عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 11 / 2008, 32 : 07 PM   رقم المشاركة : [227]
مخلص السالم
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية مخلص السالم
 





مخلص السالم is a splendid one to beholdمخلص السالم is a splendid one to beholdمخلص السالم is a splendid one to beholdمخلص السالم is a splendid one to beholdمخلص السالم is a splendid one to beholdمخلص السالم is a splendid one to beholdمخلص السالم is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: غزة جرحنا المفتوح حتى يسقط الحصار

[frame="14 95"] [align=justify]
’’غزه لا تموت ولا تحيا’’.. سياسة عنصرية إسرائيلية

كلما رأيت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مبتسماً على صفحات الجرائد والمجلات العربية والأجنبية وهو يلف الكوفية حول كتفيه ورقبته، تنتابني حالة من الاكتئاب حيث يذكرني بمشاركته في صياغة اتفاق أوسلو الذي اعترفت بموجبه منظمة التحرير بقيادة الراحل عرفات، بشرعية اغتصاب اليهود للأرض الفلسطينية التي استولوا عليها عنوة عام 48، وأقاموا عليها كيانهم العبري المسمى بدولة إسرائيل. كما أشعر وكأنه - بتلك الابتسامة- لا يعترف بالنتائج الكارثية التي تمخض عنها ذلك الاتفاق بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث أسقط من يد الفلسطينية أهم ورقة كانت وما زالت تؤرق الكيان العبري وحلفائه وتقض مضاجعهم رغم ذلك الاعتراف.
فقد أوعز لأعوانه بنشر الفوضى الأمنية في مدن القطاع وقراه، وإذكاء الشعور بالخوف وعدم الاستقرار بين سكانه، بهدف إظهار عجز حماس عن ضبط الأوضاع فيه، ومن ثم الإقدام على إسقاط الحكومة الوطنية التي كانت ترأسها والاستيلاء على مقاليد الأمور بالقوة. غير أن مخططاته باءت جميعها بالفشل، حيث يبدو أن حماس كانت على علم مسبق بها، فأحبطتها في الوقت المناسب، واستطاعت بذلك أن تعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع القطاع.

ويبدو أن عباس ما زال الآن مصراً على تكرار هذا الفعل المشين حيال عناصر حماس في الضفة الغربية، ولكن هذه المرة بالتعاون مع إسرائيل والجنرال الأمريكي دايتون، الذي عُهد إليه بمهمة التنسيق بين المؤسسات الأمنية الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقد تمخض هذا التنسيق عن ملاحقة عناصر جميع الفصائل التي تتمسك بالمقاومة المسلحة للاحتلال، من قبل رجال الأمن الفلسطيني والجيش الإسرائيلي، بناء على توصيات أو أوامر (سيان) من الجنرال دايتون. وهذا ما تبدَّى واضحاً حين أعلن سلام فياض رئيس وزراء حكومة عباس، بأنه لا يوجد معتقلون سياسيون في سجون السلطة، وإن الموجودين هم ممن يقعون تحت طائلة القانون الجنائي الذي يحرم على المواطن حمل السلاح دون ترخيص، (ويعني بذلك رجال المقاومة!!).

وكانت السلطة قد أعلنت في وقت سابق تجريم حمل السلاح دون ترخيص ، في إطار حملتها الرامية لإيقاف المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، والتي شملت- ضمن فصائل أخرى- طلائع شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح.

والآن، وبعد أن فشلت كل مخططات عباس وإسرائيل ودايتون وغيرهم، في تأليب أهالي القطاع على حماس، وبعد أن اثبت الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع تمسكه بالثوابت الفلسطينية التي تستهدف استعادة الحقوق المسلوبة، بدا لهؤلاء أنه آن الأوان لاستخدام ورقة المساعدات الغذائية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية unrwa، كسلاح لإجبار سكان غزه على الانصياع للسلطة الفلسطينية التي يرئسها عباس، وإلاَّ تعرضوا لمجاعة مميتة.

وبرغم أن استخدام هذه الورقة (بالإطلاق) يعد في الظروف الدولية الراهنة أمراً شبه مستحيل، غير أن التجارب التي مر بها الشعب الفلسطيني مع قادة إسرائيل الدمويين، قد تدفع بهم- في نظر حكومة إسرائيل- إلى اليأس، ومن ثم الاستسلام والانقلاب على حماس.

وأغلب الظن أن الإسرائيليين- في هذا السياق- سوف يتبعون ذات الأسلوب الذي اتبعوه وما زالوا، بالنسبة لتزويد القطاع بالوقود والكهرباء والغاز، والذي يقوم على قطع إمداداتها بين الفينة والأخرى، ومواصلة هذا القطع إلى النقطة التي ينعدم عندها وجود تلك الإمدادات لعدة أيام، ثم تعود إسرائيل بعدها لتمد القطاع بكميات شحيحية أخرى منها .. وهكذا.

والإسرائيليون- بانتهاجهم لهذا الأسلوب- يتعللون بإطلاق المقاومة للصواريخ على المستوطنات اليهودية الحدودية مع غزه، بينما يعلم الجميع أن هذا القصف يحدث، إما رداً على توغل إسرائيلي لأراضي القطاع، أو أن بعض العملاء هم الذين يقومون بإطلاقها بناء على أوامر من إسرائيل، بهدف إيجاد مبرر لتشديد الحصار على سكان القطاع، من قبيل قطع إمدادات الوقود والغاز والغذاء والدواء.

وبالفعل قامت إسرائيل منذ نحو أسبوعين، بمنع مرور الشاحنات التي تنقل المعونات الغذائية التابعة لوكالة الغوث الأممية للقطاع، بدعوى قيام الفلسطينيين بإطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية الحدودية. وحين أعلنت الهيئات الدولية عن إمكان تعرض القطاع لكارثة محققة نتيجة وقف تلك الإمدادات، سمحت إسرائيل بفتح معبر "كرم أبو سالم" لمرور عدد من الشاحنات التابعة لوكالة الغوث التي تنقل إمدادات غذائية تكفي بالكاد لأيام معدودات.

ولا يخفي على كل ذي بصيرة من أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، أن كل القوى التي تعارض حق الفلسطينيين في استمرار مقاومتهم للاحتلال، ومنعهم من استعادة حقوقهم المغتصبة، وإجبارهم على القبول بما تلقي به الأجندة الصهيوأمريكية إليهم من فتات .. نقول لا يخفي على هؤلاء، بأن تشديد الحصار الذي تفرضه إسرائيل وأمريكا وأوروبا على القطاع، والذي لا تحرك الدول العربية حياله ساكناً، بات الآن قريباً جداً من محاولة التهديد بالموت جوعا على سكان القطاع، بسبب دخول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين UNRWA (طوعا أو كراهية) طرفاً فيه.

ذلك أن الإمدادات الغذائية التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين في القطاع، والبالغ عددهم 750 ألفاً، تشكل المصدر الوحيد لإمدادهم بالغذاء الذي يكفل بقاءهم أحياء. فإسرائيل بهذا المسلك إنما تطبق ما أسماه بعض المراقبين بسياسة "غزه لا تموت ولا تحيا"، والتي يصفونها بأنها لا تستهدف سوى استمرار معاناه سكان القطاع دون أن تتحول معاناتهم هذه لكارثة إنسانية.
بقلم ـ موسى راغب
[/align][/frame]
مخلص السالم غير متصل   رد مع اقتباس