الموضوع: ماذا عنك؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 03 / 2022, 56 : 02 PM   رقم المشاركة : [10]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: ماذا عنك؟

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر
ذكرتني ،، في السابق ، وتحديدا في المرحلة الثانوية ، كانت لي صديقة أعتبرها أنا نفسي ، وهي كذلك تعتبرني ، وكان الجميع يدعوننا بالتوأم ، لما بنا من شبه كبير في الملامح وقصات الشعر ، وحتى الملابس كنا نختار معا نفس الذوق من الألوان والموديلات ، دائما كنا متماثلتين في كل شيء ، لا أعلم هل كان ذلك صحيحا تلقائيا ؟ أم تعمدت إحدانا أن تذوب في الأخرى إلى أن بدا التشابه للعيان شكلا ومضمونا !! المهم أن توأمتي كان لها بعض التصرفات التي ما أحببتها ، فيها وما كانت تتوافق ومبادئي ،وربما كانت عادية لتلك المرحلة ، فكنت في بعض الأحيان أفضل الابتعاد عنها ، وألوح بإنهاء صداقتنا ، ودون تفسير للسبب ، وكنت أكلفها عناء التحايل والإلحاح علي ، لأفصح عما بداخلي من أسباب غضبي منها ، وأسباب القرار ، ويبدو أنني وقتئذ ، كانت لدي تشنجات عصبية ضد بعض التصرفات غير اللائقة ، أو التي تخيلتها كذلك ، بسبب شدة والدي ، واتخاذه للحزم والربط والشدة أسلوبا للتربية ، ويبدو لصغر عقلي الذي تخيلته وقتها كبيرا ، أنني تأثرت ، ومن الطبعي أن أتأثر دون شك . كنت أبتعد عنها أياما وأياما ، وهي تحاول معرفة ماذا بي ؟ ! ولماذا أنا أتصرف معها هكذا دون أي تفسير ؟! وفي يوم ؛جاءت إلى بيتي ومعها هدية تحاول بها مصالحتي ، وبكت كثيرا لأنها لا تريد إنهاء صداقتنا ، وبالحقيقة أنا كنت أحبها بشدة ، ولا أنوي ذلك أبدا ، فقط كنت أريد أن تكتشف أخطاءها وتصلحها دون أن أشير إليها !! أذكر ما قالته لي ، عن ظلمي وتعسفي ، وكيف أنفصل عنها فجأة ، ولا أذكر لها الأسباب وأتركها حائرة بين نارين !! كانت منطقية جدا ، جعلتني أفكر بشيء من المرونة وألم نفسي ، فرجعت عما بدأته ، وأفرغت لها ما بصدري ، وما كان منها إلا أن عانقتني ، ووعدتني أنها سشتري بقاء صداقتنا وأخوتنا ، على أن تلغي تماما كل التصرفات التي تزعجني ، وبذلك عدنا وبقوة ،أكثر حبا وفهما .. وتعلمت من ذلك أن الصمت جيد ، ولكن ليس في كل الأحوال ، فلكل مقام صمتا، كما لكل مقام مقال ، وخسارة الناس ليست سهلة. أدركت أن تلك الطريقة التى تعاملت بها معها ، جعلتها تفكر في أنني لا أريدها في حياتي ، وأقوم باختراع حجج فقط لأدعم قراري وما أنا عليه ، وتعلمت أن "رب كلمة ما أو نصح ما صادقا مباشرا من القلب إلى القلب ، قد يفعل أكثر مما يفعله السحر بقلوب الناس ونظرتهم للحياة ، وأننا جميعا لنا أخطاء وآثام "، فلا ننصب أنفسنا محاسبين ، قضاة وجلادين ، ونحن في أمس الحاجة لأن يغفر لنا الله ، ويعطنا آلاف الفرص ، وأن الإنسان لابد وأن يفعل في نفسه تلك الخواص التي اختصه بها الله على سائر الكائنات ، حيث منحه من جميع صفاته وأسمائه الحسنى ما يؤهله لاستخلافه في أرضه ، فلن يقوم ملك بالتنحي قليلا عن مهامه حتى يختار من بين وزرائه من هو بحكمته وفطنته وكياسته وذكائه ومن هو أهل للمكوث المؤقت في تلك المكانة وذلك المكان ، ولله المثل الأعلى .. فالأمر يحتاج مرونة عالية وفهما وسعة صدر وتفكير عميق ، و يهدي الله بك قلبا واحد !! ، فقطيعة الخلق وتبديد عشرتهم ليست بتلك السهولة .. وقد مررت ببعض القصص الواقعية التي حدثت لي شخصيا في كبري ، من نفس الجنس ، وكان الأثر عظيما جدا ، ولولا شعوري بالإطالة لقصصتها عليكم ..
وأختم بأن أقول كلنا بشر ليس منا ملائكة يمشون على الأرض ، ولا آلهة ! كلنا يحتاج العفو والمغفرة من الله تعالى ..
شكرا لسعة صدركم .. ومعذرة على الإطالة ..
محبتي ومودتي ..

إن كان بك نفس للحكي أكثر فسننتظرك ..
شكرا على مشاركتك
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس