الموضوع: صفارة إنذار
عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 03 / 2022, 58 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

صفارة إنذار

[size="6"] جالس بمكتبه
يفكر فيما آل إليه الوضع ببلده، بعد شهر قد تتم إجراءات تكليفه بمهمة جديدة، في بلد آخر، هو متعلق جدا بوطنه، لكن هذه المهمة لن تطول في البلد الآخر، سيعود إلى أرضه مكتسبا خبرات ومهارات جديدة، و سيرجع إليه برتبة أعلى من هذه التي هو عليها الآن، حينها ستكون زوجه الحبيبة قد وضعت جنينها، يحمله صبيا أو صبية ولم لا توأما بين يديه؟! يلاعبه، يشتري له الحلوى، ومعطفا ثقيلا يقيه قر هذا الوطن... ياه! كم تمر هذه الأيام سريعا، قبل قليل كان هو كذلك طفلا صغيرا، واليوم ينتظر أن يسمع صرخة وليده وقد أطل على هذه الحياة، وهو يعيش خيالات مستقبله مع أسرته، قرر الاتصال بزوجه ليطمئن عليها وعلى وصول والديه إلى بيته بعد سفر، ما إن أخذ هاتفه حتى جاء من يناديه ليذهب إلى رئيس العمل ، فأجل الاتصال، وانطلق إلى مكتب رئيسه، الذي حياه بابتسامة مخبرا إياه أن نقله لمدينة أخرى برتبته الجديدة قد تم من اليوم، وبإمكانه الآن أن يجمع أغراض مكتبه الشخصية ليستعد كي يكون بداية الأسبوع المقبل بمكتبه الجديد، كانت فرحته لا تضاهى، ولكن إحساسا بداخله يجعل فرحته لا تكتمل، ربما تلك الإنذارات الأخيرة بالحرب، جعلته مشوش الأفكار، لكن ما بال قلبه لا يرفرف كما كان يحلم وينتظر؟!!.. زاده قلقا محاولاته الفاشلة في الاتصال بأهله، خرج من المكتب مودعا زملاءه، تمنى لو كان بإمكانه أن يطير محلقا لبيته حتى يطمئن، الشارع يبدو بعينيه كأنه يوم الحشر، مع أن الوقت مبكر إلا أن هناك شيء غير طبعي يحدث، اقترب من حيه وإذا بصوت انفجار مدو يرعب خاطره، يخنق دقات قلبه، يهرول ناحية حيه قاصدا مسكنه، هناك زوجه تحمل في أحشائها ذاك الحلم المنتظر، هناك والديه قد حلا ضيفين لم يرهما منذ زمن...
اقترب... منعوه الوصول.. لحظات.. ثم صار بإمكانه أن يذهب لبيته، وقف أمام خراب ، وشظايا متناثرة.. الدمار بكل مكان ولا حياة لمن تنادي...
صفارة الإنذار مباشرة مهولة، لم يشعر إلا وتدافع قوي يوصله لملجإ...
الأمل في الحياة قد فقد الآن، لم يعد ينتظر شيئا غير الموت...
صفارة الإنذار تجعله يدعو ألا يبقى وحيدا على هذه الأرض...
وإن كان على هذه الأرض ما يستحق الحياة... لا شيء صار يستحق
صفارة الإنذار وهو يدعو ... صفاة الإنذار ... سياتل .. من سيقاتل؟!!!!

https://youtu.be/m85gRULjQTw

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس