الخاطرة العشرون // من الإغترار طول الأمل
من الإغترار طول الأمل,وما من آفة أعظم منه,فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلا,وإنما يقدم المعاصي ويؤخر التوبة لطول الأمل,وتبادر الشهوات وتنسى الإنابة لطول الأمل.
...لا تمسي حتى تنظر فيما مضى من يومك,فإن رأيت زلة فامحها بتوبة,أو خرقا فارتقه باستغفار,وإذا أصبحت فتأمل ما مضى في ليلك,وإياك والتسويف فإنه أكبر جنود إبليس.
أين من كان في سرور وغبطة,أين من بسط اليد في بسيط البسطة,لقد أوقعهم الموت في أصعب خطة,جسروا على المعاصي فانقلبت على الجيم النقطة,هذا دأب الزمان,فإن صفا فلحظة,كم تخون الموت منا إخوانا,وكم قرن في الأجداث أقرانا ,كم مترف أبدله القبر ديدانا,وهذا أمر إلينا قد تدانى,كم معد عودا لعيده صارت ثيابه أكفانا.أين من كانت الألسن تهذي بهم لتهذيبهم؟ وأصبحت فلك الإختبار تجري بهم لتجريبهم.أين أهل الوداد الصافي في التصافي؟ أين الفصيح الذي إن شاء أنشأ في القول الصافي.
سألت الدار تخبرني ///عن الأحباب ما فعلوا
فقالت لي أناخ القوم /// أياما وقد رحلوا
فقلت أين أطلبهم /// وأي منازل نزلوا
قالت بالقبور وقد /// لقوا والله ما فعلوا
فاللهم أحسن عاقبتنا في الدنيا وألهمنا سبيل الرشاد آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|