عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 01 / 2008, 14 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
فابيولا بدوي
شاعرة وكاتبة صحفية

 الصورة الرمزية فابيولا بدوي
 





فابيولا بدوي is a jewel in the roughفابيولا بدوي is a jewel in the roughفابيولا بدوي is a jewel in the roughفابيولا بدوي is a jewel in the rough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رحل أحد أعمدة الاتحاد والصحافة العربية

خذلني الموت واختطف من مني ومن الصحافة أستاذي وصديقي


غيب الموت واحدا من أفضل رجال الصحافة العربية والعمل العام، عرفته محاورا شرسا، وقلبا كريما، وعقل راجحا، ومشاغبا من الطراز الأول. هو الصحفي يوسف فاضل، وعضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي العربي للديمقراطية والحوار، ونائب رئيس جمعية الصحفيين العرب في ألمانيا، والذي تتشعب علاقتي به ما بين العمل والصداقة والنشاط العام. التقيت به منذ خمس سنوات هنا في باريس للمرة الأولى خلال ندوة خاصة بحرية الصحافة في العالم العربي، وكان أحد المحاورين، وكنت أحد المنظمين. وقد اختلفت معه كثيرا وهو على المنصة، وجادلته بشراسة وأجابني بصبر لا حدود له، وبعد انتهاء الندوة تناقشنا كثيرا، ومن يومها وهو أحد أقرب أصدقائي إلى نفسي.


يوسف فاضل كما عرفته لم يكن بالشخصية التي يمكن أن تتنازل أو تفرط في مبادئها أو كرامتها، عاش آلام وأوجاع وطننا وناضل وهو شاب في الجامعة، وتم اعتقاله في سن مبكر، وانخرط في عالم الصحافة وهو صغيرا، كصحفي وإداري بعد ذلك، وبقي كما هو لا يتهاون في حق ولا يسمح بظلم أو خطأ لذا كانت علاقاته محدودة، وكان دائم العمل في صمت والتزام مبالغ فيهما، من وجهة نظر الآخرين. تنقل في البلاد وكأنه يبحث عن سماء تضمه، فمن مصر مسقط رأسه إلى لندن إلى السعودية إلى لندن مرة أخرى إلى ألمانيا مسقط رأس زوجته إلى السعودية مرة أخرى، ليلقى ربه في ألمانيا التي ذهب إليها مريضا كي يستشير أطبائه ثم يعود مرة أخرى إلى السعودية حيث يعمل، لكنه آثر عدم العودة حيث وجد أخيرا، فيما يبدو، السماء التي ستحتضنه إلى الأبد.


لم أتصور في يوم من الأيام أني سوف أرثي يوسف فاضل، لكنني اليوم أفعل. أرثيه أستاذا وصديقا ورفيق طريق وإنسانا من النادر أن ألتقي بمثيله ما حييت. رحم الله رحمة كبيرة هذا الرجل الذي أظن أنه وبجدارة يستحقها.



هكذا ودعته الجريدة التي كان يعمل بها
فقدت الصحافة العربية أول من أمس واحداً من أبرز محرريها ومسؤوليها على مستوى التحرير والإنتاج والطباعة وهو الزميل يوسف فاضل سكرتير التحرير التنفيذي بـ"الوطن" وأجمع كل من عمل معه من رؤساء التحرير والزملاء على نبوغ الراحل وتفانيه في عمله على مدى سنوات في مصر وأكثر من 25 عاماً في المملكة.
وانتقل الفقيد الراحل من صحيفة "الأهرام" المصرية إلى "الشرق الأوسط" السعودية فور صدورها من لندن. قبل أن ينتقل للعمل في صحيفة "المدينة" لمدة عشر سنوات، ليغادرها مرة أخرى إلى الشركة السعودية للأبحاث والنشر حيث عمل في "المسلمون" و"الرياضية".
ومع صدور "الوطن" انضم يوسف فاضل إلى أسرة التحرير وواصل عمله بها سكرتيراً تنفيذياً للتحرير فكان نموذجاً للدقة والمثابرة والمتابعة..
ويقول عنه الصحفي الكبير رئيس تحرير صحيفة "المدينة" و"عرب نيوز" الأسبق أحمد محمد محمود إنه كان من أفضل من عملت معه..
ويمضي يقول: "أتذكره جيداً في صحيفة "المدينة" في السبعينات الميلادية من القرن الماضي، طوال فترة وجودي بها على مدى تسع سنوات.. تعرفت خلالها على رجل عمل من الطراز الأول، فلم أره لاهياً، أو عابثاً، أو مضيعاً وقته في غير العمل.. كان رجلاً بعدة رجال.. وأتذكر مرة أننا احتجنا لإصدار ملحق اقتصادي فكلفته بالمهمة ليخرج أول إصدار لملحق اقتصادي يومي في المملكة.. وقد نجح في المهمة بشكل باهر، كما نجح في كسب ثقة وود عدد كبير من رجال الأعمال والاقتصاديين الذين وجدوا فيه كفاءة ونزاهة وصدقاً وجدية بالغة، والأهم من ذلك كله دقته في العمل".
ويضيف أحمد محمود: "ثم زاملته في الشركة السعودية للأبحاث والنشر، فكانت نفس الخصال التي أهلته ليكون واحداً من رجالات الشركة والأعمدة التي ترتكز عليها الصحف التي عمل بها".
من جهته يقول رئيس تحرير "الرياضية" السابق رئيس تحرير "الرياضي" الحالي عبدالعزيز شرقي: "رافقني 25 عاماً حيث بدأ معي في صحيفة "المدينة" كسكرتير تحرير تنفيذي وبقي فيها 10 سنوات، بعدها انتقل للشركة السعودية فعمل معي في "الرياضية" 7 سنوات. كما عمل معي في (قناة أيه آر تي) ثلاث سنوات أخرى.
ظل يوسف ملتزماً بمواعيده منضبطاً في كل شيء ومحل ثقة لأي مسؤولية.. فإذا استشرته أفادك بالرأي السديد وقد عاصر الصحافة السعودية وكأنه أحد أركانها وظل عنوانه في كل صحيفة يعمل بها "عين المسؤولية".


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



جمال أحمد خاشقجي ـ رئيس تحرير صحيفة الوطن



يوسف فاضل أستاذ لي في الصحافة، وسوف أفتقده كثيراً فلقد انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح الأمس.
يوسف صحفي مصري، ذو خبرة واسعة ولكنه أحب الصحافة السعودية وعمل فيها معظم حياته من صحيفة المدينة التي كانت يوماً في صدارة الصحف السعودية زمن محمد علي حافظ وأحمد محمود إلى مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر في لندن وتحديداً الشرق الأوسط ومنها إلى "الوطن"، بعيداً إلى أبها من أوروبا التي عاش فيها وتزوج منها، اختار أبها لأنه يحب الصحافة الشابة وقد وجدها في "الوطن".
فجأة انتكست صحته، وبسرعة أخذ يوسف فاضل سكرتير التحرير النشط ينزوي ويتلاشى، اختفت صفحات البروفات من يديه، خفت صوته، وابتعدت السيجارة التي ما كانت تفارق شفتيه وليتها فعلت مبكراً.
خلال تلك المدة كنا جميعاً نودع يوسف فاضل، وقد بدا لنا أنه بالفعل راحل أبعد من بلديه مصر التي بها أسرته الكبرى وألمانيا حيث زوجته وابنه.
التف حوله الصحفيون الشباب في "الوطن"، خاصة المحترفين منهم يستنطقونه الخبرة، فكان مدرسة متحركة، وكان يريد أن يعطي، ولكن صحته لم تعد تسعفه، لم ننتبه إلى هذا الجانب التعليمي المعطاء في شخصية يوسف، كان منشغلا بالعمل اليومي، وأحسب أن مثله كثيرون.
رغم ضعفه جلس بعضنا بين يديه، يحدثنا عن الصحافة وفنونها،تعود يوسف أن يتحدث على الورق، يحدثك وهو يكتب نقاطاً ويرسم دوائر وأسهماً لتوضيح مقصده، لقد كان معلم صحافة، أحد الزملاء الشباب قال لي " يوسف ثروة من المعلومات أتمنى لو أعصرها قبل أن يرحل " ولكن المرض هو الذي عصره ورحل به مبكراً.
وداعا أخي يوسف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ



شريف قنديل ـ سكرتير تحرير صحيفة الوطن


كما العصفور المهاجر حط يوسف فاضل منذ خروجه من "الأهرام" المصرية العريقة على كل بستان صحفي يانع.. ومن "الشرق الأوسط" في لندن إلى "الوطن" في أبها مروراً بـ"المسلمون" و"الرياضية" و"المدينة" في السعودية، ترك يوسف رحيقاً طيباً قبل أن يعود ليختار الموت أو ليختار له الموت برلين حيث زوجته وابنه.
كان يوسف يحسبها بدقة في كل شيء.. في الحياة وفي الصحافة وفي الموت أيضاً! فالأكل في موعده، والصفحات والطبعات في موعدها، والموت في موعده، وسبحان من له الدوام.
وإذا سألت يوماً عرفان نظام الدين، أو جهاد الخازن، أو عثمان العمير، أو صلاح قبضايا، أو أسامة سرايا، أو عبدالعزيز شرقي، أو أحمد محمود، أو عثمان الصيني، أو جمال خاشقجي، فسيقولون لك: إنه الدقة والمواعيد المنظمة في كل شيء بدءاً من صباح الخير، حتى خروج الصفحات ووصولها إلى أيدي القراء.
كان يوسف يهوى النظام لدرجة العشق ويهوى إنكار الذات حد الموت.. في السنوات الأخيرة حيث رافقته في مشواره الصحفي لنحو عشرين سنة كان يعيش وحيداً بين السراب والعذاب، يدخن "السيجار" بغير مقصد، فيعقد الدخان فوق هامتي سحابة سوداء.. سوداء.. يسألني رئيس التحرير فأقول له: سيموت يقينا سيموت.. طمأنته لنا واهية واهية كبيت العنكبوت.. تنبئ عن صراخي المكبوت بأنه يموت.. انشغلت عنه قليلاً بموت أمي أغلى البشر، وحين عدت وجدته كما هو.. يسأل الضباب والرياح والسحاب والمطر، يمخر السماء في السفر.. ولأنه لم يزل معذباً في الروح والبدن، وهائماً من وطن إلى وطن.. فقد آن للعصفور المهاجر أن يقر!

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
فابيولا بدوي غير متصل   رد مع اقتباس