الخاطرة السابعة و العشرون // من أيقن طول الطريق تأهب للسفر
الخاطرة السابعة والعشرون
من أيقن طول الطريق تأهب للسفر
كل ابن آدم وإن طالت أمادته /// يوما على آلة حدباء محمول
المؤمنون بالآخرة يعلمون أنها دار الجزاء,ومقتضى هذا الإيمان أن يكون سعي العبد في الدنيا على أساس ذلك,أما الآخرة فخلود في خلود,وخير وأبقى.
قال ابن الجوزي رحمه الله : من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر, ومن أيقن طول الطريق تأهب للسفر.
... ما أعجب أمرك يا من توقن بأمر ثم تنساه, وتتحقق ضرر حال ثم تغشاه,وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. تغلبك نفسك على ما تظن, ولا تغلبها على ما تستيقن,
أعجب العجائب سرورك بغرورك,وسهوك في لهوك عما قد خبئ لك. تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم,وتفرح بعافيتك غافلا عن قرب الألم. قد أراك مصرع غيرك مصرعك,وأبدى مضجع سواك ــ قبل الممات ــ مضجعك.وشغلك نيل لذاتك عن خراب ذاتك.
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى /// ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم /// محاها مجال الريح بعدك والقبر
...كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل,وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما نزل, فيا من كل لحظة إلى هذا يسري,وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري ,قد أيقنت طول الطريق فتأهب للسفر.
فاللهم اقبلنا في السائرين إليك, ويسر طريقنا إليك, والطف بنا ساعة الوقوف بين يديك آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|