14 / 05 / 2021, 52 : 07 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
تقبل الله طاعاتكم بانتظار العيد يوم تتحرر أمتنا / هدى الخطيب
تقبل الله طاعاتكم وجعلنا وإياكم من عتقاء الرحمن..
أمّا العيد، لم يزل مؤجلاً إلى يوم تتحرر أمتنا وشعوبها من الأورام السرطانية المتفشية ومصدرها الأساس فلسطين..
لا.. ليس العيدُ ببعيد كما تظهر الصورة المعتمة في ليلها الدامس.. أشدّ أوقات الليل عتمة وسواداً تكون قبيل الفجر..
يرونه بعيداً ونراه بعدل الله قريباً..
ترقبوا العيد حين تبزغ الشمس قريباً وتغتسل الأرض الطيبة بطهر ماء المطر وتطهر البلاد والعباد..
قانون الحياة – البقاء للأصلح – وقانون الله خالق الكون والحياة، أنّ العاقبة للمتقين.. للأخيار والأبرار ولإنسانية الإنسان السليم الذي فضله على كثير من خلقه وأمر الملائكة أن تسجد له، لا للبشر الحيواني القذر الذي يحمل جينات الحن والبن، بدمويتهم ووحشيتهم.. أرضيتهم وطينهم وفساد معدنهم..!
العيد ليس عنّا بعيد..
القدس هي المفتاح وفلسطين الباب وارتباط الشر العالمي والعربي بالصهيونية واشتداد شرّها وعهر الخيانة العلنية وفجور الفساد السياسي وتأليه ذاته واستعباد الناس وإفقارهم إلى حد تشليح مدخراتهم ولقيمات في أفواه أطفالهم ، وصولاً إلى الحرب البيولوجية والتغير المناخي - إرهاصات الفجر – الفجر الذي سيبزغ قريباً بإذن الله ..
وصل الأمر إلى ذروته في كل شيء – ليس فقط عربياً – بل عالمياً وهذا بحد ذاته دليل على زلزال الطبيعة التي ستطهر نفسها من كل هذا الأذى والعبث بها...!
الله سبحانه طيّب ولا يقبل إلا طيباً، وقذارة الطين مهما قويت شوكتها لا يعقل أن تفني الإنسانية التي كرمها الله..
الشر دائماً له أنياب ومخالب لأنه متوحش والخير طيّب لا مخالب له، لأنه أليف سليم يحترم إنسانية الإنسان والحياة، لكنه عندما تشتد الأزمات يعرف كيف يحمل سيف الحق ليدافع عن الحق والعدل.. عن الأرض والحياة....
في مدينة السلام التي لا تهنأ بالسلام.. من باب العمود إلى الشيخ جراح ووقاحة السرقة.. في حيفا ويافا.. في الناصرة وبيت لحم.. في اللد وصولاً إلى غزة هاشم...
رمضان المسجد الأقصى - العشر الأخير وليلة القدر – المعتكفون العابدون الساجدون في أقدس أيامهم يعتدى عليهم.. الكنائس العربية.. الكهنة المناضلون ومشاع الكنيسة الذي ينهب أيضاً لصالح حثالة المستوطنين.. فالاعتداء على المقدسات نهجٌ صهيوني لمن تعودوا على سرقة كل شيء، منذ أتوا بحثالة من المجرمين من سجون أوروبا..!
فلسطين الباب والقدس هي المفتاح.. بابٌ ينتظر فجر العيد خلفه لتشرق شمسه على الأمّة المنكوبة - كلها منكوبة – الأمّة التي ذاقت من العذاب ألوان، يعجز المرء منا أن يعددها..!
سجد شجر القدس خشوعاً في ليلة القدر وهو يشهد مقاومة المصلين أمام آلة الطغيان..!
المطر الطاهر قادم والفجر قادم وقوس قزح سيغسل الدماء والظلم عن ليل الأمّة الطويل..!
يرونه بعيداً ونراه بعدل الله قريباً
صحّ صيامكم وصحّت أصالة إنسانيتكم أمام جبروت وحشية البشر وتقبلنا وإياكم الرحمن الرحيم بالرحمة والمغفرة والعتق من نيران ظلم الشرّ في الدنيا ونيران الحشر مع الأشرار في الآخرة.
هدى الخطيب
المصدر:مجلة نور الأدب
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|