عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 08 / 2021, 41 : 03 AM   رقم المشاركة : [7]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: يطيب للإنسان أحياناً أن يفرغ بعض ما يختزنه ويخنقه

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب
تحية طيبة لمجموعة من الأصدقاء الزملاء معدنهم الذهب النقي..

يطيب للإنسان أحياناً أن يعبّر عما يجول بخاطره في اللحظة والتو..
لم أكتب عن هذا من قبل وأستسخف كل ما أراه أحياناً ، وإن كان جعلني أنفر من المشهد وأبتعد حتى قبل المرض عن بيتي النور أدبي..
تذكرت للتو ما كان شاعرنا الغالي الأستاذ طلعت رحمه الله كتبه لي يوماً هنا في نور الأدب ، وعلى ما أظن كان في عام 2009
كان عنوان رسالته الموجهة: " الكلاب الضالة " مسمياً من يتهجمون عليّ ويترصدوني ويلفقون ويظهرون مستواهم السوقي ودمار نفوس تجيد الكراهية مهما تظاهرت بالعكس..!
ببساطة .. أنا لم أوجه يوماً إساءة لأي شخص .. هذا لا يعني الإدعاء أني خالية من العيوب .. كثير من عيوبي أعرفها ملياً ولعل بعضها لم أكتشفه بعد.. ما دمت إنسانة وبشر لا بد أن أرتكب أخطاء ..!
أكبر عيوبي أني منذ رحيل طلعت بتّ أقرأ بصمت وغالباً لا أشارك برد إلا ما ندر وكثيراً أنسى حتى الرد على من يقرأ لي ويكتب لي مداخلة تستحق مني الكثير..! وهذا الأخير بشكل خاص عيب كبير أعترف به ، وهو جاء ملازماً لعيب آخر شفهي ، فأنا كنت أطيل الحديث والنقاش وتغيرت إلى حد أني بتّ أطيل الصمت حتى مع زواري في منزلي وأنسى حتى الرد على الأهل والأقارب في واتساب مثلاً ،وبتّ أجنح إلى العزلة أكثر..!
وكأني مشلولة أو قدرة هائلة تلجمني..!
لم أستطع ربما حتى الآن رغم محاولاتي العودة إلى طبيعتي لا شفهياً ولا كتابياً .. أرد بقلبي وأنسى أن أرد بلساني أو بقلمي .. كيف حدث هذا وتطور .. حقيقة لا أعرف لكن الصدمات لجمتني ؟!...
ولأكون صريحة أكثر .. هذا يزعجني ويجعلني غير راضية عن نفسي البتّة .. وكأني لا أشبهني ..!
لعليّ أتوسع في الحديث عن هذا الأمر ، ولعلي أحتاج بعض الأفكار والنصائح للخروج من هذا النفق المظلم الذي يعزلني حتى عن نفسي..
إذا أنا لا أنكر عيوبي التي لا شك أنها مزعجة ..
في السنوات الثمانية الأخيرة تغيرت الحياة تماماً ، وهنا لن أتحدث عن خسائري العائلية والخاصة منذ بدأت أفقد من لهم في حياتي معنى كبير ووجود طاغي - الموت حق - وكل الناس يفارقون ويخسرون أحبة لهم في الموت ، قلّوا أم كثروا، والحياة تستمر لأن مقابل كل ميلاد موت في قانون الحياة .. وأنا شخصياً استقبلتني الحياة ومنذ نعومة أظافري بالفقد وتجرع كأس موت الأحبة وأهمهم الأب ..!
الصدمة الأكبر والأشرس هي الصدمات الوطنية .. هي الكارثة التي هدتني وأتحاشى الحديث عنها .. هي التي شكلت أعداء لنور الأدب ولي ..!
الشفافية ونظافة القلب والضمير وحب الوطن هي ولا شك مزايا.. لكنها عندي زائدة عن حدها الطبيعي ، مثلها مثل كل الفضائل.. الفضيلة في الوسطية بكل شيء كما قال صلى الله عليه وسلم.. كل شيء كما نعلم حين يزداد عن حده تتحول إيجابيته إلى سلبية..!
تعرضت أمتنا لاستعمار طويل مركّب .. في الحقيقة لم تخرج منه لكن أقنعته استبدلت بأقنعة أخرى واستطاع ضباع الاستعمار في حينه زرع الغدة السرطانية الإسرائيلية ، وجرت مزادات عديدة مع عصابات ومنتفعين محليين ليتم تسليمهم ظاهرياً زمام الأمور .. وبقي تسليم السلطات ضمن هذا المزاد يتم تسليم من يقدمون أوراق اعتمادهم .. الأكثر طاعة لهم وديكتاتورية على شعبه .. مستوى القمع للتحكم بأغنام لا بشر .. عدم التطوير لضمان استمرار الجهل والتخلف وهرب الكفاءات وهجرة الأدمغة.. درجة الخيانة والعمالة التي يمكن أن يصل إليها إلخ..
وطن كبير وغني بمقدراته على شفير الهاوية .. العالم كله يتقدم ونحن نسير القهقري في بلاد الخوف والنهب .. وطن قلة تعيش فيه وتنعم على حساب معظم الناس ..!
كنا ننتظر فجراً يخرجنا من هذا القمقم - يعيد الوطن المخطوف - والمخطوف ظاهرياً فلسطين فقط ، أما في الحقيقة فجله كفلسطين..!
لأني شديدة الإيمان بالعروبة وحبي للوطن العربي من محيطه لخليجه صادق يحتل كل وجداني .. مؤمنة بأن شعبنا يمكنه إعادة كل أمجادنا لو وجد السبيل في وطنه .. منذ دخلت على الشبكة العنكبوتية وجدت معظم من يكتب وطنيون وأحساسيسهم وأمنياتهم تشبه أمنياتي ..!
فجأة أحرق محمد البوعزيزي نفسه وكان شرارة الثورة على الظلم والفساد والإذلال والعمالة للخارج .. حين وجدت الطاغية وزوجته الحلاقة يفران ، فرحت كما لم أفرح بعمري وسجدت لله شاكرة وأنا أهتز من شدة البكاء .. امتدت الشرارة إلى مصر وعشنا أوقاتاً رائعة معهم في ميدان التحرير، وإن من خلف شاشات التلفزة ، فجاء دور اليمن بثورته السلمية الرائعة وأهازيج الشباب إلخ.. !
يوم دخل الأعضاء المصريون بعض عودة الانترنت وسقوط مبارك ، استقبلناهم في نور الأدب استقبال الأبطال .. يشهد الله أني شخصياً كنت أبكي كلما دخل عضو منهم .. ولعلّ البعض يذكر..
كان أروع فجر وأجمل مما حلمنا به..!
باختصار امتدث الثورة وكانت فطرية وغير منظمة وكان الشعب سليم النية إلى حد لم يأخذ أي احتياطات لحماية ثورته
هنا استفاقت ضباع الاستعمار وبدأت تخطط وتنفذ مع وكلائها في بلادنا وبدأت الثورة المضادة ، وغرقنا ولم نزل في بحر من الدماء وبات في كل شارع غربي مشهد الشحاد العربي مألوفاً .. امتلأ البحر والبر بالنكبات وانتصرت الثورة المضادة على الشعب وحصد ولم يزل الاستعمار أكثر مما يحلم به وفجرت الخيانة والعمالة والأمّة تسير إلى التفكك والانهيار التام..!
كله تعرفونه..!
عبر هذه السنوات اصطدمت وصدمت بما يفوق طاقتي .؟.!
رأيت من كان يتحدث بالوطنية والعروبة يرقص فوق جثث الضحايا ويشمت بأشلاء الأطفال
رأيت النفاق والتلون والقراءة المزاجية وقلب الحقائق
رأيت الطائفية والمذهبية والعشائرية
رأيت من عندهم استعداد لبيع التراب المقدس بحجج واهية أكثر عدداً مما تصورت
رأيت عنصرية العربي تجاه شقيقه العربي
رأيت رخص الدم العربي
رأيت أعراق وطوائف عشنا معهم إخوة ألف سنة يحاولون اقتطاع أجزاء من الوطن الذبيح
رأيت المتاجرون بالحرب بأقبح أشكاله
رأيت من يشوهون الدين ويشكلون ما يشوهه في العالم أجمع كأداة للانتصار على شعوبهم
رأيت التهجير القسري
إلخ..........
رأيت من يكرهون صدقي فيعادوني على إنسانيتي
رأيت من ظننتهم بالأمس اخوة وأخوات يتحولون إلى وحوش تريد نهشي وتفكيك هذا الموقع الصادق النقي الذي ساعدهم وساندهم وآواهم
هناك من ابتعدوا دون أن يعادوا وكانوا محترمون رغم اختلافنا البيّن ، وهناك صغاراً صغار..!
أعرف أن مثلي يكشفهم أمام أنفسهم ويكشف زيف وطنيتهم المزعومة لأن قيم المبادئ والعدل والوطنية والرحمة ونصرة المظلوم لا تتجزأ
ألم يحدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن امرأة دخلت النار بهرة حبستها؟!
الغريب والمعيب أن هؤلاء لا يملون ولا يكلون من شدة تشوه نفوسهم ، حتى جعلوا من فيس بوك وكراً لكراهيتهم وضعة أنفسهم ونفاق إنسانيتهم ووطنيتهم
لا أدخل مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً ولا أقرأ سوى ما أجده أمامي حين أفتح ، وفي كل مرة أزداد استغراباً واشمئزازاً
تجمعوا واجتمعوا على الأذى والنفاق وبث الكراهية
كلما كان شخص ما قريب مني أو من نور الأدب ما أن يدخل موقع التواصل حتى يجتمعون حوله
اليوم قرأت عبارة موجهة لأخ عزيز وحصن من حصون نور الأدب، والأخ الصديق طبعاً ترفع عن الرد..
يقول له: " اشتقنا لك لكن لم نعد نطيق العصا المرفوعة علينا هناك"
مع أنه زور وزيف التاريخ - أو زور له - ولم أحذف له ، لكني بالتأكيد رفضت فقط حين جاء ومن معه يمنعاني ويحاولون الوصاية على ما أكتب ويريدون بديكتاتورية أن أقمع فكري وأنافق ضميري..!
غيض من فيض..
مصدومة بما يحصل في وطننا ومن قدرة الناس على النفاق والرقص فوق رماد الوطن
أعرف أني تحملت بطبيعتي الزائدة بشفافيتها ما يفوق احتمالي وصدمت .. صدمت بتشوه إنسانية كثير من الناس
هل تصدقون أن كثير شمت بموت ريم بنّا رحمها الله ، لمجرد أنها كانت تؤيد ثورة الشعوب العربية، ولم تستطع أن تفرق بين دم ودم وألا تتألم لمرأى الأشلاء وبراءة الأطفال التي تمزق!..
أن يصل بي الأمر إلى هذا الحد من الصمت ليس خياراً بل ألماً على وطن بات ينافق على تمزقه صغير وكبير..!
وللحديث بقية..

أعتذر من الموجودين الرائعين والرائعات هنا .. وأعدكم أني مصرة أن أعود كما كنت ، لأن مثلي يجدر به ألا يصمت حتى لا يعلو أكثر صوت النفاق والكراهية ويبقى للمحبة والصدق مساحة ..
النور أقوى من الظلام والمحبة أقوى من الكراهية ومن يحبون للناس ما يحبون لأنفسهم جديرون بالحياة.

واقع أليم يندى له الجبين... ترتعد فرائصي وأنا أقرأ هذه الكلمات.. كلنا خطاء سيدتي، وقد نخطئ في حق بعضنا دون قصد، وكثيرا ما نخطئ في حق أنفسنا... كوني أقوى سيدتي وكوني هنا معنا... كوني أقوى فغيابك عنا خطأ أيضا... كوني معنا.. كوني هنا، فنور الأدب إليك مشتاق.. ويطيب لك دائما أن تفرغي كل ما اختزنت وكل ما يخنقك
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس