عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 01 / 2022, 15 : 03 AM   رقم المشاركة : [3]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ظاهرة التلاشي …

شكرا لمرورك العطر خولة .. وجزيل الشكر الفن انتباهي بتعديل النص .. وها هو سيدتي كما اتفقنا عليه غمزة ..( ابتسامة )

في ركن بارد من غرفتها جلست القرفصاء ، مختبئة إذ تدثرت بملاءة من فراء، تنظر حيث البعيد تلقاها، تستدعي عقودا خلفها ، تستدعي أصواتا وأصداء، مرت خلالها ، تغمض عينيها في ثبات وصمت ، تمارس فيهما الذكرى بإمعان ، صور متموهة تتضح شيئا فشيئا .
إنه بياض مموه !
_صه ، فلتخفضي الهمس قليلا ، حديث نفسك يشوشني ، ويشتت تركيزي ؛ من هذا القادم من ردهة البيت ؟!
احم احم ، نعم أسمع صوته من بعيد ، بل و أميزه جيدا ؛ الآن قد وضحت الرؤيا ، أصبحت أراه جيدا، ولكن من ذاك الذي يحمله على كتفه ؟!.. إنه أخي الصغير الذي بلغ لتوه تسعة أشهر .
كان يصرخ بشدة ، يبدو أنه يتألم ، يا إلهي! ماذا أفعل لكي لا يتألم هكذا ؟ لا أحتمل صراخه. يناديني أبي الآن ، أراني أخرج من غرفتي أنا وأختي أحمل دميتي العروس التي أسميتها سميرة ، وهي الآن ابنتي. كم كنت صغيرة !!
ما هذا ؟! يضحكني طولي القصير الذي لطالما ظننته طويلا ، ها هي تقف أمام أبيها أراهما الآن بوضوح ، ليعطيها اسم الدواء ويطلب منها الذهاب إلى الصيدلية لإحضاره.
- من هي ؟!
- انتظري قليلا سأخبرك إنها أنا ! نعم أراني الآن وأسمعني ووالدي ، وأخي الذي لازال صراخه يحتكر سمعي بشدة !!
كنت أبحث عن حذائي يمينا ويسارا ، وقلبي ينفطر لبكاء أخي الذي كان قد ابتلع الكثير من حبات الزيتون دون مضغها ، ودون انتباه والدتي!! مما جعل بطنه الصغير كالصخرة !!
- وما هذا ؟ انتظري قليلا سأخبرك ..
_ دعي الصورة تكتمل أولا.. إنها تجري كالخيل أو أسرع ! تعبر الشارع في سرعة جنونية ، ظانة أنها المنقذة لحياة أخيها الباكي ، تقع الآن من شدة الخوف أن تعود إلى البيت قبل أن تحضر ما كتبه لها أبوها لتنقذ أخاها الصغير ..
-ها أكملي ..
- تموهت الصورة ثانية ! عادت من حيث البياض الآتي من ردهة البيت ، عادت من حيث الصوت ، عادت من حيث تلاشى أبوها ! وتلاشى صراخ أخيها ، وتلاشت عروسها سميرة ، وتلاشى الطريق والعدو والسقوط إلى البياض المموه ، ولازالت تنظر عائدة في تؤدة من خلفها حتى منتهى العقود !
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس