بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
لماذا الإسلام و رسول المسلمين r..؟
[align=justify]
كانت العقيدة و لم تزل إحدى أنجع وسائل إخضاع الشعوب وأفضل أداة لتطويعهم و ضمان ولائهم ..وما هذه الإساءات المتكررة والمســـــتمرة اليوم ضد الإسلام ورسول المسلمين من الغرب إلا حرب جديدة من الحروب التي تستهدف العقيدة وتندرج في هذا السياق لأن الانتماء للعقيدة هو أكثر تمكناً في النفس البشرية من الانتماء لقومية العرق.. وما هذه الإساءات إلا حلقة من سلسلة طويلة من حلقات محكمة الترابط وتدخل ضمن الحرب الوقائية أوالاستباقية التي يمارسها الغرب حالياً، وأهم أسبابها برأيي هو افتقار حضارتهم التي بلغت المدى في التقدم المادي للقيم والمقومات الروحية والأخلاقية، مما زاد من معدلات الانتحار في مجتمعاتهم، وافتقارهم الدائم لما عند المسلمين من ماأتى به النبي محمدrالذي رضخ للمشيئة الإلهية واستجاب لأمر ربه في إيقاظ الفكر الضال والمنحرف والعودة به إلى جادة الصواب وإلى الطريق القويم، إلى حيث تكون سعادته الحقيقية كما شاءها الخالق، لا كما يريدها هؤلاء المسيئون في الغرب والقاصرون عن الرؤية السديدة على خلاف ما يعتقدون .
لقد بات علينا لزاماً الآن أن نضع على منضدة البحث العلمي الفكر الذي أتى به هذا الإنسان rونقدم لهم الخلاصة لما تم دراسته بأسلوب علمي حيادي يعتمد على القرآن الذي أتى به للبشرية والقرآن دون سواه ، لأنه و بحسب ما ورد فيه كان تحديا لمن يطعن فيه ممن يأتي من أمم و أصحاب ملل وعقائد.
من جانب آخر أرى أنه يوجد هناك سبباً آخر ربما يدفعهم أكثر للإساءة، وهو يتمثل في حقيقة لا يمكن تجاوزها وهي أن ملياري ونصف المليار آسيوي هم أكثر تقبلاً للطرح الإسلامي عن غيره من أطروحات الأديان الأخرى، كما أن نصف مليار أفريقي منقادون ثقافياً للإسلام مما يؤدي بهم للدخول في هذا الدين.
أخيراً فإن السؤال الحاد والحتمي والمطروح دائماُ بعد كل إساءة هو:
[align=justify
هل نحن نعيش حقا في صراع حضارات ..؟
[/align]الجواب : نعم إننا نعيش في صراع و لكنه ليس صراعا للحضارات ، إنما هو صراع الفكر النقي مع الأهواء الشيطانية، صراع الأحقاد الدفينة مع الذهنية السوية أو ما يطلق عليه وفق الأدبيات الإسلامية الفطرة فلنعد إلى الفطرة السوية و لنطرح جانبا اتهامات و افتراضات و مسميات ما أنزل الله بها من سلطان.
[/COLOR][/align]
[align=center]* * *[/align]
[align=center]
بدايات الإساءة إلى شخصية رسول الإسلام r_ح(1)
بدايات الإساءة إلى مبادئ الدين الإسلامي و بالتحديد الإساءة إلى شخصية رسول الإسلام محمد بن عبد الله r تعود إلى بدايات ظهور دين الإسلام في مكة ، واستنادا إلى القرآن و السيرة النبوية فإن أولى الإساءات الشخصية إلى رسول الإسلام محمد كانت قد وجهت له من قبل أقاربه وأهل مدينته (مكة) الذين كانوا يستعينون بالأوثان كوسيلة للتقرب من خالق الكون الذي كان معروفا في الجزيرة العربية باسم (الله)، وهذا البحث وبسلسلة حلقاته المتتالية هو بالتحديد عن الإساءة لشخصية رسول الإسلام r وليست عن الإساءات إلى الدين الإسلامي والمسلمين الذي هو موضوع آخر.
بعد انتشار الدعوة الإسلامية ووصولها إلى المدينة اتهم بعض اليهود الرسول محمد r بأنه شخص اقتبس و بصورة محرفة من التوراة، وأن له أطماع شخصية في بسط هيمنته على المدينة وأنه ولغرض زيادة معرفته بالديانة اليهودية عمل على مصادقتهم والتقرب إليهم وقام بتقليد طقوسهم ولكنه ارتد عليهم بعد ذلك. أما الانتقاد المسيحي لشخصية الرسول محمد r فقد بدأ في فترة قبل القرون الوسطى من قبل (يوحناالدمشقي (676 - 749) John of Damascus)، الذي يعتبره البعض تاريخياً من أوائل الذين كتبوا كتابا كاملا ضد شخصية الرسول والإسلام حيث ذكر في كتابه المسمى(De Haeresbius) بأن الراهب النسطوري (بحيرى) قام بمساعدة الرسول محمد r في كتابة القرآن، واتهم الرسول r أيضا باقتباسه بعض من كتابات ورقة بن نوفل الذي كان وحسب زعم الدمشقي قساً نسطورياً كان يترجم بعض الأناجيل المحرفة إلى العربية.
أثناء فترة النفوذ الإسلامي في اسبانيا بدأت الكنيسة هناك بكتابات تصور شخص الرسول محمد r بأنه مسكون بالشيطان، وأنه ضد المسيح وانتشرت هذه الأفكار في عموم أوروبا؛ وكان لها دور كبير في اتحاد صفوف القوات الأوروبية أثناء الحملات صليبية. ومن أبرز من كتب كتابات مسيئة إلى شخص الرسول r في هذه الفترة هو مارتن لوثر (1483-1564) Martin Lutherحيث كتب في أحد مقالاته نصا يقول فيه :"إن محمد r هو الشيطان وهو أول أبناء إبليس" وزعم أن الرسول r كان مصابا بمرض الصرع وكانت الأصوات التي يسمعها كأنها وحي جزءا من مرضه.
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بدأت موجة جديدة وصفها البعض بموجة منظمة للإساءة إلى شخصية الرسول محمد r حتى وصل الأمر إلى سكرتير الأمم المتحدة العام كوفي عنان في 7 ديسمبر 2004 بالإشارة إلى تفشي هذه الظاهرة بحدة.
" يـتـبــع.. "
[/align]
المصادر: