الموضوع: سكراتُ الموتِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 12 / 2008, 31 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
خنساء عبداللطيف
كاتب نور أدبي
 




خنساء عبداللطيف is on a distinguished road

سكراتُ الموتِ

سيدي لقد حضرتَ أمساً جنازاتُ قلبي
ورأيتَ

كيف أنصبُ العزاء له كل يوم تأبيناً له
وكيف أغمضُ عينيَ دهراً

وكيف أستنشقُ ريحَ الأمسِ
لعلي أرى لكَ فيها خطىً تسيرُ نحوي

وكيف أُعاني سكراتُ الموتِ وحدي
حتى تحطمت كل أوردتي
وصار الدم منها كزغات مطرٍ يسيل

وكيف أُناجي فيك خيالات شخصٍ
قد أرهقني لومهً وعتابه الطويل


سيدي إن كنت قد أخطأتُ في حقك يوماُ
تالله لأعملُ المستحيل

أ تعرف لماذا

لأني كلما تذكرتُ نفسي

كيف احفرُ اسمك وسط ضلوعي
كيف انقشُ كلماتك على جدران مدينتي
كيف أجعلك نجمةٌ من نجومِ علم بلادي

وكيف وكيف وكيف

سيدي أُعلمك شيئاً
أن قلبي قد أرهقته ليالي طوالُ جلستً فيها وأنا أناظر
بلدي يصارعُ الموت بين حينٍ وحين

فكيف لي أن أرى قلبي يعاني نفس المصير
يصارع فيها لحظاتٍ ما أصعبها من لحظات

نعم سيدي أنها لحظات الاحتضارُ والموت البطيء

فمثلما كان العراق يصارع الموت وحيداٍ يوم أمس
كذلك اليوم قلبي

لكن أعلم أن لحظاتي هذه لا يتخللها
غير طيوفك سيدي
وصورةٌ لك مبهمة الملامح تتأرجح على أجفان عيني

وعطركَ سيدي صنعتهُ من ماءِ دجلةِ والفرات
وهمسكِ الذي بتُ أسمعه وسطَ ليالي بلادي

في بغداد والبصرة وأربيل وصلاح الدين

وغضبك سيدي مني بات يرعبني كيف لا
وأنت عراقي أصيل لك دم يغلي كغلي الحميم

ما أطلبه منك سيدي أخيراً وليس أخراً

سكراتُ موتي ولحظاتُ احتضاري
أدفنها بيديك اليوم ها هنا
بكلماتٍ منك أرتشفها مع فنجانَ قهوتي

خرابيشٌ كتبتها بقلمي
بعد أن كاد النعاس يغلبني

فعذراً ان لك تكن ذات معنى
فقد تحجرت الكلمات في ذاكرتي حتى إشعارٍ أخر

بقلم الملكة فقط
عذرا سيداتي سادتي هذا لقب كنت وما زلت اعشقه

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع خنساء عبداللطيف
 
****الملكة****
خنساء عبداللطيف غير متصل   رد مع اقتباس