نجاة من موت وشفاء قلب
قبل أن تنتهي الحصة كانت تلاحظ التعب يبدو على بلال، بل منذ بداية الحصة بدت رغبته في النوم على طاولة الدراسة، لكنه كان يقاوم، ويحاول أن يشارك بالدرس رغم عجزه وإن قليلا، وقد اعتادت هي إذا دق جرس الاستراحة أن تظل بالقسم لحظة قبل أن يكون عليها الالتحاق بقاعة أخرى، فظلت تراقب بلال دون أن تبرز ذلك له أو لغيره، مدعية أنها كعادتها تكتب أو تقرأ شيئا، أو تجمع أدواتها بتأن وهي تتأمل ما تطل عليه النافذة بجوارها، لتلحظ أن بلال قد جعل الحائط مكانا يستند عليه في تعب وهو يخاطب زميله قائلا: المسامحة يا أيمن ؛ إني أموت..
تفاجأت لكلماته، كادت تنهره على قوله، لولا ابتسامة من أيمن كانت بريئة ومستغربة، جعلت بلال يقول: أ سرك مرضي، أتريدني أن أموت ، تريد أن ترتاح مني؟! ففضلت أن تلتزم الصمت والهدوء مظهرة تجاهلها للحدث حتى ترى نهايته ، وإذا فرحة الطفولة تبتسم بداخلها، عندما قام أيمن مسرعا من طاولته بالصف الثاني إلى الصف المجاور له حيث مكان بلال، وجلس قبالته واضعا كفه الأيمن على جبهة بلال ليردد بعض الأدعية وآيات القرآن ، سائلا له الله أن يشفيه، وصديقه يقول له مشيرا بسبابته إلى أعلى رأسه، وهنا أحس صداعا قويا، فتنتقل يد أيمن الصغيرة لتشمل رأس بلال كله وهو يردد ما يحفظه من آيات الذكر الحكيم...
تخرج الأستاذة من القسم وابتسامة أمل تسري بداخلها، وهي تدعو أن يقوي الله أخوتهما ويشفي الصغير بلال
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|