عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 02 / 2021, 36 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

إطلالة على القصة القصيرة عند ليلى مرجان


من بين ثلاث وثمانين عملا موضوعا على منتديات نور الأدب للراقية ليلى مرجان نجد اثنتين وثلاثين قصة بين قصيرة وقصيرة جدا، إضافة إلى قصتين من التراث وأخرى وضعتها اليوم في "قصص ذات مغزى".
بعض قصص مرجان لا تكاد تتجاوز ثلاث عشرة كلمة مع حساب الضمير كلمة والحرف كلمة _ حروف الجر ، العطف...- ، حيث تجد الشخصية الرئيسة الوحيدة في بعض النصوص حملت على عاتقها كاسم ضمير الغائب، وأحيانا يكون مستترا كما في قصة " موضة"، تقول الكاتبة:
" استلهم تصاميم أحلامه من بريق الظلام.. فاستعرض تشكيلة من قماش فارغ"، أما العناوين فلها نكهتها مذلك، ولك أن تثار وتندفع نحو قصة يجذبك إليها دفء قارس، فتجد أن أول ما يقابلك " استقبلوه بدفء اللاحضن" ، لترى أن الشخصيات هذه المرة أيضا مجهولة، ولعل الإشارة بضمير الغائب ذلك الاسم الذي يأتي في صورة حرف ( و.ه) كانت قد اسهمت في تقليص النص، أما ذكاء البطل في القصة فينم عن ذكاء الساردة في تعاملها مع الآخر، ذكائها في اختيار ألفاظها، ذكائها في جعل أحداث قصتها تتسلسل بسلاسة سريعة، ولننظر إلى " ليلى" تجمع أول جملة في قصتها كأنها كلمة ( استقبلوه/ استقبل: فعل. و: فاعل. ه: مفعول به)
تبتدئ جل قصص ليلى مرجان بالفعل الماضي الذي يغلب في القصة حتى النهاية، ( استقبلوه - تلقت - كانت - غاضه- ....) وأحيانا نجده عند توظيفها للحوار كذلك ولو بفعل ماض واحد كما جاء في " ازدواجية" وهي تثبت بهذه الأفعال استقرار الحدث على أمر واحد لا مجال للتحول فيه، قد حدث ما حدث وانتهى الأمر، لكنها في لحن الفوضى لتبين أن الفوضى قائمة، وأن لحنها سمع صداه، غلبت المضارع ( تستمده، تعيده، فيتوهج) لتبدو الحركة مستمرة حتى في معاني الأفعال ودلالاتها، ثم نجدها زاوجت بين الماضي والمضارع في الوسادة الخالية ( كانت تودعه - تغريه - يسعد - تطبع - كانت تغيب - كان يدرك - سبقها - عاشت - توهج - جفاها - باتت ) وإن أخذنا هذه القصة مثلا سنجد أن الأفعال تتبادل المواقع بين الماضي والحاضر، ولا يمكن ان نعد الأفعال لنؤكد الحركة الدؤوب لمجرى الأحداث دون الإشارة إلى المصادر والمشتقات التي حركت وهجا شاعريا بالقصة (معانقة - فرِحة - سعادتها - عجلى - راغبة - ممكنة - مشاعرها - غياب - دهشتها - افتتانها..) فبطلة القصة هنا تنتظر ذلك الذي ودعته، ذلك الذي غابت معه مشاعرها عند غياب الشمس ، غابت نحوه وإليه، ذلك الذي غاب ولم تفقد أملا في عودة لقاه، أما هو فكان كاللامبالي، ( سبقها... جفاها...) سبقها مجافيا ليتركها تعانق وسادته الخالية ...
من خلال مجموعة من قصص ليلى مرجان يمكن أن نأخذ عبرا ودروسا، وتلك العلاقة الإنسانية الطيبة التي تجمع البشر، إضافة إلى أسلوبها الأنيق في السرد ، ولكم أن تطلعوا على ( فدية، المشاغب، تزوير، الزعامة والإهانة، أبكيها حية..... )

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس