عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 07 / 2021, 10 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

ملاحظات على علم الطاقة الباطني






انتشر في السنوات الأخيرة مصطلح "الطاقة" بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها، ليس المقصود منها الطاقة الحرارية، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواءً الكامنة منها أو الحركية أو الموجية.
فالطاقة المرادة عندهم هي (الطاقة الكونية)، حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية، وهي طاقة عجيبة فريدة مبثوثة في الكون، انبثقت عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق.
والكلي الواحد: لا مرئي، ولا شكل له، وليس له بداية، وليس له نهاية. بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام.
وهذه هي عقيدة «وحدة الوجود»، التي تعني أنَّ كُلَّ ما ترى العين هو «الله»؛ فـ «الله» هو هذا الكون، والخلائق وهذه الجمادات والنَّباتات والحيوانات إنما هي مجرَّد صور؛ مجموع مظاهرها المادية تعلن عن وجوده تعالى دون أن يكون لها وجود قائم بذاته.
وهذا فسادٌ كبير في التصوُّر الصحيح؛ لأنه تعالى كان ولم يكن شيءٌ معه ولا قبله، وهو الذي خلق الكون وخلق السَّماوات والأرض سبحانه، والمخلوق غير الخالق، والمعبود غير العابد. قال تعالى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ـ النحل:73ـ، فالأصنام والأوثان مخلوقةٌ ليست جزءاً منه سبحانه، ولا هي هو.
** ** ** **
وهذه الفلسفة / الطامة، عُرفت قديماً في ديانات الهند والصين: الهندوسية والطَّاوية والبوذية والبرهميَّة والزَّرادشتية؛ وعلى نهجها كانت نابتة فلسفة (الفيض)، أي إنَّ هناك عقلٌ كُليٌّ في الكون يفيض على العقول الأخرى من المعارف والإلهامات والعلوم.
ومَنْ بعد ذلك أعاد إحياءها غلاة الصُّوفية الذين لا يُفرِّقون بين العابد والمعبود، (لأنَّ درجة الفناء عندهم هي: الاتحاد، أي تلبُّس الخالق في المخلوق)؛ وعلى نحوها سار مذهب «الوجودية» في القرن التاسع عشر والقرن العشرين فقالوا: لا يُوجد في الكون إلَّا «الإنسان الكامل»، وهو كُلُّ شيءٍ، فلا وجود بالتالي لله تعالى؛ ومنه تفرعت مدارس «مذهب المنفعة»، و«مذهب القوَّة» مثل: فلسفة نيتشه (ت: 1900 م).
** ** ** **
وفي أيامنا، دخل على المسلمين لبوس قديم / جديد باسم «الاستشفاء» و«الطِّب البديل» (والطِّب البديل غير الاستطباب بالأعشاب، تلبَّس بالاسم مكراً من بابة التدليس) = عبر بوابة (الدَّورات): كدورات التَّنمية البشرية وتطوير الذَّات (رغم أنها دورات هامة: مثل الدورات الإداريَّة والاجتماعيَّة والاقتصادية والمهارات الإنسانية؛ فجميعها ذات فائدة)، لكن عبرها، وعبر فلسفة «الشكرات»، و«الأجسام السَّبعة»، و«الجسم الأثيري»، و«العلاج بالطَّاقة: الريكي»، و«نظام الماكروبيوتك»، و«العلاج بطاقة الأحجار الكريمة»، و«الألوان»، و«الكريستال»، و«العلاج بالأهرام أو الشَّكل الهرمي».. اختلطت جميعها في البرمجة اللُّغوية العصبية، فكان فيها حقٌّ وفيها باطلٌ كثير.
** ** ** **
فمن وسائل التَّلبيس عند القوم: تسميةُ عقائدهم الباطلة بالتسويق لها بأسماء علميَّة أكاديمية، لإيهام العوام أنَّ مذهبهم مذهبٌ قائمٌ على علمٍ حقيقي، أو علمٍ صحيحٍ، أو علمٍ نظري له إثباتاتٌ، بينما هي أسماء فقط، ليست هي من العلم بشيء، وجلها مأخوذٌ من تلك الفلسفات القديمة الضالة.
والمُروِّجون لها من أصحاب الديانات السماوية، ومنهم المسلمون، يُفسِّرونها بما يُظْهِر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا، ومنهجنا في الحياة ! وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة، إنما تقاس بواسطة أجهزة خاصة مثل "البندول" Pendulum، الذي بحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية؛ وبعضهم يستخدم "كاميرا كيرليان" Kirlian photography التي تصور التفريغ الكهربائي Electrostatic discharge؛ أو يستخدم التصوير "الثيرموني" Thermionics، أو تصوير شرارة "الكورونا" Corona discharge ، أو جهاز الكشف عن الأعصاب. فيزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات "الطاقة الكونية" في الجسد! في محاولة منهم لجعل "الطاقة الكونية" شيئاً يقاس كالطاقة الفيزيائية؛ وبه تلبسُ لبوس العلم، وتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس.
لكن العلماء الفيزيائيين لا يعترفون بهذه (التهاويل) المبهرجة وادعاءاتها المزيفة، لأنها ليست هي الطاقة التي يعرفون، كما لا يعترف بها علماء الشريعة العارفون، لأنها ليست الطاقة التي قد يستخدمونها مجازاً بمعنى (الهمَّة) أو (الإيمانيات العالية) ونحوها، ولا علاقة لها بطرائق (الاستمداد) التي يروج لها أهل الطاقة الكونية.
** ** ** **
وتُسمَّى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة، وتمرين الاستمداد، فهي: طاقة "تشي" wikiHow ويكي هاو، وطاقة "الكي" Dan Tien أو Tan Tien أو Hara، وتُسمَّى "طاقة البرانا"، وطاقة "مانا".
ويزعم مُروِّجوها من المسلمين - جهلاً أو تلبيساً -: إنها المقصودة بمصطلح (البركة) عند المسلمين ! فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته، مع أنهم يؤكدون أنها (بركة) ليست خاصة بدين معين، ولا تختص بالمسلمين دون غيرهم، بل إنَّ حظ المستنيرين من أهل ديانات الشرق منها أكبر بكثير من أكثر المسلمين اليوم لغفلة المسلمين عن جهاز الطاقة في الجسم الأثيري، وعدم اهتمامهم بشكراته ومساراته !
** ** ** **
والطاقة الكونية عندهم تنقسم إلى (طاقة إيجابية) وهي الموجودة في الحب والسلام والطمأنينة ونحوها، و(طاقة سلبية) وهي الموجودة في الكره والخوف والحروب ونحوها. ولذلك، يطالب معتنقوها بمن فيهم من المسلمين بتصفية النفوس والعالم من الطاقات السلبية. أي: لا بد من القضاء على الكره والخوف من قلوب العالمين ! والقضاء على مسبباته من النقد والجدال والحروب !
لكن هذه العواطف الإيمانية، على تضادها، إن انتهت من قلوب المسلمين، فلا يمكن أن يقوم إيمان بالله تعالى، فـ «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله»، ولا تتحقق الخيرية في الأمة بلا أمر بالمعروف ولا نهي عن منكر. فهي خطوط متقابلة في النفس، لا بد من تربية تضاد خطوطها المتقابلة بصورة متوازنة، للمحافظة على الحب نابضاً محرّكاً، بتفريغه في حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وحب الطاعات. وللمحافظة في مقابله على الكره والبغض، بتفريغه في اتجاه المعاصي وأعداء الله من المشركين، وحرب الذين يحادون الله ورسوله. وإلاَّ لمَا قام الإيمان ولا تم الإسلام.
** ** ** **
طرق استمداد الطاقة الكونية:
يتم استمداد الطاقة الكونية بعدد من الوسائل والتدريبات والأنظمة الحياتية والاستشفاءات. وكلما تعاضدت الوسائل كانت النتيجة فاعلة أكثر وكان الوصول أسرع للاستنارة enlightment.
** ** ** **
1 العلاج بـ «الريكي»:
مصطلح «الريكي»: اسم مجموعة برامجٍ تدريبيةٍ، وتطبيقاتٍ علاجيةٍ استشفائية، تعتمد على الاعتقاد بالطَّاقة الكونية «كي»، والجسم الأثيري «ري»霊気 بشينجيتاي كانجي، وهي طاقة قوة الحياة في الجسم، المحيطة بالجسم المادي وما يتَّصل به من «شكرات»، بهدف تطوير النَّفس وقدراته الروحية، لاكتساب قوةَ الشفاء الذَّاتية وقوة العلاج للآخرين بمجرَّد اللَّمس.
فـ (المرض) عندهم هو اختلالُ توازنِ الطَّاقة في جسم الإنسان؛ و(الشفاء) يتم باستعادة توازن الطَّاقة، وتوازن العناصر الخمسة五戒 گوكاي، وهي قوى العناصر الخمسة: (الماء، والمعدن، والنار، والخشب، والأرض)، التي تتغير بحسب تأثيرات الكواكب وروحانياتها.
** ** ** **
وقد بدأت تطبيقات «الريكي» على يد ميكاو أوسوي臼井 甕男 (ت: 1926 م) في اليابان، بعد دراسته لمعجزات الإبراء في النَّصرانية وعند بوذا؛ فصام واحداً وعشرين يوماً، ثم أسس ما عُرف بـ «طاقة الإبراء الكونية»، التي اكتسبها من داخله، ثم عالج بها الآخرين.
ففي فلسفات الأديان الشَّرقية: وجود خمسة أجساد: منها هذا الجسد من اللَّحم والدَّم، ومنها الجسد الأثيري. وكُلُّ جسدٍ له هالةٌ تُحيط به، وهذا الأثير المحيط به عن طريقه ستدخل الطَّاقة التي تُشفي، وهي أساسُ الحياة، ومنبعُ الصحة، ومصدر السَّعادة، وتطيل العمر.
ولضمان تدفُّق كمال الطَّاقة في الجسم: تعتمد طريقةُ التَّنفس التَّحولي، والتَّأمُّل الارتقائي، وجميعه يُمارَس ضمن دورات، بإشراف مدرِّب أو معتمدٌ.
لكن الاعتقاد بوجود هذه الطَّاقة الكونية: طاقةُ الإبراء الكلي، وأنَّها تُشفي، والتَّأصيل
لها: مصادمٌ لتوحيد الرُّبوبية، ومنازعةٌ لله؛ لأنَّ ذلك من خصائص الله تعالى: فالله هو الذي يشفي ولا يشفي أحدٌ غيره.
ومن خبثهم: إنهم عندما أرادوا (أسلمة) ذلك لم يقولوا إنَّ «الريكي» هذا يشفي؛ لكنهم قالوا إنه يُعالِج وهو دواءٌ، رغم أنه سائرٌ على ذات مبادئ ضلالات المذاهب القديمة بنفس الحركات؛ بنفس طقوسُ عباداتهم.
وفاتهم إنَّ جَعْلَ ما ليس بسببٍ سبباً هو من الشرك؛ فإنْ لم يكن له وجودٌ فهو تسويقٌ للوهم والخرافة، وتشبُّه بالكفرة، والتَّشبُّه بالكفار فيما هو من خصائصهم منهيٌّ عنه وحرامٌ في الإسلام.
** ** ** **
لذلك، فالاعتقادات المرتبطة بالطَّاقة الكونية، وترتيبات العلاج بها، والأجواء التي تمارس فيها، وطريقة تحريك الأيدي والأجسام للمس الطَّاقة ومعاينتها أثناء العلاج، وقياس طاقة الإنسان، لمعرفة مواطن المرض في الجسم ـ وهي المناطق التي تقل طاقتها = جميعها أفعالٌ وممارساتٌ وردتْ من الفلسفات والدِّيانات التي يقوم بها رهبانهم في التَّبت وفي المعابد الهندوسية كما ذكرنا قبل قليل، ثم نقلت إلى الغرب فأضاف إليها بعض الدَّجالين الغربيين إلحاداتهم؛ ولمَّا جاءت إلينا أتت بوثنيات الشَّرقيين، مضافاً إليها بعض إلحاديات الغربيين؛ ومارسها بعضٌ من بني جلدتنا من غير تعديل؛ أو لخبث ماكر بهرجها بعضهم بطلاء خارجي لـ (أسلمتها) أسلمة وهمية، لتنطلي وتروج بين المسلمين.
** ** ** **
أمثلةٌ لطقوس العلاج بـ «الريكي» 直傳靈氣
يقولون في كتبهم: في جوٍّ هادئٍ، وضوءٍ خافتٍ، ووضعيةِ استرخاءٍ تامٍ، يتمُّ التَّخاطُب مع أعضاء الجسم عضواً عضواً، بصوتٍ رتيبٍ خفيض: كيف حالك يا رئتي؟ أنت سعيدةٌ وبصحةٍ جيدة؟ كيف حالك يا معدتي؟
وهكذا، مع التَّركيز على الدَّاخل، وتخيُّل العضو وتأمُّل لونه وما يحيط به، مع المحافظة على الشُّعور بالسَّلام والحبِّ لكُلِّ النَّاس، ولكُلِ الأرض بلا استثناءٍ، تُمحى كُلُّ الطَّاقات السَّلبية من الجسم، ويتناغم الإنسان مع جسده، وتتدَّفق الطَّاقة الكونية بسلاسةٍ فيه، ويشعر بتحسُّنٍ عام في صحته وسمو روحه.
وفي نص آخر للوصول إلى الإشراق والعرفان الباطني Gnosticism، يقولون: مع التَّدريب اليومي، والتَّخلُّق بمثاليات «الريكي»، يصبح الإنسان صاحب روحانية عالية، لاسيما إذا أعطى اهتماماً خاصَّاً للشكرات العلوية الخاصَّة بالرُّوحانيات. فبالتَّدريج يصبح المتدرِّب ذا طاقةٍ عجيبةٍ تمكِّنه من علاج المرضى بلمسةٍ علاجية من يده، فالله تعالى قال عن عيسى: ﴿ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي﴾ ـ المائدة 110ـ.
وتغافلوا أن ذلك إنما تمَّ بإذن الله تعالى، فتجاسروا وتعدُّوا على سيدنا عيسى عليه السلام وصار من عند أنفسهم؛ بل هم تعدُّوا على معجزات الأنبياء كلهم، فقالوا: وبالتَّدريج يصبح المتدرِّب ذا طاقةٍ عجيبةٍ تمكِّنه من علاج المرضى بلمسةٍ علاجيةٍ من يده، أو طاقةٍ قويةٍ يرسلُها له عن بعد، ولو عبر الشَّبكة العنكبوتية، أو عبر الهاتف.
** ** ** **
ويمكننا تلخيص جملة المبادئ والمعتقدات التي يحرصون على نشرها وتسريبها للنَّاس من خلال برامجهم ودوراتهم، وجميعها تدور على محور واحد هو (وخدة الوجود) كما أسلفنا قبل قليل:
● فمن أسماء الله تعالى عندهم: المطلق الكُلِّي، والعقل الكُلِّي، والقوة العظمى، والوعي الكامل، وغير ذلك.
● ولأنَّ الكُلَّ واحدٌ، فكُلُّ شيءٍ هو الإلهُ، والإله هو كُلُّ شيءٍ، فكُلُّ ما ترى بعينيك هو الله. فالإنسان هو الإله أو جزءٌ من الإله ـ على اختلافٍ بينهم ـ، وعندهم مدارسٌ في هذا وآراء. فلا فرق ـ بالتالي ـ بين العالم والإله، لأن الكُلُّ هو الإله.
يقول أحد المدرِّبين عند وصول أحد متدربيه إلى حالة النيرفانا nɪɽʋaːɳɐ، وهي
مرحلةٌ متقدِّمةٌ في «الريكي»، وعُرفت في البوذية والهندوسية والجاينية والسيخية: نُدرك في هذه اللَّحظات كم نحن ضئيلون ولا نعرف إلاَّ القليل عن جوهر «الريكي»، تماماً كحبة المطر بالنُّسبة للمحيط: لهما نفس الطَّبيعة، وفي النهاية يمتزجان معاً ويصبحان شيئاً واحداً. فالنَّفس البشرية لها شيءٌ من خصائص الرُّبوبية، والإنسان شرارةٌ إلهيَّةٌ، وجزءٌ من الكُلِّ الإلهي، لذلك هو يمتلك قدراتٍ إلهية مدفونة بداخله يمكن استخراجها وتنميتها، تنتهي إلى التَّحرر من كُلِّ أنواع العبودية بإيصال المتدرِّبين إلى مرحلة يقتنعون فيها أنَّهم هم والمعبود شيءٌ واحدٌ.
أي لا يبقى للعبادة معنى. فإنْ ربطنا هذا بأنَّ كثيراً من هذه التَّطبيقات وُضعتْ للعلاج والاستشفاء، والمرض عندنا من الموَاطِن التي يتقرَّب فيها العبد إلى ربِّه عند الضَّعف، ويظهر عجزه أمام خالقه = تأتي هذه الدَّورات الاستشفائية لتقضي على مسألة التَّذلُّل لله، وطلب الشِّفاء منه لتقول: لا داعي أن تدعو ربَّك فأنت تملك الشِّفاء، وعندك طاقةٌ في داخلك بالنَّقر وباللَّمس وبالتِّأمُّل وبالتَّركيز وبإغماض العينين وبالاسترخاء وبالنُّور الخافت، مع أن الواقع يُكذِّب ذلك، فمريض السَّرطان المشرف على الهلاك، إن قلنا له بدلاً من اللُّجوء إلى الله: أغمض عينيك، وتأمَّل، وركِّز، وحرِّك كلتا يديك، وانقر ستة آلاف وستمائة وستة وستين مرَّةً.. فرُبَّما يموت وهو ينقر.
وإذا كان الإسلام قائماً على أنَّ الله خالقُ كُلِّ شيءٍ: فكيف يجمع بين الخالق الذي ليس قبله شيءٌ وليس بعده شيءٌ وليس فوقه شيءٌ وليس دونه شيءٌ، وبين المخلوق المحدث الضعيف الذي يمرض ويموت؟
● وعندهم إنَّ الإنسان لا يموت، فلو رأيت واحداً ميتاً فإنَّه ما مات، بل روحه انتقلت إلى شيءٍ آخرٍ، وهي عقيدة التَّقمص وتناسخ الأرواح، ومقتضى ذلك إنكار عذابِ القبر ونعيمه، ولا جنَّة ولا نار ولا بعث، بل أراوح تطلع من جسد إلى جسدٍ.
