الخاطرة التاسعة // ليس أنفع لقلب العبد من مصاحبة الصالحين
الخاطرة التاسعة
ليس أنفع لقلب العبد من مصاحبة الصالحين
النفس بطبيعتها فيها استعداد للخير والشر,قال تعالى:"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها,قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها".فإذا صاحب العبد الزهاد والعلماء والصلحاء,رغبت نفسه في التشبه بهم,وتحركت إلى الإيمان والعمل الصالح والعلم النافع,وإذا صاحب أهل المعاصي وأهل الرغبة في الدنيا والطمع في شهواتها,مالت نفسه إلى الدنيا,فالصاحب ساحب إما إلى الخير وإما إلى الشر.
ومن أعظم أسباب الرقي الإيماني مصاحبة العارفين والدعاة المخلصين,فمن أراد أن يرق قلبه فليقترب من أصحاب القلوب الرقيقة,ومن أراد الرغبة في العلم النافع والعمل الصالح,فليقترب من أهل العلم والزهد والعبادة.
قال ابن الجوزي رحمه الله:
صاحب أهل الدين وصافهم /// واستفد من أخلاقهم وأوصافهم واسكن معهم بالتأديب في دارهم /// وإن عاتبوك فاصبر ودارهم لا تستصعب طريقهم فالمعين قادر /// تعرض لمن أعطاهم وسل فمولاك مولاهم
علم الخضر ما خفي عن موسى,وكشف لسليمان ما غطي عن داود, وقال ابن القيم: إذا رزقت يقظة فصنها في بيت عزلة,فإن أيدي المعاشرة نهاية,واحذر معاشرة البطالين,فإن الطبع لص,ولا تصادقن فاسقا ولا تثق إليه,فإن من خان أول منعم عليه لا يفي لك بعهد.
فاللهم ارزقنا صحبة الصالحين في الدنيا وفي الآخرة آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|