير السؤال -1-
هكذا استطاع الشاعر العاشق أن يجمع غدير الأسئلة قي ومضات بل في أضمومات شعرية فجرت ينابيع دلالية وأسلوبية وجعلت فضاء الانزياح ممتدا بأدوات استفهامية فاقترن الشعر بالسؤال ليباغتنا بأسئلة أشعلت فتيل العشق وجمرته قي فضاء المعنى ...

كيف أريك ما يتحول ُ
كأن شمسا تُفقأُ
الكوكب أعمى
يغوصُ في ذاته
يهوِّم يهيمُ ..
تُوجعه الأسئلة وفيافيها
ألديكَ زمن ٌ لغمغماته ؟! -2

سؤال يقابله رد فعل قرائي تأويلي مادام مثقلا برؤية الشاعر ووعيه وبمجازات تقوم على مجموعة من العلامات : التحول - النور - الوجع - الأسئلة - عدم الوضوح
وقد تمكن الشاعر أن يجمع كل هذه الدلالات وهذه التساؤلات في فضاء ومضة لكن هل استطاع القارئ أن يصطاد معاني هذه الدلالات رغم اتساعها ،وأن يدرك وجع السؤال المعلق بلا جواب!!؟
متى ..؟
تتجلّين لرؤياي
للشغف البركاني ؟
متى أقنص تخيلاتي
ولا يبقى على لوح القلب
سوى وجهك ؟3-
بحوارية سردية يصوغ الشاعر سؤاله الفلسفي فيحرك كوامن الأسئلة وملكاتها ،فيستعير من التخيل سر الهروب والتخفي ،ومن الشغف سحر البقاء والجمال ، ويجعل من السؤال مرآة للحيرة والتخبط والألم .

من أشعل هذا الالتماع الساحر
في عينيكِ!
من زرع أهدابك
فتنة
فتنة ؟
- من وهب وشاح الليل لريحٍ عاشقة ؟
- من زرع الكرز الأحمر في الشفتين ؟
وكيف لي أن أحتوي سماوات تتكشَّف فيك ؟
لي خمسة ُ أسئلة مسجونة
لا تفر ُّ إلا إلي َّ-4-
وبالسؤال تتوسع دائرة الاندهاش، ودائرة الحيرة ، ودائرة القلق مادام الجواب مفتوحا كما السؤال على فضاء الانزياح وأفق التأويل .
تدفق استفهامي في ماء شعر ، وانسياب مسترسل مركز أكسب السؤال شرعية وشعرية بخمسة أسئلة تنطلق من الذات وإليها تعود ... تقف كفواصل للتنفيس عما اشتد بالشاعر من حيرة وغربة،وهو يعزف بنغم تساؤلي حرقة العشق والوله ..!
أسئلة تنحدر إلى الروح وتفر إليها ، بلغة تتقاطع ومكنونات تفر وتعود بشهقة تفجر مكنون المعنى وشكل القصيدة وشعرية "العشق "
فكما للعشق شعريته فإن للناي نفحته الإشراقية ولغته التي تفجر كوامن الإبداع انسيابا وتماوجا فتفتح مغالق البوح وتكشف لنا مسالك تحتاج التحليق في أماكن كشف عنها الشاعر وكشف عشقه الروحاني لها ،.،
هي عين الشغف
كما قال عنها العارفون
بها... عين الشقف -5-
أهو مسرى الرواح
أم معراج الأرواح-6-

بهذه الرؤية الشعرية ندرك رؤيا الكشف لأماكن و للحظات ومواقف تبدو لنا عابرة لكن الشاعر بطاقته الإبداعية يعيد صياغتها بثوب الدهشة " فنراها شيئا نابضا حيا يفاجئنا ويدهشنا، شيئا ينتقل إلينا من وراء المألوف والظاهر ، ليعيش معنا في اللحظة وليعيش إلى الأبد "-7-

حين تكتب الشاعر بهذه الرؤية ، وبهذا العمق ، ، حينئذ لاتُدرك الرؤيا إلا بالكشف ، " مادامت القصيدة تجاوزت حدود العادي والمألوف إلى الممتع الغريب المدهش
ومع التجاوز يتجاوز الشاعر منطق الكتابة إلى التساؤل ، إلى الانحراف من المعلوم إلى المجهول،
إلى رؤية ما لايُرى بتوظيف التعبير المجازي ...

عارٍ كالشفق
ملتهب ٌ
وألواني ...
أحزاني ...
زوبعه -8-

فرتّ
في الجهات
كالخيول البرية فرت
رؤايْ -9-

بمثل هذا المجاز والتجاوز تتحقق شعرية الومضة وتتحقق جمال وصف الشاعر
للرؤى " والقارئ يعجز على ملاحقتها مادامت متداخلة حاضرة كثيفة عميقة ، ( هي في كل الجهات ) ،تجعله يقف وقفة المندهش المشتاق إلى مضمر المعاني وخفي الدلالات ..ليُبحر والأساليب المجازية ( كناية .. استعارة - تمثيل ) في كشف "معنى المعنى "
" هند :
تفتح أزرار القمر
يسّاقط
على مفاتنها
يشهقان
هالة قمر واحد ٍ -10-
صورتان مدمجتان متناسقتان يفضيان إلى التحرر والانعتاق والتوحد بفعل تفجير انزياحات تغري القارئ بملاحقة هذه الدلالات المتشابكة والمفارقات اللغوية لتي تعتمد على النقل والتحويل بالاعتماد على رموز وإشارات " منها ماهو أقرب إلى المعنى الأول ، ومنها ما هو أقرب إلى المعنى الثاني ، ومنها ما يكاد يتساوى فيه المعنيان " 11- ص107

جرح الظل
يخفق الظل
ويترنَّحُ
مثقلٌ كاهله بسلال الحزن
يظنه الحارس مخمرا، سكنته
النشوة
وجرح الظل جلّنار يتفتّح
يتقرّح ُ
لك الله في مسراك الليلي
ياذا الخطى الرخوة -12-
الظل الذات الأخرى التي تحرس، التي تتوجع ، التي تخفق وتترنح ، هكذا يتجسد الظل وقد سُكب وتلون بمجازات تكشف مدى جرح " الذات الشاعرة " وما أرقها وهي تعبر عن هذا الحزن والاحتراق ،،
هذا الظل
هدّه الجوع ُ
ليس على خوانه
غير ُيَبَس الوعود
وشاي الوجع
وفتات القصيدة .-13-

مجازات في صور جديدة تلبس عباءة الزهد ، وما أجمل لغة الشاعر الزاهد .. حين يشكو ، وما أبلغها حين يتركها طليقة معبرة تدعونا إلى المتابعة والتذوق ...

تدعونا بفيض الرؤى المتدفقة دون انقطاع ، وبشعرية مشحونة بالأحاسيس ، إلى القراءة والتوقف ثم إلى القراءة مرة أخرى مع الاندهاش إلى حد الانبهار من صور مرتسمة هاربة ، حاضرة بفيض شاعري في بؤرة مغناطيسية تنجذب إليها كل أصوات القصيدة ، هذه البؤرة هي " النون " المجسدة في نهاية الأسطر كقافية لها المدى والصدى والوقع والأثر (
سفور الحق يسبيني
وعطر الأخذ يرويني
فذي عيني لدى فلبي
نداء العشق يفنيني
بك السُّكر بك الصحو ُ
ونبع النور يدعوني
بك المحقُ الذي يمحو
وموج الوجد يطويني
أمتْ جسدي أمتْ ليلي
أمت ْ بيني لتُدنيني
وعجل وصلك الأحلى
أمت ظلي لتُشْفيني
وعجّل جودك الأعلى
سناء الجود يحييني
وخذ روحي أيا أنسي
بفيض الكاف والنون . -14-

أليست لهذه النون المكسورة المتبوعة بالياء دلالتها وإيقاعها ووقعها وهي تنساب انسياب العطر الفواح الذي يؤنس الروح " يسبيني ، يرويني ، يُفنيي ، يدعوني ، يطويني، تُدنيني، تُشفيني، يحييني ، "بفيض الكاف والنون "
وعي وإدراك بأهمية الصور الشعرية في إيقاع يتدفق بحضور الأنا " بفاعلية وهي تدعو للتجرد من الجسد ،والتخلص من أدرانه ، للترقي بالروح إلى رحلة أخرى ، إلى رحلة لاتنتهي ، إلى رحلة العشق الأكبر والكشف اللامنتهي!

