[محمد الشفيع]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

::.. مقيم الروح ..::



لأول مرة..
كان إحساسا غريبا..
نحو خل حبيب..
سرى في الروح واستوطن فيها..
توغل في شراييني وأوردتي..
تشاجر مع الدماء الجارية..
راهن على الوصول إلى قلبي أولا..



كان خفيف الظل والحركات..
لم أشعر به إلا وقد تبوأ عرش القلب الرقيق..
ملأ الجسم والكيان..
واستولى على زمام الخاطر..
شع في عيني بريقا..
غير لهجتي فلم يعد يفهمني إنسان غيره
واستبدل لغتي من كلمات التواجد والحضور..
إلى أسرار الحلول والذوبان..
وإشارات التماهي والتمازج..
ومن عبارات الغياب والانتظار..
إلى حروف القرب والتوحد



خالط الشغاف والصميم..
واختصر في فؤادي المرهف كل الكون..
حتى أنني ما كنت أعلم
أن بالجسد الضعيف فؤادا ينبض بالحنين..
قبل أن يملأني طيفه الدافئ المشع..
وينفث من قوته دقات الشوق والتعلق..
وإيقاعات الحب والسكينة..
ويعزف بيديه الناعمتين
سيمفونية الود والطمأنينة



عانقتني السماء فرحا بي..
لا أدري يا ترى..
أسعدت بي أنا..
أو ربما فرحا به..
لأنني فيه وهو في..
فأين أنا إلا في روحه..
وأين روحه إلا في روحي



حين مشيت وأنا أحمله فوق وجنتي الدافقتين أملا..
صرت أفهم لغة الطيور..
وأشم عبير الزهور
في صحراء العذاب
وأشرب ابتسامتي..
كي أرتوي وأزيل ظمأ الوجدان..



وأمشط شعري بيديه الملائكية..
رغم أنني يتيم في أطلال الوحدة وديار الوحشة..
وأتدفأ من برد الشتاء بحرارة شهوده وتجليه..
وأزور بحره صيفا تخالجه نسائم السعادة الواسعة..
وأرمق بعيني التائقتين ضفاف اللقاء البهيج..
حيث الأفق البعيد القريب..
حيث الاثنان واحد موحد..
أنا وهو..
نتراقص فوق غمامة الرضوان الإلهي..
تحرسنا نجوم الدياجي..
ويستنير القمر البديع بأنس حبنا..
والله يضحك من عشقنا وترابطنا..
وتفنى الخلائق والصنائع..
ولا يفنى كوننا لأنه حبنا الأبدي السرمدي
***
اضغطوا على الصورة
لتستمعوا وتحملوا
أغنية
((لو تسمعي لموسى مصطفى))
أهديكم إياها
في تتمة خاطرتي



باح بها قلم الشاعر

محمد الشفيع
الجزائر 2008