[لطيفة الميموني]

رسائل من الطفل ريان:
رحلت ورحل معي سر كبير لكن تركت لكم إشارات لعلكم تلتقطونها.
😭رحلت بعدما تلاعب الكثيرون بمشاعر أبناء وطني ومشاعر والدي.
رحلت وقرأت تعليقات مستفزة بوجوه ضاحكة على موقف كنت لا أحسد عليه، وجرحي غائر كما جرح والدي. ومنشورات أساءت أخلاقيا وعاطفيا بي وبوطني.
غاب الإعلام الوطني عن ساحة مأساتي منذ بدايتها، وأتاح الفرصة لمرتزقة الإعلام أو قنوات عربية أخرى تابع عبرها إخوتي حادثتي المفجعة.
شوهتم صورة المغرب بإعلام كاذب أصبح الكل فيه (صحفيا) يجيد الرقص على جراح الآخرين.
رحلت وتركت تجمهرا أعاق عملية الوصول إلي سريعا.
رحلت دون أن أعرف سر عشوائية حفر الآبار وعدم إحكام تغطيتها. فمن المسؤول عنها وعن سقوطي فيها؟
رحلت ولم أسمع شيئا عن دور المنتخبين والشيوخ والقواد في مراقبة ما يجول بمناطقهم؟

لكنني أيضا:
😊تابعت جهودكم للوصول إلي، وسمعت أصواتا تريد التطوع لإنقاذي.
رحلت وعرفت كيف تضامن معي الكثيرون وطنيا وعربيا ودوليا. فشكرا لتعاطفهم سواء أثناء عملية إنقاذي أو بعدما حلقت عاليا في السماء.
أيضا شكرا للسلطات التي وفرت آليات وتمكنت من إيصالها لمنطقتي المعزولة. شكرا لرجال الدرك ولرجال الوقاية المدنية الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوصول إلي. وأيضا شكري موصول لبعض الجمعيات التي عملت على تزويد الأطر بمساعدات غذائية.
لن أنسى شكر عمي علي ورفاقه الذين لم يهدأ لهم بال إلا بعد وصولهم لقعرالبئر حيث أمضيت خمسة أيام.

وأخيرا أقول لكم:
لقد رحلت..
🖋فأعيدوا النظر في ضمائركم، في حساباتكم، في مؤسساتكم، وقننوها واجعلوا من مأساتي موعظة.
⏳انظروا للطفولة والبراءة بعين الرحمة، وأعدوا لهم بيئة يستحقونها، وامنحوهم اهتماما أكبر مما منحتموني. فالطفولة الوطنية والعربية والعالمية في خطر، وما أنا إلا جزء بسيط منها.
🌍أيها العالم أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وإلى الملتقى عند رحيم مقتدر.
رحم الله الطفل ريان.