| 
				
				رد: أنا وجدتي ، وأحاديث العمر .
			 
 حين مررت قدرا من جانب تلال الحصاد ، التي جمعتها أ/ خولة السعيد بالعربية الفصحى .. خوختى بالمشاعر البسيطة  الدارجة .. وقرأت عناوين لموضوعات كثيرة من بينها عدة موضوعات لي ، وقد ذهب بصري تلقائيا للزمن الطيب ، الذي ألزم ذكرياتنا بألا تنساه أبدا حبا وانتماءا ، جالت في عقلي خيول الذكرى ، صالت وصهلت بساحات قلبي ، ومواطن الحنين الأولى لكل ما تركته هناك مرتبا منمقا فوق رفوف زواياي شبه العتيقة  بالنسبة لما مر من أحداث في عمري تكفي لشغل حيز من الزمان قد يصل لقرون ،  من تلك القرون المباركة ، التي لم نجرب الحياة فيها ، حيث  الشهر في زماننا كالعام من ذي قبل !!   وانجذبت ذاكرتي لذاك الرف البعيد بعض الشيء عن يديها ، إلا  البصر فلا زال معلقا شغوفا باسما بعينين منكسرتين قليلا بشيء من التحسر على ما مضى ، وشيء من الحب والولاء .. ها هي جدتي ككل فجر أسمع همسها لأستيقظ ابنة 6سنوات ، أفتح عيني قليلا لأراها ، وقد عادت بعد الوضوء ، تحملها قدمان أرهقهما طول الدهر والسمنة الزائدة بعض الشيء ، لتقف مستقبلة القبلة تلهج بكلمات الذكر همسا رقيقا ، يجبرني أن أفتح عيناي لأنظر إليها وهي تصلي في طقس بارد كالثلج ! تاركة مياه الوضوء تتساقط من ذقنها كقطرات الندى حين تثقل بها ورقة مائلة من جسد زهرة متفتحة ! تحضر لاجتماع طارق كل فجر قطرات الندى إليها ، وفوقها يشكلون قطرة واحدة كبيرة تتزلج على نعومة خديها .. فيعجبني المشهد واستحب الهمس والهامس والمهموس به ، والذي يشبه في أذني وقتها زقزقة العصافير حين تزقزق  كحين تسبح جدتي ! وأشعر براحة وسكينة  وكأنني أنا من صليت ! وأسألها نفس السؤال في كل يوم بعد الصلاة ، لم يا جدتي تتركين وجهك مبتلا بالماء والدنيا برد ؟ فتقول نفس الإجابة في كل يوم دون كلل ، وتشير بأصبعها إلى منتهي ذقنها وتقول كل قطرة تسقط مني وأنا أصلي سوف تشهد لي يوم القيامة .. لم أتركها في الليلة التي تليها والتي تليها ، وهكذا عام ونصف حيث عشت معها أنام في أحضانها ، وبين ذراعيها الحنونتين لعام ونصف ، قضيتهم بجوارها بسبب الدراسة وانتقالي إلى مدرسة في منطقة بيت جدي رحمه الله .. شكرا خوخة جعلتني أتذكر الكثير والكثير بمجرد قراءة العنوان .. وأدخلت السعادة والحنين على قلبي ، فأسعدك ربي . |