|  13 / 01 / 2008, 15 : 07 PM | رقم المشاركة : [1] | 
	| مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث  ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان 
 | 
				 ما بين كندا والانتماء 
 [frame="4 10"]ما تصنعه الغربة في النفوس تضيق له و به الصفحات! ..
 حقاً لا نعرف قدر الحب إلاّ مع الفراق!!
 
 
 مع أوّل شمس أشرقت عليّ في كندا، مرّ الكثير من السنوات و لا أنسى ذلك الصباح! 
 كنت أنظر إلى السماء إلى الأرض إلى كلّ ما حولي بهلع! 
 
 برد شديد في الروح و القلب منّي يكاد أن ينخلع من هولها.... 
 فطام الروح عن مدينتي التي عشقت و الهوى العربي الذي ما تنفست من قبل غيره! 
 أحسست بأنّي أختنق من لوعة الهوى و الفراق و الهواء غريب يصعب تنفسه 
 كلّ شيء بدا كئيبا من شدّة غربته حتّى الطبيعة بدت لي مخيفة رغم جمالها، كالرضيع الذي أخذوه من حجر أمّه و وضعوه في حجر غريب.........  
 مع الزمن تغيّر الحال 
 أنا الآن أحبّ كندا .. أحبها بصدق .. حبّ التعود و الوفاء لبلدٍ احتضنني و عشت بخيره سنين طويلة و حملت جنسيته.. و ما الردّ على الجميل بأقلّ من الوفاء...  
 أخاف من انفصال مقاطعة كيبيك عنها و أخشى على مقاطعة ألبيرتا من المطامع الأميركية بها .... 
 
 لكنّ هذا الحب يختلف عن معنى الوطن و الارتباط بالتربة و الإحساس بالانتماء. 
 لا أحبّ أهلي بقدر ما أحسنوا إلي.. 
 أحبهم في كلّ الأحوال لأنهم أصلي و لأنّي منهم و دماؤهم تجري في عروقي، أحبّ جدّي و أنا لا أعرفه و لا أعرف شكله و لا مشاربه! أحبه لأنّ جذوري تمرّ عبره و لأنّي امتدادٌ له...  
 لست غربية و لا كنت شرقية و لا حتّى بخصوصية المعنى شرق أوسطية... 
أنا الجسر الذي طالما وصل بين هؤلاء و لست منهمأنا عـربية.. لا أجيد أن أكون إلاَ عـربيـة
 عربية الهوى و الأحلام من المحيط إلى الخليج، ما زلت أبكي كالنساء مع محمد (أبو عبد الله) ملكه الذي ضاع في الأندلس
 أكثر ما أحبّ بلاد الشام من الاسكندرونة و حتّى جنوبها الحبيب الأسير فلسطين، أنسجم مع تربتي و أفهم حدود وطني من نبض الإرسال بين ذرّات ترابه و بيني بعيداً عن سايكس بيكو و ما قبله و بعده، حتّى حين وقفت على أرض جزيرة قبرص يوماً، لم أفكّر بالتغيير الديمغرافي الذي حلّ بها و لا الدول التي تتنازع عليها، أصغيت لنبض التربة فيها و قرابتها من لحمي و شراييني...
 و أحبّ المدن إليّ اثنتان، إحداهما حملتها بين ضلوعي وفي نبض قلبي دون أن أراها، هي المنى و جنّة أحلامي و الثانية ولدت و نشأت في حضنها، هما معاً جذوري من أبي و أميّ،
 حيـفـا السليبة و طرابلـس الحبيبة .
 و مع هذا أنا إنسانة أدرك أنّ كلّ إنسان في ذاته مميز، أقدّر قيمة الإنسان و أحترمه كائنا من كان...
 حين أقرأ التاريخ أو أشاهد فيلما وثائقيا عن الحروب في أي زمان ومكان أتعاطف تلقائياً مع الضعيف و المظلوم و صاحب الحق و أحسّ بالرأفة و الرحمة التي وضعها الله في نفوسنا و العطف على الإنسان كإنسان....
 ولكن حين أتابع أخبار فلسطين الغالية و أرى قتيلا أو جريحا فلسطينيا، لا يكون شعوري مجرّد تعاطف و رحمة! الطلقة في صدره أحسّ آلامها تخترق صدري و دماؤه التي تجري أشعر أنها تنزف من عروقي، و حين أنهار من الحزن على عراقنا الحبيب و أنا أشاهد في وسائل الإعلام عراقيٌا (في مثل ما حصل في سجن أبو غريب) يهان و تنتهك كرامته العربية الإنسانية أحسّ بالإهانة موجهة لشخصي و الصفعة طعمها على وجهي و كرامتي!...
 هذا هو نبض الوطن الفطري و معنى الانتماء
 لست غربية و لا شرقية..
 
 
 
 
 
 لا أجيد أن أكون إلاَ عـربيـة [/frame]
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 | 
    |  | 
	|   |   |