عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 12 / 2020, 52 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

النقد في رأي طلعت سقيرق

"فصول" كانت آخر مشاركات " طلعت سقيرق" على منتديات نور الأدب، حيث شاركنا بما نشرته له شركة شام من قصائد صوتية على أحد الروابط، لكني لم أتمكن من قراءة الرابط.
حينها ولجت أبحث عن فيديوهات لأول مرة باسمه، فصادفني عنوانه: " أعطوني رأيكم دام فضلكم" ؛ يا له من عنوان !
أدب على أدب، واحترام يتجلى منسابا بدءا من هذا العنوان المتناسق العذب الجميل. فتحتُ الرابط؛ كان الصوت شجيا، تقرأ أحرفه قبل أن تسمعها، فكلها تجمع في وطن واحد، قلب واحد، ذلك القلب الذي عشق فلسطين وذاب في العروبية ذوبان المحبين، ذلك القلب الذي لم يكن لديه للحب قدر، فقد كان الحب عنده فوق كل قدر، القلب الذي يشكر من أحبه على حبه له..
إنه يحب الكلمة حين يكتبها، وقبل أن يكتبها، يعبر عما يريد بعثه للمتلقي بمشاعره الجياشة المتعلقة بكل ما هو أدب، جمال، حرف.. يعبر بغيرة محب شعرا ونثرا ولا أدل على ذلك مقاله: " النقد الأدبي المشلول!! "
هنا ترى السيد طلعت سقيرق ناقدا غيورا على هذا المجال الذي تعلق به، يتحدث بحرقة من يحمل الجبل وحده، وهناك من يحيطون به يقولون: " دع الجبال ما لك فيها نصيب، فنص خضراء العيون ما به لهيب.."
إن سقيرق يناقش قضية النقد الذي يمارسه من هم ليسوا أهلا له، أولئك النقاد الذين لقبهم بالأشاوس مستثنيا " يوسف اليوسف"؛ إنهم نقاد مناسبات كما وصفهم " طلعت"، فهم يعتنون بتنميق الحديث ويدعون نقدا لنص إحدى الجميلات.. ثم يعلن سقيرق بكل يقين أن النقد العربي مشلول، يحتاج هو نفسه لنقد..
يعتبر طلعت سقيرق أن النص الأدبي يحتاج نقدا حقيقيا لأنه يرى أن النقد في زمن 2007 مُقْعد ومشلول، ونائم دوما يحتاج لمن يوقظه من غفوته التي طالت دهرا، ولا يستيقظ ناقد هذا الزمن إلا ليبحث عن الحسناوات، فيكتب عنهن أجمل الكلمات، ويداعب نصوصهن بأحلى العبارات.
وبما أنه لا يجوز خلط القمح بالشعير، فكذلك سقيرق لم يستطع أن يجمع بين المفتونين بالجميلات، وبين ذلك البعيد عن جوقتهم " يوسف اليوسف" لأنه ناقد أصيل سواء مدح الأديب أو قَوَّم ضعفه، فوظيفته كناقد يقوم بها انطلاقا مما يحمل من ثقافة واسعة، وقدرة استثنائية، ويخبرنا الكاتب أن صديقا مقربا ل " يوسف اليوسف" قد سرق عددا من آرائه ومقولاته، وكتاباته، وجعلها باسمه، ثم يرى صاحبنا أنه لا يجب أن يطيل في الحديث عن هذه السرقات التي تتجاوز حماقات المدعين ثقافة وعلما ووفاء وفكرا وأدبا.. فالتاريخ لابد مُرجِع لكل ذي حق حقه، خاصة وأن كثيرا من السرقات قد عرفت بالأدب عامة، والأدب العربي خاصة، ولعل هذا ما أشار إليه طلعت في قوله: " ولو ذكرنا الأسماء، لانقلبنا على الظهور من الضحك".
ويلاحظ استثناء نقد " يوسف اليوسف" وحده من الشلل والركود على أساس حب واحترام وإجلال صاحبه ، أما البقية فما نقدهم إلا سلخ لجلد النص المنتقد إما بجهل أو بسوء نية، وتسميتهم بالنقاد ما هي إلا وهمية، أو هي اسم على غير مسمى، إذ أغلبهم كذلك الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحَمَام فما عاد يعرف حتى مشيته، والأمر نفسه بالنسبة لأولئك النقاد الذين جربوا أن يكونوا شعراء أو قاصّين أو روائيين، فكان نصيبهم من كل ذلك " الفشل"، ولعل هذا هو ما يجعله يلعن الساعة التي نظم فيها شاعر قصيدة متألقة أو كتب فيها كاتب قصة جميلة، لينتف شعر رأسه في نقده وهو يمسخ هذا القاص أو ذاك الشاعر، ويعتبر طلعت أن الناقد إن أتى من عالم الإبداع فلن يكون ذلك سيئا لأن تجربته السابقة في الميدان لن تجعله يسيء إلى الأدب عكس ذاك الذي انطلق من النقد إلى الإبداع.
الأستاذ طلعت لم يكتب ما كتبه إلا ثقة فيما ينقله، وغيرة على الأدب والنقد، وحبا للكلمة وللثقافة العربية، فهو يعلم أنه قد يتلقى اللوم والعتاب من البعض على ما خطه قلمه: " سيقول قائل تعميمك هذا على النقاد سيجلب عداوتهم وربما كرههم !!.. وأرى ببساطة
أن العداوة والكره من فاقد الشيء لا يعني شيئا .. فهم في أحسن الأحوال سيثيرون زوبعة في فنجان ، ويذهب كل إلى حاله مفضلا الفوز بغنيمة الإياب .. إذ نعرف جميعا أن مقترفي جريمة النقد هؤلاء أكثر هشاشة من الهجوم النقدي
أو رفع رؤوس النقد شبرا أعلى مما يجب .. وليتهم وقفوا عند النقد وحده ، لحموا أنفسهم من جريرة الهجوم على إبداعهم الآيل للسقوط .. فهم لا يدافعون عن أنفسهم ونقدهم ، لأن الرعشة تركبهم من مجرد التفكير بأن أحدا سيستلم ما يسمونه
إبداعا عندهم .. لذلك فهم غير مخيفين ولا يحزنون .. !!.. لأن الحائط المائل لا يحتاج لأكثر من نفخة حتى يقع
" .
يتساءل سقيرق بعد ذلك عن المصدر الذي يمكن أن نأتي منه بثقافة تستحق هذا الاسم، من أين نأتي بإبداع راق، و بثقافة نفخر بها؟ ويرى الكاتب أن أول ما يجب أن نأتي به ليكون بداية لهذه الثقافة هو النقد، إذ يعتبر أن النقد هو ما يبني باقي الثقافات شرط أن يقتنع النقاد بترك الإبداع (المدعى)، ويتفرغوا للنقد.
يخاطبنا طلعت من خلال هذا المقال كأنه يتحدث إلى نفسه، يسائلها عن سبب تدهور أوضاع النقد العربي، والثقافة العربية عموما، إنه يناقش قضية النقد المزيف الذي يطال النصوص الإبداعية، ثم يصير من ادعى إلماما بالنقد شاعرا، أو قاصا أو مبدعا..، يواجه سقيرق كل ناقد واع يريد أن يشعل شمعة للثقافة بما ينتجه. يواجه سقيرق من يرى أن النقد أو الإبداع هو عملة لرغيف خبز يناقشها بكتاب كأنه يجلس بمقهى يحدث صاحبه عن مشاكل المجاعة بالعالم وهو يضع رجلا على رجل.
حاول طلعت سقيرق أن يبني مقاله على أساس المقارنة بين نقاد ما هم بنقاد، والناقد " يوسف اليوسف" المستثنى منهم، ثم قارن بين ما هو كائن وما يجب أن يكون من نقد، ليشمل نصه بوهج يشتعل غيرة على الثقافة الأدبية.
ترى؛ ماذا يمكن أن يقول لنا النقد اليوم ؟ ماذا يمكن أن تصور لنا الدراسات النقدية؟ أما زال كما وصفه طلعت قبل أكثر من ثلاث عشرة سنة؟ أ ما يزال النقد مشلولا على قول " سقيرق"؟ أيمكن أن نقول اليوم إن الثقافة العربية بخير أم أن الوضع يزداد تدهورا مؤسفا؟ إلى أي حد يمكن كذلك أن نقول إن طلعت قد كان محقا في استثناء يوسف اليوسف من بقية النقاد؟ أسئلة نتركها مفتوحة لعلنا نجد لها جوابا في نقط أخرى

رابط نص النقد الأدبي المشلول:
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=47

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الصالح الجزائري ; 10 / 01 / 2021 الساعة 49 : 11 PM.
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس