الخاطرة الثامنة عشر // قل كل يعمل على شاكلته
الخاطرة الثامنة عشر
قل كل يعمل على شاكلته
قال شفيق بن أحمد البلخي: إنما أغلق باب التوفيق على الخلق من ستة أشياء:إشتغالهم بالنعمة على شكرها,ورغبتهم في العلم وتركهم العمل,والمسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة,والإغترار بصحبة الصالحين وترك الإقتداء بفعالهم,وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها,وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.
...النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها,وأفضلها,وأحمدها عاقبة,والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات,وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار,ولاشك في أن هاته الأبواب الستة,وإن ظهرت كأنها أبواب مستقلة,فإنها ترجع إلى شيء واحد .عدم التوفيق الذي هو الخذلان من الله تعالى,وهو ناتج عن ضعف اليقين والمحبة.فإذا تولى العبد ربه عزوجل بمحبته وطاعته والذب عن شريعته,واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,فإن الله عزوجل يتولاه بالتوفيق لشكر نعمه سبحانه عليه,والمبادرة بالتوبة إن بدرت معصية,ذلك لأن توبة العبد محفوفة بتوبتين من الله عزوجل: توبة إذن وتوبة قبول وإثابة.
كذلك يوفق العبد للأعمال الصالحة,والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة,مصداقا لقول رب العالمين في الكتاب المبين:"الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات "
فاللهم اجعلنا من أهل النور في الدنيا والآخرة يارب العالمين آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|