[د. رجاء بنحيدا]

البحر والغرض الشعري
اخترت أن أشارككم إشكالية أخذت النصيب الكبير من الدراسات والأبحاث
وأعتبرها من ضمن الإشكالات العميقة والتي ترتبط بالشعر العمودي مفادها أن كل بحر يتسم بمميزات خاصة تجعله لائقا لهذا الغرض دون الآخر
و هو إشكال يقتضي التأني بتتبع آراء العروضيين والنقاد على اختلافهم وتنوع أرائهم في علاقة الأوزان الشعرية بالغرض الشعري .
لا أنكر أنها إشكالية تطرقت إليها ببعض التفصيل في كتابي " شعرية الإيقاع من تشكيل الدلالي إلى موسيقى البصري " في انتظار التوقف عندها وبالتدقيق قي مجال آخر وبتفصيل أكبر
لأجد بعد ذلك وفي مواقع التواصل من يتحدث ويشير إلى اتجاه آخر .. فيعتبر "أن بحر الطويل يصلح للرجال دون النساء "
كما أشار إلى ذلك #محمد_ أحمديني في تغريدة له
وهنا تجدني ومعكم أدرج آراء بعض البلاغيين بخصوص بحر الطويل "
يقول حازم عن البحر الطويل : من الأعاريض الفخمة الرصينة التي تصلح لمقاصد الجد كالفخر ، ومن شأن الكلام أن يكون نظمه فيه جزلا "
ًليخالفه في ذك
عبد الله الطيب في المرشد ص 336 إلى 414
هو بحر الجلالة والنبالة والجد ، ومما هو عميق جدا وجاد حقا ويستقيم على الطويل كل الاستقامة شعر الفكاهة الخالص لها "
ونجد آخرون أشاروا إلى أغراض أخرى الحماسة والهجاء الرثاء والوصف والتاريخ والعتاب الاعتزاز الحماسة والقصص والعرض الدرامي ..( خلوصي - العياشي- الراضي -وغيرهم )
فأجدني أقول : هل في الإيقاع فرق بين الرجل والمرأة ، وإن كنت أرى أن كل ما هو مرتبط بالإيقاع يصلح للنساء دون الرجال " ما رأيكم " مع " ابتسامة عريضة "
وهذا إن دل فإنه يؤكد أنه لا يمكن أن نقيد أي بحر بغرض معين ولايصح ذلك إطلاقا ..ومن زعم ذلك فزعمه باطل .. وما تنوع أغراض القصيدة الواحدة خير دليل على ذلك ..
فكيف لمن يريد أن يقيد الأوزان الشعرية ويصنفها على حسب هواه ويحدد منها ما يصلح للشاعر فقط ، ولا يحوز للمرأة الشاعرة النظم عليها!!
ما رأيكم .. ؟