فالموت رحلة العشق الأكبر هو حياة أخرى ، هو غياب هنا وحضور هناك، هو انفتاح على المطلق، ،هو تمزيق لحساب النفس ،ولحجاب العبارات ، وإلغاء كل القيود والحواجز ..مع التلويح بإشارات ورموز لمعاني لانهائية .
يصهل الوادي
تركُبه جنيات المجاز
تشرئب رؤاه المزهرة
وتهدل كالنايات هنالك
أرواح الشعراء -15-
* قرب :
ملأى
بالشموس
والقرب منها ارتواء-16-
تجاوز واتساع في الرؤية و غموض ببعد إيحائي ترميزي يحيل إلى مضامين " مضمرة "
لايُدركها إلا القارئ "العاشق"فإذا كان الوادي علامة رامزة على الماء ، وهو وسيط للرحلة العروجية "-17- فإن الشمس ترمز إلى الذات الإلهية التي هي مصدر النور والفيض والارتواء ...
في ظل هذه الرؤى ، وهذه القصائد الرؤيا تزول الحدود الفاصلة بين الذات والعالم ، لأجل الكشف والتعمق ، فتغدو اللغة الشعرية موحية متجاوزة لكل المعاني السطحية ، كما " الحرف والكلمة والإيقاع ، وكل العناصر الأخرى تعمل على خلق هذه الصور الرائعة التي تكشف عن المعنى الشعري أو عن الحقيقة -الجوهر " 18

هي لغة رؤيوية تُغيّب أو تتخطى الذات الفردية وتنصهر في حالة تواصل كونية ، تتجاوز العوالم المادية والقفز إلى ماورائها .. فتتحرر من قيود الزمان والمكان والثبات...

لقد استطاع الشاعر بفضل حسه الشعري المرهف ونسقه الرؤيوي الرحب أن يحمل القارئ إلى رحلة ماتعة بين عوالمه غير المقيدة ، وداخل رؤاه الشعرية " الصوفية " التي حققت وجودها وفعاليتها الجمالية ، فأضحى الشاعر رائيا ، فيلسوفاو شاعرا شاعرا ، وأضحى القارئ عاشقا
خاضعا لأسر القصائد وجاذبيتها ..!

بتاريخ 30-مارس-2020
********
* أستاذة باحثة - ناقدة من المغرب
1-أمجد مجدوب رشيد ،نايات العشق ، مطبعة أميمة ، فاس ، ط .1، ص 18
2-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق ، ص 22
3-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق ،ص39
4- أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق ، ص105
5-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق ، ص 59
6-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق ص 60
7-يوسف الخال دفاتر الأيام ، أفكار على الطريق ، منشورات الريس ، لندن دط ، دت ص 104
8-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق. ص36
9-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق . ص 37
10-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق ص 130
11-زكي نجيب محمود : طريقة الرمز عند ابن عربي ، الكتاب التذكاري ، دار الكاتب العربي ، القاهرة 1969 ص101
12-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق.ص 78
13-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق. ص121
14-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق.ص158. 159
15-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق ص124
16-أمجد مجدوب رشيد ، نايات العشق ،ص216
-17 - محمد كعوان " التأويل وخطاب الرمز قراءة في الخطاب الشعري الصوفي المعاصر،دار بهاء الدين للنشر والتوزيع ، قسنطينة،ط1 ص371
18- أحمد الطريسي أعراب :الرؤية والفن في الشعر العربي الحديث بالمغرب ، الدار العالمية للطباعة والنشر ، بيروت - لبنان ص23

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس