الموضوع: ظبية ثائرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 10 / 2021, 14 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

ظبية ثائرة

كانت تمشي بالشارع سريعة الخطوات كعادتها بعدما خرجت من أحد المحلات التجارية الذي ابتاعت منه بعض الحلوى لصغيرتها ولها كذلك، لكنها هذه الأيام تشعر أن أشياء كثيرة فيها قد تغيرت؛ لقد أصبحت تحس بآلام داخلية لا تعرف مصدرها، صارت تبتعد عنها ابتسامتها شيئا فشيئا، وتحولت من نحلة نشيطة إلى تنين متوحش؛ غاضبة دائما، لا يفارقها الشعور بالكآبة ..
وهي عاقدة حاجبيها في طريقها للبيت يشاكسها أحد المارين الذي بدا له أن الحزينات سهل صيدهن بكلمة. اعتادت هي ألا ترد على أمثاله، وألا تعيرهم أدنى انتباه او اهتمام، لكنها الآن لديها رغبة جامحة في إخراج الغضب من داخلها، أحبت ضربه بكل قواها، تخيلت ذلك، رأت نفسها تضربه بحقيبتها، تلكمه، تركله، وسارت بخطواتها سريعة أكثر لكن النذل ساير سرعتها وأضاف سكرا مرّا على كلماته السابقة، كادت تطبق ما تخيلته قبل لحظة لولا أن تمالكت أنفاسها ونفسها، وبخلاف عادتها لم تطع صمتها هذه المرة، ولا سرعة خطواتها، بل توقفت فجأة، وحدجته بنظرة، ثم خاطبته بحدة: "إما أن تبتعد الآن أو ستنزل عليك صاعقه لن تدري من أي سماء هبطت عليك ".بدت على ملامحه الدهشة، وما إن حاولت هي أن تكمل مسيرها حتى رد عليها: " يا الله ما أحلاه الظبي حين يتحدث بلباقة!!" وخوفا من أن تنزل عليه الصاعقه اتجه سريعا نحو الرصيف الآخر وسار مهرولا..
أما هي؛ فلعل هذا الحدث كان عابرا لينسيها لحظة بعض ما صار يشغل بالها حد الاختناق...

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 15 / 11 / 2021 الساعة 56 : 01 PM.
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس