عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 01 / 2008, 56 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: ما بين كندا والانتماء

الأديبة الراقية هدى الخطيب،

اسمحي لي اولاً ان اهنئك على هذا الموقع الراقي بمضمونه واقلامه الشامخة

جميل ما قرأت هنا من مفهوم للانتماء ، نعم نحن لا نحسن الا ان نكون عرب، حتى لو أضطررنا لأن ننبت في اماكن اخرى تبقى جذورنا شاخصة صوب تربة الوطن الاصلية.
جربت الهجرة مراراً ، فخروجنا من فلسطين للدول العربية المجاورة كانت اول الرحلة ، تنقلت في اكثر من مكان الى ان حطت بي الرحال في مدينة مونتريال الكندية ، لما تفاجئني التناقضات وكأن للفلسطينيين حصانة ضد كل التناقضات بحكم قدرهم في النزوح والهجرة. عندما لفحتني صفعات البرد القارص في اول شتوية لي في كندا قلت لنفسي " تحملي فصفعة الطبيعة اخف بكثير من صفعة البشر" وبدأت رحلة التأقلم الى ان وصلت لنفس المرحلة التى تحدثت عنها من حب وانتماء لهذه البلد التى اعطتنا حق المواطنة في ثلاث سنوات فقط.

كنت اموت رعباً من حركة الانفصال بكيبك ، وكان لسان حالي يقول كفانا انفصال في وطننا العربي ، لم اعد احتمل المزيد من التمزق والتشتت.
وعندما اسافر لمنطقة الشرق الاوسط كنت أٌنصب نفسي متحدثة عن موطني الجديد ، أٌعرف الناس به ، احكي لهم عنه لأن جزء منه يسكنني
حرصت على ان اعلم ابنائي اللغتين الرسميتين (الفرنسية والانجليزية) حرصاً مني على الانتماء وخدمة هذه البلد التى فتحت لي ذراعيها
شعور الانتماء هو شعور فيه من الوفاء والعرفان بالجميل ، انه ليس بيع لأصولي العربي ، بل بالعكس يعكس مدى وفائي النابع من اخلاقنا العربية الاصيلة.

كثيرون يتشدقون بأننا كمهاجرين قد اخترنا الحل الاسهل الذي يخدم مصلحتنا واننا بعنا عروبتنا من اجل مكتسبات شخصية ، ولكنني اقول لهم بأنه كلما بعدت المسافات عن الوطن كلما ازددنا التصاقاً وولاءً.

اذكر في السنة الأولى لي في منتريال عام 1994 بأنني قمت بالاشراف على الجناج الفلسطيني في الاسبوع الثقافي الذي يقيمه مركز الهجرة (cofi) وكان من اروع وانجح الاجنحة وتضافرت كل الجهود لإظهاره في صورة جميلة توصل للكنديين صورة جيدة عن الشعب الفلسطيني تراثاً وفكراً وحضارة.

سيدتي،
لم اعش يوماً في فلسطين ولكنها تعيش في ، مأهولة ذاكرتي بقريتي التى لم ازرها، مملوؤة رئتي بالهواء المعبق برائحة زهر البرتقال الذي لم اذقه ، مسكونة عيناي بصور من فلسطين رأيتها على الانترنت ولم ازرها ، يا ترى ماذا يمكن ان نسمي هذا الأنتماء؟

أحب عروبيتي وهذا لا يتعارض مع حبي لكندا التى احمل جنسيتها .

موضوع قيم يستحق وقفة ، لكِ مني كل الاحترام والتقدير

دمت بود،

سلوى حماد
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس