عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 08 / 2021, 37 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

المالكي المواطن المناضل

لعلها كانت آخر ساعة من حصص المساء، لا تذكر الآن، ما تذكره هو أن عدد تلاميذها يومها كان قليلا وحتى حضور هذه القلة كان متأخرا إلا واحدا، لذلك اختارت ان تخلق حوارا معهم، بعيدا عن دروس المقرر وإن كانت الدراسة بالتفويج وفق الاحترازات والاحتياطات بسبب وباء كورونا لا تسمح بمزيد من التأخر، أضف إلى ذلك أن مادة اللغة العربية ليست مادة أساسا بالنسبة لهم هذا العام ، حينها بدأت تسألهم عن طموحاتهم وأهدافهم، وما يبتغون تحقيقه بعد حصولهم على شهادة البكالوريا نهاية الموسم الدراسي إن شاء الله تعالى، أحدهم؛ قال إنه يريد أن يصبح مخرجا سينمائيا خاصة أن له مجموعة تجارب في ميدان الفن عموما، وبدأ يحدث أستاذته عن خبرته وتجاربه في مجال السينما والفوتوغراف والمودا، كتابة السيناريو، وغير ذلك مما له علاقة بشيء اسمه فن، كان الفتى يمتزج بداخله شيء من الحياء ثم الثقة بالنفس والظهور والفخر، وهو يجيب مدرسته عن أسئلتها مخبرا إياها أنه يفكر في متابعة دراسته بمعهد الفنون الجميلة بتطوان لصقل موهبته واكتساب خبرات ومعارف أكثر.
‌تلميذ آخر قال إن هدفه هو الحصول على الشهادة ليرتاح عاما من تعب الدراسة ثم بعد ذلك،يفكر في شيء آخر. وثالث قال بعيدا عن دراسته يريد إنشاء مشروع خاص به، ورابع سيختار دراسة القانون، وخامس متابعة الدراسة بشعبة الأدب الفرنسي، سادس هدفه الهجرة إلى بلد أوروبي ، وسابع يحاججه أن بلادنا أفضل وهو الذي لم يستطع أن ينجح في بلاده لذلك سيجلب التعب لنفسه بما سيشتغله في غربته، تلميذة تريد الطب و تلك أمل والديها أن تصبح طبيبة لكنها تعشق شيئا اسمه هندسة، تظل تبحث عن معلومات تخصها بالإنترنيت، أما المالكي فوالده يسعى جاهدا ليجد له مركزا بالأمن الوطني حتى يعوضه شقاء سنوات من العمل كحارس للمؤسسة التي يدرس هو بها اليوم، وهو ما زال يرغب في متابعة دراسته، هكذا كانوا كلهم تقريبا يفكرون في متابعة مسيرتهم بعيدا عن تخصصهم " علوم الحياة والأرض"، والمفاجأة لم تقف هنا، إن عبد الحميد المالكي يقول إن هدفه الأول هو أن يخلد اسم جده، التفتت الأعين إليه مندهشة، كأنها تسأله ما دخل حديثنا بجدك يا عبد الحميد، أما مدرسته فندت عن شفتيها ابتسامة، واسترجعت سريعا بعض ذكرياتها الجميلة مع جديها عبد الرحمن وأحمد، وسألته باسمة:
‌_ كيف تريد أن تخلد اسم جدك؟ ماذا ستفعل لأجله؟
‌لم يتردد عبد الحميد ، بل كان جوابه سريعا:
‌_ جدي كان من المناضلين، ممن قاوم الاستعمار، جدي حارب المستعمر، ليدافع عن وطننا حتى ينال حريته واستقلاله ...

( يتبع)

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد متصل الآن   رد مع اقتباس