[هدى نورالدين الخطيب]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. رجاء بنحيدا " للحروف أسرارها ودوافعها ، وللكتابة نبضها ووقعها إي صديقتي ، ها هي هديتي إليك في هذا اليوم، كلمات من حروف ستسافر إلليك وأنت بعيدة هناك ، ستطل عليك في صباح يوم مشرق وأنت تفتحين شباك شرفتك المطل على ألوان متناسقة تعمر حديقة بيتك الواسعة المشرقة ، ستجدين رسالة تحملها إليك غمامة الصباح ، بعد سفرها ونجوم الليل في رحلة بحث عن ياسمينة جذورها في الشرق وعطرها عبير مفتوح على المدى ! صديقتي أنت ، وصديقتك أنا أتعلمين ، ما رتبت هذا الكلام ، ولكن سافرت مع " بوحي " على إيقاع نبضه الصادق المسترسل ووشوشات ندى الصباح ، وأنا أنظر إلى شجرة " الياسمين " التي تزين حديقة بيتي - حديقة قلبي فهي تذكرني بك دائما وأبدا .. شجرة عروقها تمتد عميقا وأغصانها ترتفع عاليا، ويسافر عبيرها كشعاع أمل يضيء حبات القلوب ،و يشاكس تلافيف الأغصان المزهرة! شعاع يزهر و محطات حديثنا الطويل ، الذي يبدأ بالحمد وينتهي ب الصلاة على سيدنا وحبيبنا المصطفى ، صديقتي .. يا لهول هذا الصمت الذي يسكن النفوس والأرواح أهو الخوف أم القلق أم مجرد هواجس ، في وقت تغير فيه كل شيء ، آه،،كم تغيرت حياتنا وعلاقتنا ، كم صرنا نشتاق أن نعود للحظات الزمن الجميل غير البعيد ، كم .. بتنا ننتظر شروق الفرح من القلوب والعيون وفيها ، وبا لهذا الشروق 'ويا لهذه الكلمة وروعتها ، إنها تذهلني ،تجعلني أنظر إلى الحياة بعمق وبأمل ، فتشرق بسمتي من جديد مع كل كتابة .. هدى، يا صديقتي ..الحياة قصيرة جداً، والحياة بلا كتابة .. غروب أبدي ومع كل إشراقة قلم تعود الحياة إلينا فنعود إليها.. و إذا كان للحياة أسرارها وأقفالها ، فأول مفتاح لها هو القلم..وما أجمل هذا المفتاح الذي هو " بريد القلب ، يخبر بالخبر وينظر بلا نظر "عبد الله بن المقفع كوني بخير يا صديقتي .. وعيد ميلاد سعيد 11-4-2021

رجاء .. رجائي .. يا صديقتي ..
ارفعي رأسك وانظري إلى السماء الصافية ..صداقتنا بذلك الصفاء والنقاء متسعة لا يعكر صفوها ولا يكدرها لا الزمان ولا المكان .. تحلق فوق المحيطات التي تفصل بين ثوب جسدي وثوب جسدك .. الصداقة الحقيقية تنبع من الروح والروح طائر محلق لا يخضع لسلطتي الزمان والمكان...
الصديق الحقيقي جوهر الحياة والعطر الثمين الذي يترك أثاره مهما مرّ عليه الزمن .. هو الأخ الذي نختاره بملء إرادتنا وقناعتنا..
هل أخبرتك من قبل كم أحبك وكم هي عزيزة عليّ صداقتك ومودتك؟؟..
صحيح أنت لست أمامي ولا أراك بعيني رأسي ، لكن بصيرة الناصية يا صديقتي أدّق من عدسات البصر .. وأنت معي صديقة.. حبيبة.. أختاً .. أراها ببصيرتي بقربي على الدوام تجمعنا محبة ووفاء لا تكدّر صفوها غبار الحياة وتفاصيل يومياتها..
نافذتي التي أفتحها يطّل عليّ منها بدر الرجاء الذي ينير ظلمات تتكدس من نفوس لا تجيد قراءة الوفاء ولا تعرف من فصول الحياة غير فصل الأنانية والأذى.. قمر صدقك وصداقتك يبدد كل هذه الظلمات ويفرش نوره الحاني على سواد ليل الحياة فيبدده..
هل قلت لي كل عام وأنا بخير؟ ..
أنا بخير يا صديقتي ما دام لي صديقة صدوقة صادقة الوعد وفية .. المحبة الصادقة عيد مولد يتجدد مع كل إشراقة شمس ..
الزمن الجميل يا صديقتي لا أعرف كيف يعود ، فمشكلتي ليست بفايروس يغزو العالم ولا يُرى بالعين المجردة .. مشكلتي الأزلية أن لا فاصل لديّ بين ذاتي ووطني العربي، فأنا رغم الغربة الطويلة والمسافات الشاسعة عربية حتى نخاع العظم وكل مسارب الروح.. يوجعني حد النزيف الروحي ما يُرى بالعين واضحاً وقحاً من خيانة وانهيار وتدهور مخيف لهذا الوطن من محيطه إلى خليجه..!
ماذا أفعل بهذا الوجع الأليم وكيف أنجو منه، وأستعيد قلمي وابتسامتي؟! ..
آه يا صديقتي من وجعي العربي..
مع هذا يبقى في الحياة متسع من الفرح ، للعائلة والصداقة واخضرار الشجر وياسمينة معرشة أشتاق لفيئها وعطرها ولا أجدها في كندا فأتخيلها.. معي ظلّ دالية العنب ومعي الأضاليا والورد والبنفسج والفونيللا .. معي عصافير بدأت تغرّد فوق الأغصان وفراشات تزهو بألوانها البديعة.. هي لمحات من الفرح والانبهار بنتائج تعب غرسي وزرعي ، قد لا تغنيني عن تربة عربية أعشقها وأعشق رائحة ترابها الذي يوجعني قلبي عليه ولكن في الحياة أمل ومتسع دائماً..
على أمل أن يشرق فجر نيسان على وطننا العربي مجدداً ويزهر ربيعه ..
شكراً يا صديقتي .. شكراً لأنك صديقتي...

هدى الخطيب
مونتريال 24 نيسان 2021