عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 01 / 2022, 36 : 06 AM   رقم المشاركة : [1]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

ظاهرة التلاشي …

في ركن بارد من غرفتها جلست القرفساء ، مختبئة في دثر من الفراء تنظر حيث البعيد تلقائها ، تستدعي عقودا خلفها ، تستدعي أصواتا وأصداءا ، مرت خلالها ، تغمض عيناها في ثبات وصمت ، تمارس فيهما الذكرى بإمعان ، صور متموهة تتضح شيئا فشيء ، إنه بياض مموه ! صه ، فلتخفضي الهمس قليلا ، حديث نفسك يشوشني ، ويشتت تركيزي ، من هذا القادم من ردهة البيت ؟! إحم إحم ،، نعم أسمع صوته من بعيد ، بل و أميزه جيدا ، نعم لقد وضحت الرؤية ، أصبحت أراه جيدا ، ولكن من الذي يحمل على كتفه ؟! إنه أخي الصغير الذي بلغ لتوه تسعة أشهر ، كان يصرخ بشدة ، يبدو أنه يتألم ، يا إلهي ماذا أفعل لكي لا يتألم هكذا ؟ لا أحتمل صراخه ، يناديني أبي الآن ، أراني أخرج من غرفتي أنا وأختي أحمل عروستي التي أسميتها سميرة ، وهي الآن ابنتي ، كم كنت صغيرة !! ما هذا ؟! يضحكني طولي القصير الذي لطالما ظننته طويلا ،، ها هي تقف أمام أبيها أراهما الآن بوضوح ، ليعطيها اسم الدواء ويطلب منها الذهاب إلى الصيدلية لإحضار الدواء ،، من هي ؟! انتظري قليلا سأخبرك إنها أنا ! نعم أراني الآن وأسمعني ووالدي ، وأخي الذي لازال صراخه يحتكر سمعي بشدة !! كنت أبحث عن حذائي يمينا ويسارا ، وقلبي ينفطر لبكاء أخي ، كان قد ابتلع الكثير من حبات الزيتون دون مضغها ، ودون انتباه والدتي !! وها هي قد جعلت بطنه الصغير كالصخرة !! وما هذا ؟ انتظري قليلا ساخبرك ، دعي الصورة تكتمل ، إنها تجري كالخيل أو أسرع ! تعبر الشارع في سرعة جنونية ، ظانة انها المنقذة لحياة أخيها الباكي ، تقع الآن من شدة الخوف أن تعود إلى البيت قبل أن تحضر ما كتبه لها أبيها لتنقذه .. ها أكملي .. تموهت الصورة ثانية ! عادت من حيث البياض الآتي من ردهة البيت ، عادت من حيث الصوت ، عادت من حيث تلاشى أبيها ! وتلاشى صراخ أخيها ، وتلاشت عروستها سميرة ، وتلاشي الطريق والعدو والسقوط إلى البياض المموه ، ولازالت تنظر عائدة في تؤدة من خلفها حتى منتهى العقود !
â—¦

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس