عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 04 / 2021, 43 : 09 AM   رقم المشاركة : [400]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: يوميات في حب نور الأدب

كنت قبل أن يفتح رمضان أبوابه اتفقت مع عزة على أن نصور لبعضنا أول مائدة إفطار في شهر رمضان، ولأني كنت أود بإصرار التعرف على تقاليد الإفطار بمصر، أو على الأقل حيث تعيش عزة، كنت في كل مرة أذكرها، وأؤكد عليها ألا تنس الصورة، وفعلا توصلت بها في اليوم الأول من رمضان الذي كان في بلادي يوافق آخر أيام شعبان، لم تتضح لي كل الأطباق، لذلك طلبت من عزة أن تعرفني عليها، وفعلت، لكن المؤسف أني تقريبا لم أوف بالعهد، ففاتح رمضان بالمغرب، ولأني كنت منهكة بعض الشيء،ولأن المائدة ببيتنا قد أكمل إعدادها بدقيقة أو أكثر بقليل بعد أذان المغرب لم أتذكر أن علي أخذ صورة للمائدة إلا حين أوشكت أن أقوم منها، مع ذلك أخذت الصورة حينها.. وبعثتها مع اعتذار.. على الأقل لتتعرف على أبرز ما نعده لهذا الشهر الكريم،ولكني في الغد صورت مائدة الإفطار وهي تستعد لاستقبال أذان المغرب..
قد يستغرب البعض مما قمنا به، قد يرى البعض أن هذا غير مهم، قد يفكر البعض لم لم نسأل عن أشياء أخرى لها علاقة بكيفية التقرب أكثر من الله في هذا الشهر الكريم، يمكن أن أقول إن علاقتنا بربنا فوق كل وصف، حتى مع ذواتنا نجد لحظات الخشوع والدعاء والرغبة في مناجاة الله بقوة ليس لها وقت محدد، صحيح قد نحدد في رمضان وقتا لقراءة القرآن الكريم، أو لأداء سنن ، أو أو أو... لكن ما أجمل تلك الثانية التي يجل فيها القلب فرحا بدمعة رجاء وأمل ودعاء تريح النفس وتطمئن القلب وتشعر الروح بالرضى.. مثل هذه الدمعات ليس لها وقت معين، بينما لمائدة الإفطار وقت محدد، مثل هذه الأوقات لا تصطنع ولا نتكلف لإظهارها، بينما المائدة هي عادة رمضانية تظهر فرحنا بالشهر الفضيل وبصيامنا، فنعد لها العدة قبلا، أما تلك الدمعة الخاشعة والداعية الله لا عدة لها غير قلب محب وجد نفسه في لحظة ما أشد ما يكون طمعا في رحمة الله، في رضاه ، في عفوه، في حبه ..... في إجابة أدعية مرتجاة، حتى لحظات تلاوتنا للقرآن الكريم، خاصة كإناث، وأخص بالذكر من تعمل خارج البيت أيضا، أو من لها ظروف خاصة كمن يكون عليها أن تنتقل بين بيتها وبيت والديها للسخرة أو المساعدة أو لأي عمل.. لحظات التلاوة لا تكون مقيدة بوقت معين، ولا يمكن أن تتمكن يوميا من قراءة القرآن بالوقت نفسه الذي حددته اليوم الأول وإكمال الحزبين أو ما تيسر مما تقرر قراءته ..
لحظات قربنا من الله عز وجل تختلف من أي قرب، ألا نجد أنفسنا أحيانا ونحن بالشارع نفكر في مسألة تؤرقنا أو في أمر نود نجاحه... ندعو الله لدرجة الرغبة في البكاء بعد أن تستشعر العينين وقد اغرورقتا بالدموع أو لعلهما أسقطتا دمعتان حلوتان دافئتان..
أعتقد أن هذا يحدث كثيرا..
على هذا الحب الجميل تدعو الله، تخاطب الرب وتعيش وحدك في عالم خاص بعيدا عن كل عالم قريبا من الله الواحد الأحد الصمد، تناجيه سرا، تحدثه بشفتين مطبقتين فيسمع مشاعرك ويرى وهج حبك وأنت تسأله بحق الحب الذي تحبه مناديا في سرك " يا رب" " يا رب بحق حبي لك" وتود لو أنك تجمع حب كل المخلوقات لله وللعالم لتفوقه في حبك للخالق.. لله تعالى ، وتسأله ودمعة ساخنة تغلي بداخلي عينيك وقدماك يغليان مشيا بالشارع أو على مكابح سيارتك .. " يا ألله" " يا ودود" يا من قلت "ادعوني أستجب لكم" وقلت "فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني" يا من من أسمائك العفو الرحيم السميع المجيب البصير السلام التواب الغفار القوي العزيز الجبار..... وتتذكر كل اسم من الأسماء الحسنى وترجو منه أثرا ؛ يا عزيز أعزني، يا جبار اجبر كسري، يا فتاح افتح لي أبواب الجنة ، افتح لي أبواب الخير، النجاح، السعادة،... يا سلام أسلمني من كل شر، يا رب يا ألله، وتدعو وتدعو وتدعو، وتسير بالشارع كأن هناك من يحركك لأنك لست بهذا العالم إلا جسدا، تقربنا من الله ليس مفروضا علينا بمكان معين أو زمان محدد وأينما تولوا وجوهكم فتم وجه الله وإن كان للصلاة زمن معين ففي ذلك حكمة لعل أجلها التذكير بحاجتنا لذلك، لنصل روحانياتنا دون انقطاع ودون إغفال أو أن تأخذنا متاهات الدنيا بعيدا كنا في حالة حزن أو سعادة، فرح أو غضب، بكاء أوضحك، يأتي وقت يأخذنا من الدنيا دقائق ليذكرنا أن خالقنا موجود بكل الأوقات، معنا في كل حالاتنا وهو من يقبل وجودنا معه ونحن نضحك ونبكي أو في حالة فرح أو قرح... وغيره لا يستطيع ذلك، نأتيه بلباس البيت، بلباس رسمي، بأي لباس يكون ساترا ويقبل صلاتنا ، بينما لا يقبل رئيس عمل من العمال أن يأتوه بغير اللباس الذي حدده لهم، لا يمكن أن نحضر حفلا بلباس البيت، لا يمكن ولا يمكن ولا يمكن والله يقبلنا كيفما كنا وبأي وقت أتيناه فيه ودون استئذان حتى ،....
أثقلت عليكم بحديثي الطويل بعد غيابي السابق.. على هذا الحب أترككم الآن بعد ان أقول لكم

وأحبكم
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس