[خولة السعيد]

لم يكن لقلبي يوما مفتاحا، أختار من يدخله، أو أطرد أحدا في جواه.. كل من عرفتهم هم سكان قلبي.. ، لكن مكانا بهذا القلب قد جعلته للطبيعة وحدها، سكنته الجبال والأنهار؛ سكنته البحار والأزهار، سكنته الهضاب والأشجار، سكنته التلال والبراري والصحاري والوديان.. سكنته حيوانات الغاب ، سكنته الأسود والخيول .. الشمس والقمر والنجوم، وكل ما اسمه طبيعة.. بساتين الكون والحقول.....
أخبرني بالله عليك؛ كيف أدركت وجود هذه الطبيعة بقلبي فاقتحمتها؟ كيف من دون مفتاح احتللتها؟ أ علاء الدين من مصباح سحري لديك فعلها؟ أم سمسم أنت كل باب عنك لا يوصد..؟
هذه الطبيعة لي، فلم انت استعمرتها؟
كيف من دون قفل لدي منها أخرجك، وعنها بعد ذلك أمنعكط؟ كيف من دون قفل لدي أطرد محتلا استعمر طبيعتي وهواء طيبا أتنفسه؟
كيف من دون قفل لدي أخرجك لتكون مع من أعرفهم سواء؟
لن أستثنيك عنهم، أَبْرَا كَدابْرا.. هيا اخرج ولا تعد..
لا تنم بطبيعتي.. أفق .. لا تجلس هنا.. لا تأكل هنا.. قم .. ارحل..
راسخ مكانك.. ثابت احتلالك.. صامد تواجدك..
فلتبق إذن حتى لو عن هوائك .. عن روحك .. عن قلبك انا ابتعدت
فلتبق لي محتلا ، قد استسلمت