[حسن الحاجبي]

الخاطرة السادسة عشر
من أصلح سريرته فاح عبير فضله
إذا صح قصد العالم استراح من كلف التكلف,فإن كثيرا من العلماء يأنفون من قول لا أدري,فيحفظون بالفتوى جاههم عند الناس,حتى لا يقال:جهلوا الجواب.
روي عن مالك بن أنس أن رجلا سأله عن مسألة فقال:لا أدري,فقال الرجل:سافرت البلدان إليك.فقال :إرجع إلى بلدك وقل:سألت مالكا فقال لا أدري.
فانظر إلى دين الرجل وعقله,كيف استراح من الكلفة وسلم عند الله عزوجل. ثم إن كان المقصود الجاه عندهم فقلوبهم بيد غيرهم.
...رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت,ويتخشع في نفسه ولباسه,والقلوب تنبو عنه,ورأيت من يلبس فاخر الثياب,وليس له كبير نفل ولا تخشع,والقلوب تتهافت على محبته,فتدبرت السبب فوجدته السريرة.فمن أصلح سريرته فاح عبيرفضله,وعبقت القلوب بنشر طيبه . فالله الله في السرائر,فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر.
من أحسن سريرته أحسن الله سره وعلانيته,ومن أحسن ما بينه وبين الله عزوجل,أحسن الله ما بينه وبين الناس.
فاللهم اشغلنا بطاعتك عن دنيانا وارزقنا من حيث لا نحتسب يا مولانا .آمين.