● كما أن هذه النِّحلة تدعو إلى التَّسوية بين الإيمان والكفر، وأنَّ كل العقائد تؤول إلى الإيمان، لدرجة أنَّ بعض أصحابها صرَّحوا بأنَّ إبليس مؤمنٌ، وقالوا: إنَّ فرعون مؤمنٌ وصادقٌ، وسيدنا موسى ما فطن لمَّا قال فرعون: أنا ربُّكم الأعلى، أليس كُلُّ شيءٍ هو الله !؟ ففرعون من الله، فإذاً عندما قال: أنا ربُّكم الأعلى فكلامه صحيحٌ لكن موسى ما فهم هذا !
● وهم يعتقدون بأسبابٍ لم يدلُّ عليها الشَّرع ولا الواقع / أي التجربة، مع أن كُلُّ من اعتقد سبباً لم يدلُّ عليه الشَّرع والواقع، فهو شركٌ أصغرٌ؛ لأنه اعتقد سبباً وليس بسببٍ في قدر الله، والله سبحانه خلق الأسباب والمسبِّبات، فإذا اعتقد الإنسان أنَّ هذا سببٌ وليس بسببٍ شرعاً ولا قدراً فقد جعل نفسه شريكاً مع الله.
فالله تعالى خلق الأسباب والمسببات، وربط بينهما سبحانه. و(الرَّجاء) و(الدعاء) يتعلَّقان بالله ولا يتعلَّقان بالمخلوق، ولا بقوَّة العبد ولا عمله. فتعليق الرَّجاء بغير الله إشراكٌ، وإن كان الله قد جعل لها أسباباً فالسَّبب لا يستقل بنفسه بل لا بُدَّ له من معاون، ولا بُدَّ أن يمنع المعارض المعوِّق له، وهو لا يحصل ويبقى إلاَّ بمشيئة الله تعالى.
= فلو قال شخصٌ: أنا لن أتخذ أسباباً أبداً، نقول له: هذا نقصٌ في العقل، فالله أمر باتخاذ الأسباب: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ ـ مريم 25ـ، فعلَّم الله السيدة مريم الأخذ بالأسباب مع أنَّها امرأةٌ وضعيفةٌ وفي حال النِّفاس والنَّخلة شجرةٌ قويةٌ، فقال لها: ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾، لأن الإعراض عن الأسباب بالكُلِّية قدحٌ في الشَّرع. قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ ـ المائدة 22ـ.
= فمن رجا مخلوقاً وتوكَّل عليه وترك التَّوكُّل على ربِّه فهذا ركونٌ للأسباب، والأسباب الوهمية التي لم يجعلها الشَّرع سبباً موجودة عياناً في هذه الاعتقادات الوثنية الباطلة، لاعتمادها وتوكّلها على الطَّاقة، وتعليق القلب بها، فيستمدُّ الإنسان من الطَّاقة الكونية ولا يستمدُّ العون من الله. يقول أحد المدرِّبين: تعلَّم كيف تُثري حياتك بـ «الريكي»، فأنت يمكنك الاعتماد على «الريكي» في أيِّ وقت. فـ «الريكي» موجودٌ لكي يُساعدك على تحقيق كُلِّ ما في نفسك ببساطة ويسر؛ فالأماني والأهداف تتحقَّق بـ «الريكي»، فإذا تمنيت أو اشتهيت شيئاً فعليك بـ «الريكي».
= فأين هذا من قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ ـ المائدة 22ـ، إذ
جعل تعالى التَّوكُّل شرطاً في الإيمان؟!
= ونحوه قوله عزَّ وجل: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ ـ إبراهيم: 12ـ. فجعل دليلَ صحةِ الإسلام: التَّوكُّل على الله؛ (فالطَّبيب الذي يمارس الطِّب، والعالِم به وبقواعده وبأدويته، لا يستطيع الشِّفاء؛ لأنه في النهاية مجرَّد سببٍ. والدَّواء الذي يصفه مجرَّد سببٍ آخر، والذي خلق الأسباب والقادر على تفعيلها أو تعطيلها هو الله تعالى).
● ومن انحرافاتهم: الاستعانة والاستغاثة الشِّركية؛ لأنَّ الذي يدخل في هذه الدَّورات يطلب حضور الطَّاقة الكونية ليستعين بها في الجلسة العلاجية، وفي ختامها يشكر الطَّاقة التي حضرت (ذكرت ذلك رفاه وجمان السَّيد في كتابها: الوجوه الأربعة للطَّاقة صفحة 54)، ويقول شخصٌ آخرٌ: تعلَّم كيف تثري حياتك بـ «الريكي»، وكيف يمكنك الاعتماد عليه في كُلِّ وقت، فهو موجودٌ لكي يساعدك على تحقيق كُلِّ ما في نفسك ببساطةٍ وييسرٍ، وإن تفاقم الأمر واستفحل.
وقال د. أحمد توفيق: يبدو أنَّه يمكن أن تحصل على نتائجٍ أفضل بأن تطلب شفوياً من الشَّجرة أن تساعد الشَّخص المريض لأن يُشفى (الشفاء بالطَّاقة الحيوية صفحة 34).
فما الفرق بين المشركين الذين يستنجدون بالفحول: يا فحل الفحول أعطيني زوجاً قبل الحول؟ والفرق بين من يعبدون من دون الله ما لا يضرُّ ولا ينفع: طلبٌ من الأشجار؟!
** ** ** **
وضمن دورات «الريكي» يقام شرح مفصّل للجسم الأثيري astral body، وجهاز الطاقة (ويُعرف بالشاكرا chakra) وعددها سبعة، لها مراكز رئيسة في الجسم، وتتوزع بدءاً من قاعدة العمود الفقري وصولًا إلى تاج الرأس، وتُسمّى بمسارات الطاقة في الطب الصيني.
كما يتم في هذه الدورات شرحٌ مفصل للدماغ، وتقسيمات الوعي واللاوعي. وتدريبات التخيل، والاسترخاء، والتركيز على العين الثالثة بين الحاجبين، واستمداد طاقة الطبيعة الإيجابية من الكون والشعور بها تتدفق في الجسم، التي من الممكن - حسب ما يتصورون - إرسالها من شخص لآخر من بُعد بنفس التركيز، بتخيلها شعاعاً أبيض ينساب منه إلى من يريدون، مع أهمية إلغاء كل ما حول الشخص المرسل من أفكار أو أصوات أو أشخاص! كما يدّعون أنه من الممكن تجميع الطاقة الإيجابية بين راحتي اليد لصنع كرة المحبة وقذفها على من نشاء برفق، فنجده ينجذب إلينا بقوة طاقة المحبة الإيجابية‍‍‍‍‍؟! وهم يؤكدون على ضرورة التدرب على يد مدرب طاقة خبير، وفي مكان ترتاح له النفوس لأنها تقنيات خطيرة، قد تصيب المتدرب بأضرار صحية ونفسية إذا زادت كمية الطاقة عن حدود تحمله! ويزعمون أن هناك من أصيب بشلل من جرَّاء التدفق غير المتوازن للطاقة الكونية في جسدهم! ‍‍
ولكل يوم تدريب خاص يركز على "شاكرا" خاصة ومعرفة لونها المفضل، والعضو والحاسة المؤثرة فيها لتمام الاستفادة والوصول لتناغم كلي مع الكون والطبيعة؛ فيشعر المتدربون بعدها بالسلام والحب ينطلق من الأعماق لكل الكون ولكل الناس من أي جنس أو بلد أودين، وقد ذكرنا ذلك مراراً!
ورغم وضوح ضلالات «الريكي» وعقائده الكفرية إلَّا أنَّه لا زال هناك انتشارٌ له في أوساط المسلمين ومدرِّبون معتمدون ودورات، بجعل (الأسلمة) طلاء من خارج، لأنه (الرَّقية الشَّرعية) كما يزعمون، بل إنَّ بعضهم قال: إن «الريكيين» و«الطَّاقيين» سيحسمون الخلاف في دخول رمضان والاختلاف حول الرُّؤيا، عن طريق طاقة الشُّهور، فكُلُّ شهرٍ له طاقةٌ، وشهر رمضان له طاقة !
** ** ** **
2 نظام "الماكروبيوتيك" macrobiotics:
نظام «الماكروبيوتيك» نظام شامل، وفلسفة فكرية للكون والحياة، تفسّر ماهية الوجود، ومن الموجود الأول؟ وكيف وجدت الكائنات؟ وما هي فلسفة الديانة الطاوية والفلسفة الإغريقية القديمة وبوذية زن 禅 التي تعتقد بكلي واحد فاضت عنه الموجودات بشكل ثنائي متناقض متناغم تُمثّله «الين» و«اليانغ» Yin and yang، الطاقتان المتضادتان: طاقة الين باللون "الأسود" وطاقة اليانغ باللون "الأبيض"، وهما ليستا بياضاً خالصاً أو سواداً حالكاً، فمثلهم مثل أي شيء آخر في الحياة لا يكون أبيض تماماً أو أسود تماماً، يحتاج كل منهما للآخر، لأنه مكمل له، ولا يتواجد دون الآخر: فـ «الين» هو الظلام، والسكون، والأسفل، والبارد، والانكماش، والضعف. و«اليانغ» هو النور، والنشاط، والأعلى، والساخن، والتمدد، والقوة.
وتعتبر علامة «الين» و«اليانغ» رمزاً للديانة الطاوية، أي هي أسلوب حياة، وعدم مطلق، فلا صواب ولا خطأ في دنيانا المُشاهَدَة، بل تغيُّرٌ ثابت، وحكمٌ ذاتي، ولا إجبار.
وعلى أساس فهم هذه الفلسفة، وكيفية تكوُّن الكائنات، واطراد «الين» و«اليانغ» في سائر الموجودات، وأهمية الوصول للتناغم ليعود "الكل" واحداً، يتناغم الكون في وحدة واحدة؛ فلا فرق بين خالق ومخلوق، ولا بين إنسان وحيوان، أو نبات وجماد، ولا بين جنس وجنس، ودين ودين، في عالم يحفه السلام والحب، ويحكمه فكر واحد، يعتمد فلسفة تناغم «الين» و«اليانغ» من أجل وحدة عالمية!
وفلسفة "الماكروبيوتيك" تُقدَّم في بلادنا على صورة دورات توعية غذائية، تُنبّه على نظام الكون وفلسفة النقيضين «الين» و«اليانغ»، ومحاولة أسلمة هذا الفكر الفلسفي الملحد بليّ أعناق الأدلة، أو فهمها من منطلق تلك الفلسفة، فيزعم المدربون المسلمون أن مفهوم النقيضين «الين» و«اليانغ» هو الزوجية المطردة في مخلوقات الله ﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ ـ الذاريات 49ـ. فكل الأشياء مكونة من ذكر وأنثى، وموجب وسالب، وأبيض وأسود، وحار وبارد، ورطب ويابس - لاحظ أن الكلام يبدو حقاً ! وهكذا سائر الشُبه - وتتغير قوى «الين» و«اليانغ» بحسب قوى العناصر الخمسة: (الماء، والمعدن، والنار، والخشب، والأرض)، التي تتغير بدورها بحسب تأثيرات الكواكب وروحانياتها؛ فيصبح الذكر أنثى والأنثى ذكراً، ويتحول الموجب سالباً والسالب موجباً !
(لاحظ الفرق بين المعاني الظاهرة التي نعرفها للزوجية والذكر والأنثى، ولاحظ المعاني الباطنية التي تتلبس بالمعاني الظاهرة للتلبيس على الناس فيما يعرفون). ووفق هذه الفلسفة يتم اعتماد حمية غذائية يغلب عليها الحبوب: "الشعير والحنطة"، والخضروات الورقية، وجذور النباتات، والطحالب البحرية، وتدعو لتجنب الأغذية الحيوانية ومنتجاتها من الألبان، وكذلك تجنب العسل، والفواكه، والتزام «الميزو» وهو شعير مخمَّر تحت الأرض لثلاث سنوات، يزعمون أن له خصائص تتعدى جسد الإنسان وصحته وروحانيته وإلى حماية منـزله من الإشعاعات النووية لو تعرض العالم لحرب من هذا النوع !
وهذا النظام الغذائي «الماكروبيوتيكي» طوَّره الفيلسوف الياباني جورج أوشاوا 桜沢如 (ت: 1966 م) جامعاً فيه بين بوذية زن مع تعاليم النصرانية مع بعض سمات الطب الغربي، ويتضمن - بلا شك - عادات غذائية وحياتية نافعة كالاهتمام بنوع الغذاء ومحاربة الشره، وأهمية مضغ الطعام جيداً ـ مع أن فيه مبالغة عجيبة حيث تقام دورات للتدريب على المضغ فلا تبلع اللقمة من إنسان صحيح قبل مضغها 40-60 مرة، بينما يجب على المريض بأي مرض أن يمضغها ما لا يقل عن 200 مضغة قبل بلعها !
وقد التبست هذه المنافع بلباس الحق على جسد الباطل، فاشتبهت على كثيرين ممن فتنوا بها، فحاولوا دراستها وتفسير النصوص والهدي النبوي في الغذاء على ضوئها، غافلين أو متغافلين عن المصادمات الفلسفية لأسس «الين» و«اليانغ» مع معتقد المسلمين، وما يتبع «الين» و«اليانغ» من عقيدة "العناصر الخمسة" و"الأجسام السبعة" و"جهاز الطاقة" و"الشكرات"، إضافة لوصايا تجنب الألبان واللحوم والعسل! الذي يتعارض مع منهج الإسلام في التغذية المبني على الحلال والحرام وفق الشريعة، فاللحوم من طيبات الدنيا الحلال، لم يحظرها أو يمنعها الشرع، والألبان مباركة، والعسل نافع فيه شفاء، مع قاعدة لا إفراط ولا تفريط، وسائر آداب الطعام التي على هدي السنة الشريفة.
ودورات «الماكروبيوتيك» تتعدى الحميات الغذائية والتوعية الصحية لتشمل كل الحياة، فتُقدِّم تمارين التنفس التحولي، وتمارين الاسترخاء والتأمُّل التجاوزي، وتدعو لتعلم مهارات وتدريبات التعامل مع جهاز الطاقة و"شكراته" من خلال "الريكي" و"التشي كونغ" و"اليوجا" وغيرها، مع الاهتمام بالخصائص الروحانية المزعومة والطبائع لجميع الموجودات: فالشموع ـ حسب زعمهم - تجلب المحبة، وحجر الكهرمان يجلب الثقة بالنفس، واللون الأخضر يشفي الكلى، و«المانترا أوم أوم» मन्त्र وهي كلمة سنسكريتية، تعني تعويذة إمَّا صوتية، أو من كلمة، أو من جملة، تساعد في خلق تحول نفسي. وتختلف استعمالاتها وأنواعها باختلاف المدارس التي تعتمدها.
و«المانترا أوم أوم» هي من الديانة الفيدية الهندية وُجدت منذ ثلاثة آلاف سنة، وأصبحت من أسس ديانات السيخ والهندوس، ومن عادات البوذية والجاينية. ويتردد لفظ «أوم أوم» عند فتح كل "شاكرا"، أو عند التأمُّل والرغبة في جمع الطاقة في عدسة قوية للتصرف بقوة الطاقة في الأشياء المحسوسة وغير المحسوسة، والمجيدون لها يستطيعون أن يقولوا للرجل: كن مريضاً فيكون مريضاً، كن معافى؛ فيكون معافى! ويطالب رؤساؤها بتصميم المنزل بطريقة "الفونغ شوي" Feng Shui الصيني، أو "الستهابايتا فيدا" The Vidata Stabahita الهندوسي، أو بالطريقة الفرعونية "البايوجيومتري" Bio-Geometry ! وهي طرق تصميم وديكور للمنازل تعتمد استعمال الخصائص الروحانية المزعومة للأحجار والتماثيل: كأسدَي المعبد للحماية، والضفدع ذو الأرجل الثلاثة للثروة..، والأشكال الهندسية وخصائصها في جلب الطاقة الإيجابية "كطاقة الحب والسلام" وطرد الطاقات السلبية "كالكره والبغض"، مع استخدام الأهرامات التي تعمل كهوائيات لجلب طاقة "تشي" الكونية.
وعند أسلمة هذه الوثنيات عند المصممين المسلمين تستبعد التماثيل - عند بعضهم - وتضاف بعض المفاهيم الإسلامية كالاهتمام باتجاه القبلة في تصميم الحمامات وفي وضعية أسرة النوم!
فـ «الماكروبيوتيك» فلسفة شاملة يدخل تحتها أنواع الشرك والوثنية والسحر والدجل من الوثنيات القديمة والحديثة. ومع هذا يُروِّج لها كثير ممن ظاهرهم الخير والصلاح في هذه البلاد مفتونين ببعض نفعٍ حصل لهم باتباع حميته الغذائية، مع أن دراسات علمية كثيرة أثبتت ضرر التزامه على الصحة والعقل، لعدم وجود توازن صحيح في الحمية بين المجموعات الغذائية التي يدل العقل السليم على أهميتها، وهي المتوافقة مع هدي النقل الصحيح في الأطعمة والأشربة. ولو علِموا أن تحكمهم في غذائهم واتباعهم لأي حمية، مع التزام رياضة، يؤثر لا شك على الصحة، ومن ثم الحيوية وصفاء الذهن، فكيف وهم مسلمون يجمعون مع هذا دعاء وصلاة ؟!
** ** **
وإذا كانت ” برانا” هي “الروح” فكيف للمعالج أن يسلطها على المريض فيشفي؟ هل يسلط المعالج روحه على المريض؟ وهل يملك ذلك أي انسان؟
وكيف يمكن استخدام الكريستال في توجيه الروح – البرانا – واستجلابها عن طريقه كما يتعلم ذلك الطالب في المستوى الرابع ؟ وكيف يستمد المعالج طاقة البرانا من الخارج، من الأرض والسماء في ذات الوقت؟ هل الروح منتشرة في كل مكان؟ وهل يمكن امتصاصها بالرئة والجلد والقدم؟
إن المصادر الرئيسة لطاقة الحياة عندهم ثلاثة:
1 طاقة الحياة الشمسية: وهي طاقة الحياة الموجودة في أشعة الشمس.
2 طاقة الحياة الهوائية: وهي الموجودة في كريات الهواء، ويتم استنشاقها عن طريق الرئتين.
3 طاقة الحياة الأرضية: وهي الموجودة في باطن الأرض وتمتص عن طريق باطن القدم (راجع: معجزة الشفاء بطاقة الحياة والأرهاتيك يوجا: تشوا كوك سوي، ص 21).
وهذا الهراء انبنى على أننا جزء من الكلي الأبدي الأول الذي نشأ منه هذا الكون،
وهو (الطاقة) في أسمى صورها، ولمَّا حدث انفصال بيننا وبينه ظلت هذه الطاقة هي الرابطة التي تربطنا به والمنتشرة حولنا في كل مكان؛ وأي خلل في سريانها في أجسادنا ينتج عنه المرض العضوي أو النفسي؛ إذ أن الكون كله ليس إلاَّ طاقة تولدت من (الطاو) أو (البراهمان). يقول حكم الزمان حمرة، وهو دكتور متخصص بالباراسياكولوجي (علم الطاقة الكونية)، خريج أكاديمية ” سيا ” لعلوم الطاقة: من الممكن، باكتساب كميات كبيرة من الطاقة الكونية، الاتصال بالذات الإلهية (أسرار الطاقة 156)، فالطاقة هي الـ (أنا العليا)، ومن الممكن الارتقاء بالوعي الإنساني حتى تتواصل خلاياه بالطاقة الكونية فتصبح خلايا كونية غير منعزلة وغير محدودة (طاقة الكون بين يديك: مهى نمور، ص 16)، فيدرك عندها الإنسان أن كل ما في الوجود هي مظاهر لشيء واحد (الاستشفاء بالطاقة الحيوية: د. رفاه وجمان السيد، ص 126).
** ** ** **
قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ ـ الجاثية 23ـ. وقال في كشف زيف المبطلين: ﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ ـ البقرة 9ـ، والزبد يذهب جفاءً، وما ينفع الناس يمكث في الأرض.
ومنهج السلف الصالح لا يمنع من الاستفادة من الآخرين في الأشياء المباحة، وأن هؤلاء لو أنتجوا أنظمة في الزراعة، وفي الصناعة، وضروب التقنية العلمية في الطيران، وفي الطب، وفي الهندسة، وفي الإنشاءات، فنحن المسلمين أولى بأخذها.
لكن المشكلة لمَّا تأتي من عندهم أشياء ليس لها علاقة بهذا، وإنما هي أجنبيات عقدية مصادمة لما أنزل الله على نبيه ﷺ.
ونظرية الطاقة ـ كما قدمنا ـ ليس لها علاقة بالطاقة الشمسية، والطاقة الكهربائية، والطاقة النووية، والطاقات المفيدة؛ إنما هي في اعتقادهم أنها مقابل الإله، فهي الإله المتحكم في الكون، فإن اندمجت مع الطاقة تستطيع أن تعمل ما تريده، في الوقت الذي تريده، وكيفما تريد.
** ** ** **
3 قانون الجذب The Law Of Attraction:
قانون الجذب يعني: أن الإنسان قادر على صناعة قدره بنفسه، وأن يجذبه إليه، فهو واحد من أسرار الحياة التي يدركها عددٌ قليلٌ من الناس، ويُعبّر عن عمل الإنسان كمغناطيس يجذب كل ما يريد ويفكّر به نحوه؛ حيثُ يسترسل أحدنا في أفكاره وعواطفه ليجذب ما يفكر به. ومن السهل على الفرد أن يترك أفكاره وعواطفه دون رقابة؛ إلّا أنّ ذلك من شأنه أن يولّد الكثير من الأفكار الخاطئة والمشاعر السلبية في بعض الأحيان، التي تجذب أموراً غير مرغوب فيها له.
فقانون الجذب: قدرة المرء على جذب كل ما يركّز عليه في أفكاره نحوه، بغضّ النظر عن عمره أو جنسه أو اعتقاداته. ويقوم على فكرة أنّه كل ما يحتفظ به العقل قابل للتحقيق، وجميع الأفكار في نهاية المطاف ستتحوّل إلى حقيقة على أرض الواقع، فإذا ركّز الإنسان في تفكيره ومشاعره على الأمور السلبية، فإنّه سيجذب إلى نفسه مختلف الأمور السلبية التي يفكر بها، في حين أنّه إذا فكّر بطريقة إيجابية وسيطرت عليه المشاعر الإيجابية، فسيجذب نحوه كل ما هو إيجابي جيد، فعملُ قانون الجذب استخدام قوة العقل لترجمة الأفكار والمشاعر، وتجسيدها لتصبح واقعاً ملموساً، شرط أن يصاحب ذلك تخيُّل المرء أنّه حصل على ما يريد باستمرار، مع يقينه التام بأنّه سوف يُحقّق ما يرغب به.
وهذا يتطلّب تركيزٌ ذهنيٌّ قويٌّ على الأهداف المطلوب تحقيقها، مع السعي وراء تحقيقها، وعدم التكاسل. فمع السعي وراء الحلم، والتفكير الإيجابي به، تصبح فرصة تحقيقه أكبر، ويتطلب ذلك أيضاً أن يقوم الفرد بتمارين يومية تمكّنه من استخدام قانون الجذب بفاعلية، كي يعمل بنجاح.
والصحيح أنه ليس بقانون، ولا هو ثابت أصلاً، فهو كلام فارغ لا سند علمي له، وسخف قولهم: إنك إذا كتبت الشيء الذي تريد الحصول عليه يومياً واحد وعشرين مرة، لمدة أربعة عشر يوماً، حصل لك ذلك.
وهذا واضح أنه وثنية من الوثنيات، ودجل وشعوذة. ولأسلمة الموضوع، يقولون إن ذلك مصداق لقول النبي ﷺ: « تفاءلوا بالخير تجدوه». وهو حديث بهذا اللفظ موضوع
لا يثبت، ولا أصل له.
والتفاؤل الشرعي أن تكون في مشفى مريضاً، فتسمع اتفاقاً، دون تخطيط، أحدهم ينادي: يا سالم، يا سليم، يا دكتور سليم، فتتفاءل بالسلامة. وكان ﷺ يحب إذا خرج إلى السفر أن يسمع يا راشد، يا نجيح؛ لأن راشد ونجيح معناهما أن هذا السفر يتفاءل به أن يكون سفر رشادٍ ونجاح، ويحقق البغية والمقصود منه.
ونحو ذلك كانت شعارات المسلمين في المعارك "يا منصور أمت أمت"، وحديث: « أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء»، أي إن ظننت أن الله يغفر لك فاستغفر، لأن الله يغفر لك، وإن ظننت أن الله يتوب عليك فسارع بالتوبة، لأن الله سيتوب عليك، وإن ظننت أن الله سيرزقك وأنت موقن بالله وتدعو الله فإنه سيرزقك.
وهذا ليس جذباً للقدر، وليس بكتابتها واحداً وعشرين مرة أربعة عشر يوماً تجذب القدر، فيقع كما تريد، وعلى أي شيء تريده.
فالقدر راجع إلى مشيئة رب العالمين، فهو الذي يخلق الأشياء، ويقدرها ويشاؤها كيف شاء، متى شاء، حيثما شاء.
** ** ** **
ومن صور الدجل والاحتيال: طاقة المكان، والتخاطر عن بعد، والمشي على الجمر، ونحو ذلك، وكلها مقدمات وأشياء لها علاقة بالوثنيات المشرقية، يختلط فيها الحق بالباطل، وقد تدرس في بعض جزئيات الدورة البرمجية، أو البرمجية العصبية (ال. إن. بي)، وفي دورات تحليل الشخصية: تحليل الجرافولوجي Graphology، أي تحليل النفسيات عبر الخط والتوقيعات، وتأثيرات الألوان (فطلاء الجدار باللون الأسود يجلب الكآبة، واللون الأصفر الفاقع من الألوان المبهجة)، لكنهم أخطأوا عندما ادعوا أن للألوان تأثيرات على الإنسان من جنس التأثيرات الإلهية، وأنها تتدخل في حياته في جلب نفع، أو في دفع ضر، فهي لا شك من عالم الشعوذة. وكشف باطل هذه الأشياء مهم؛ فالله تعالى قال: ﴿ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ ـ الأنعام 55ـ، و﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾ ـ الأنفال 42ـ، ﴿ وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ﴾ ـ البقرة 42ـ.
** ** ** **
وفي دورات اليوجا योग وهي كلمة سنسكريتية تعني التوحيد، تمارس طقوس الوثنية بين المسلمين، فيقال: اتجه إلى الشمس، اتجه إلى القمر، اتجه إلى الكوكب كذا. بزعم كسب التركيز، وهو في الحقيقة إخفاء لاستمداد القوة والصحة من الكواكب. قال ابن رجب الحنبلي (ت: 795 هـ / 1393 م): قال بعض المتقدمين صوِّر ما شئت في قلبك، وتفكر فيه، ثم قسه إلى ضده، فإنك إذا ميزت بينهما عرفت الحق من الباطل (جامع العلوم والحكم 1 / 306)، وبعد اكتشاف الفرق بين الحق والباطل، يبقى على الإنسان أن يتجرد للحق، ولو فوت عليه ذلك بعض المصالح الدنيوية. قال ابن حزم (ت: 456 هـ / 1064 م): أفضل نعم الله على العبد أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره (رسائل ابن حزم 1 / 357)، فالدين هو دين الحكمة التي هي معرفة الصواب، والعمل بالصواب، ومعرفة الحق، والعمل بالحق في كل شيء (تيسير اللطيف المنان 1 / 62).
** ** ** **
ومن الشعوذات المعاصرة: استخدام هرم الطاقة في العلاج. فالبناء الهرمي له خصائص، وله طاقة، وله شكل هندسي لا يوجد في الأشكال الهندسية الأخرى. لذلك كان لطاقته الهرمية، تأثيرات على جوانب متعددة في حياة الناس في سعادتهم، وصحتهم، وحفظ أطعمتهم.
فدفن الفراعنة لجثث ملوكهم في الأهرامات، والحفظ الذي حفظت به هذه الجثث، له علاقة بالشكل الهرمي، وقد وجدت أشياء مدفونة في الأهرام كما هي. وبالتالي زعموا: أن هذا الشكل الهرمي يحفظ صحة الإنسان، وطعامه فلا يتعفن! دون أن يكون لمزاعمهم أية إثباتات طبية، أو كيميائية حقيقية، أي دون أدلة من تجارب مختبرات، أو أبحاث، فهي نظريات ليس لها دليل.
وقد حاول د. ﻋﺒﺪ المحسن ﺻﺎﻟﺢ، القيام بتجارب حقيقية في هذا الموضوع، فأتى بأشكال هرمية، ووضع فيها طعاماً، ودرس تأثر وضعها في أشكال أخرى مستطيلة، ومربعة، وفي الهواء الطلق. فتبين له زيف تلك الادعاءات، وكذبها، وأن الأمر لا يعدو أن يكون خرافة من الخرافات. وقال ساخراً من هذا الدجل: إذا كانت هذه النظرية صحيحة، يعني قضية الأهرامات وعلاقتها بالطاقة، فلماذا لا نطبقها بحياتنا؟ (الإنسان الحائر بين العلم والخرافة، ط المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت 1979 م)، ولو أننا أتينا بمريض ووضعناه في هرم هل سيشفى؟
إن هذه النظريات أو الأطروحات، تثبت علاقات بين (غيب) وبين (عالم الواقع) / أي عالم الشهادة، ومن لا يأخذ حقيقة المؤثرات الغيبية من نور الوحي، فسيتخرص، ويظن، ويخبط خبط عشواء.
** ** ** **
ونحوه أيضاً الظن بأن هناك تأثيراً سرياً لبعض الحروف والنجوم، فذلك من أنواع الشرك. كأن تعتقد أن لبعض الحروف أو لبعض الأرقام تأثير إيجابي، أو تأثير سلبي: فالرقم ثلاثة عشر رقم شؤم، فإذا سكنت في الطابق الثالث عشر، أو سافرت على المقعد الثالث عشر في الطائرة، فأنت معرض لمصائب، لا تكون لو كنت في المقعد الرابع عشر والطابق الرابع عشر، ونحو ذلك. ولذلك ألغت شركات المصاعد وشركات الطيران رقم (13) مجاراة للناس في اعتقاداتهم الباطلة.
كذلك الاعتقاد بأن للنجوم تأثيراً، فالنجم لا يشفي ولا يضر ولا ينفع إلاَّ الله. فإن قيل: إن النجم سبب والله هو الذي يضر وينفع ويشفي، فهذا شرك أصغر.
** ** ** **
وقريب من هذا الانحراف: قرص الطاقة الحيوي بايودسك Bio Disc، وكذلك قلادة الطاقة Goldmine intenational، ونحوها سوار الطاقة Power Balance، وهي منتشرة جداً، عند كثير من الشباب والفتيات والكبار.
وبنحوها قلم الطاقة energy pen؛ وساعة الطاقة Power Glass.
** ** ** **



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس