الموضوع: علم التغذية (10)
عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 01 / 2008, 48 : 09 AM   رقم المشاركة : [5]
وفاء النجار
ضيف
 


علم التغذية(3)

[frame="15 98"]



الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي


الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى



القاعدة الغذائية فيما يخص النظام الغذائي الإسلامي، ترتكز على الحبوب، ولا تستثني أو تستغني عن نوع ما، بل تكون هذه الحبوب بنفس الأهمية. أما الاقتصار على القمح في التغذية والاستغناء عن الشعير والذرة، فيعتبر خطأ علمي كارثي. ولذلك يجب الرجوع إلى الحبوب الثلاث وتنظيم التغذية لتكون متجانسة، ويرجى استهلاك الشعير والذرة المحلية الطبيعية أو البلدية أكثر من القمح المستورد، ونخشى أن تكون الذرة البلدية تهجنت بالذرة المستوردة، ولا نريد السقوط في المصيبة في انتظار العلوم لتقول أخيرا أن هذه الذرة كارثة، ولم تشهد البشرية مثل كارثة التغيير الوراثي منذ عاد وثمود. والقول بأن الأبحاث لا زالت لم تبين خطر هذه المواد، وأنها لا تختلف عن الذرة الطبيعية قول جاهل وأصحابه لا يعلمون شيئا عن الموضوع. فالعلم لا يستحي من السياسة، والوقت الذي سيندم فيه أصحاب هذا القول بدأ يقترب جدا. وهذا الأساس يرتكز من الناحية العلمية على أن كل النشويات الآن أصبح منصوح بها، والحبوب كاملة أحسن من الدقيق الأبيض المغربل، والشعير أحسن من القمح بالنسبة لأصحاب السكر والسرطان والحساسية وأمراض الجهاز الهضمي. ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف القمح ولم يكن يعرف المنخال أو الغربال، وكان طعام الصحابة رضي الله عنهم الشعير وفيه حديث التلبنة. والمرجع الصحيح هو القرآن الكريم لأن جل الآيات التي تتكلم عن التغذية فيها الحب أو الزرع. وقد جاء ذكر الحب في ست آيات نحو قوله تبارك وتعالى:

مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبله مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )البقرة (261. والحب الذي يعطي السنابل هو القمح والحنطة والشعير، ويتبين من خلال الآية الكريمة أن الحبوب تمتاز بالمردودية، وهو ما يعني أن الحبوب هي التي يمكن أن تسد حاجة سكان الأرض، ويضيف الحق سبحانه أنه يمكن أن يضاعف هذه المردودية، ولو أنها حسب ما جاء في الآية الكريمة خيالية في الوقت الحالي، إذ يصعب تصور القنطار يعطي سبع مائة قنطارا.

وقوله سبحانه وتعالى: إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون )الأنعام (95، ويظهر التصنيف في علم النبات وهو الانقسام إلى الحب، الذي يعني النبات دون الساق، والنوى الذي يعني الأشجار، والحب جاء معمما لكل النباتات التي تعطي الحب، بما فيها الزرع وكل الأعشاب دون الأشجار.
وقوله سبحانه وتعالى: والحب ذو العصف والريحان )الرحمان(12، وجاء الحب موصوفا بالعصف، وهو ما يحمل السنابل أو القش والتبن الذي تتغذي عليه الماشية.

وقوله سبحانه وتعالى: وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون )يس (33، وقد اقتصرت الآية على ذكر الحب دون أي شيء، وهو ما يؤكد أهميته في التغذية بالنسبة للإنسان. وقد لخص الله سبحانه وتعالى كل ما يمكن أن يعيش به الإنسان في الحب.

وقوله سبحانه وتعالى: ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد) ق (9، ويأتي التعبير في هذه الآية الكريمة بالحب موصوفا بالحصيد، وهو ليس أي حب وإنما الحب الذي يحصد، أو الحب الذي يكون معه التبن الذي تتغذي عليه الماشية، والحب الذي يعطي الحصيد هو القمح والحنطة والشعير، وقد يكون هناك حبوب أخرى تصنف مع هذه الحبوب لتعميم الوصف بالحصيد.

وقوله سبحانه وتعالى: لنخرج به حبا ونباتا) النبأ (15 وهو قول تابع لما جاء في سورة يس، أن الله يبين أهمية الحبوب كمكون أساسي لتغذية الإنسان. ويتبع نفس السياق قوله تعالى: فأنبتنا فيها حبا )عبس (27.

كما جاء الحب في آيات أخرى بلفظ الزرع، لأن الزرع يطلق على النبات الذي يخرج الحب، ولذلك نجد أن كل الآيات التي تخص علم النبات جاءت بالزرع، بينما جاءت الآيات التي تخص علم التغذية بالحب، وقد جاء ذكر الزرع كذلك في تسع آيات نحو قوله سبحانه وتعالى:

وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر واتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) الأنعام (141، ويأتي الزرع مع الفواكه الطرية والجافة، والزيتون والرمان، وقرن النخيل مع الزرع والزيتون مع الرمان، وأتى العنب بالوصف وليس باللفظ: وجنات معروشات، ونجد أهمية التغذية في هذه السياقات القرآنية، وكل هذه المواد الغذائية التي جاءت في الآية الكريمة من النوع الممتاز. الزرع والزيتون والعنب والنخيل والرمان، ولو تغذى الناس على هذه الأشياء فقط، لا يمكن أن يصاب الجسمم بأمراض، ولو رجعوا إلى هذه التغذية، يمكن لكثير من الأمراض أن تزول، ولو كانوا مصابين بها.

وقوله جل وعلا: واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا) الكهف (32، ولو أن الآية تهم علم الزراعة أكثر من التغذية، فلا بأس أن نبين وجه الإعجاز في الآية الكريمة، وقد جاء الزرع مع العنب والنخيل. وهذا النوع من التغذية قد يهم المسنين أو الذين لا يعملون، أو الذين لا يبدلون جهدا كبيرا في العمل. وهو ما قد يناسب السياق القرآني، لأن الوصف جاء بالجنة، وصاحب الجنة ربما لا يعمل، وقد يكتفي بالزرع للأكل والعنب كمنعش أو واقي من الكوليستيرول وأمراض القلب والشرايين، وهي الأمراض التي تترتب عن قلة الحركة، والتمر لأن فيه الفايتمينات والألياف الخشبية وكذلك مكون الفايتمن ب واليود لتهدأة الأعصاب ولبريق العين والنظرجيدا ، ونلاحظ أن هذه المواد تخلو من الدسم وكثرة البروتينات. وتشتمل على سكريات طبيعية مركبة كالنشا، وبسيطة كسكر العنب، وعلى ألياف من النوع العالي الجودة وهي ألياف التمر.

وقوله تعالى: ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) النحل(11، وكذلك في هذه الآية الكريمة نجد ما تقدم ذكره، وهو الحب والزيتون والنخيل والأعناب، وأضاف الحق سبحانه وتعالى الفواكه الأخرى مجملة بقوله: ومن كل الثمرات ، ونلاحظ تردد هذه الأغذية في كل الآيات التي تخص علم التغذية.

وقوله سبحانه وتعالى: أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون )السجدة (27، ويتبع هذا السياق القرآني ما جاء في سورة يس وسورة النبأ بشأن تلخيص التغذية السليمة في الحبوب، وقد جاء التعبير بالزرع معرفا بما تأكل الأنعام وهو التبن، والمعروف أن الحبوب تأكل منها الأنعام، ويأكل منها الإنسان. والزرع يعطي تبنا وحبا، وهي المزروعات التي تنفع كلها في التغذية، فالحب لتغذية الإنسان، والتبن تتغذى عليه الأنعام التي يتغذى منها الإنسان بدورها إما الحليب أو اللحم.

ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب )الزمر (21. والتعبير الذي جاء في هذه الآية الكريمة بشأن الزرع، يبين الأنواع المتعددة للزرع التي كانت من قبل، ويظهر اللون على السنابل حين تنضج، وقد تظهر سوداء أو بيضاء أو حمراء بالنسبة لبعض الأنواع من القمح، لكن ما نراه اليوم فكله بلون واحد تقريبا، وهو ما يبين تقلص عدد الأنواع من القمح. وربما يدل هذا التقلص على عدم اعتناء الإنسان بالأنواع كلها، وهي أكبر خسارة في تاريخ البشرية، لأن الخطأ الشنيع الذي وقع ولازال يقع، هو أخذ الأنواع ذات المردودية المرتفعة، ورمي الأنواع الأخرى، والمردودية لا تعني إلا النشا، ولا تعني المركبات الأخرى، وقد يكون نوع بمردودية منخفضة لكن بمكونات ثمينة جدا.

وقوله سبحانه وتعالى: وزروع ونخل طلعها هضيم) الشعراء (148 وهي الآية التي يقرن فيها الحب بالتمر، والمادتان مختلفتان تمام الاختلاف من حيث التركيب، وهناك تكامل بين الحب والتمر من حيث المكونات، وربما يكون هذا النظام الذي يشتمل على الحب والتمر، يخص نوعا ما من الأمراض أو فئة ما من المجتمع، لكونها تعيش على نفس النمط. والمعروف علميا أن هذا النظام يحتوي على النشا، وهو سكر مركب ومنصوح به للوقاية من سرطان الأمعاء، والتمر كذلك فيه ألياف خشبية تلين الجهاز الهضمي، وسكريات بسيطة مع مكون الفايتمن ب والفوسفور، وبعض الأملاح المعدنية، ونلاحظ كذلك أن لا وجود للحوم في هذا النظام، وجاء في الآية التي قبلها قوله سبحانه وتعالى: في جنات وعيون وطبعا جنات تعني الفواكه وجاء الزرع بصيغة الجمع زروع، لتشمل الآية كل الزروع، وقد يكون التعبير يعم كل الحبوب، بما في ذلك القطاني أو كل النبات ما دون الأشجار. لكن لا زلنا نلاحظ أن النظام ليس فيه لحوم، ويقتصر على الحب والفواكه.

وقله سحانه وتعالى: وزروع ومقام كريم ) الدخان (26، وقبلها كذلك نفس الوصف الذي تقدم قوله تعالى كم تركوا من جنات وعيون، ويأتي التعبير بنفس ما تقدم بصيغة الجمع وزروع .

وقوله سبحانه وتعالى: قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون )يوسف (47 وتبين الآية ما أكدناه في الآيات السابقة بشأن الحبوب كأساس في التغذية، وتأتي كذلك بطريقة الخزن الذي كان يخزن الحب ليبقى صالحا للزراعة بعد أعوام الجفاف، والحب لا يصيبه فساد فايزيولوجي إذا ما ترك في سنبله، وهي الطريقة الوحيدة لحفظ الحبوب ضد الضياع. ونلاحظ كذلك مستوى العلم أين وصل والقوة، التي كانت عليها الأمم، ولم يتوصل الباحثون إلى حفظ البذور لمدة طويلة، رغم ما يزعم من التقدم العلمي، والطريقة الوحيدة التي تحفظ بها الحبوب هي تركها في السنابل.

وقوله سبحانه وتعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )الفتح (29 وقد جاء في هذه الآية الكريمة الأطوار التي يمر منها الزرع، وتخص الآية الكريمة علم النبات أكثر ما تهم علم التغذية.

وقوله سبحانه وتعالى في سورة الواقعة: أفرآتم ما تحرثون (66) أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (67) وتبين هذه الآية الكريمة أن القوت ليس بيد البشر، ولا يتحكم فيه ولا يمكن أن يتحكم فيه. ويبقى الله سبحانه وتعالى هو منزل الماء من السماء، وهو فالق الحب والنوى وهو الرازق.

الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )

يتبع بإذن الله عز وجل


[/frame]
  رد مع اقتباس