عربي موجوع
من بؤسي و من عاري يشب لهيب الكلمات في صدري
قالت ارفع راسك عاليا عن زيف التاريخ .فانت وحدك من سلالة الانبياء الرسل...
قلت :كيف ارفع راسي وانا الموشوم بالهزيمة ؟ كيف ارفع راسي وقد طأطأته منذ عقود ,مبايعا فرسانا من ورق كنت احسبهم ابطالا ينتصرون في المعركة ويعودون بالغنيمة ؟...قالت :إرفع راسك فلغتك لغة القرآن الكريم و الملائكة واهل الجنة ..قلت: كيف ارفع راسي وقد اصبحت لغتي في كل المحافل مجرد شتيمة ؟ ...
كيف ارفع راسي و الملائكة مني غضبى والجنة دوني قد اوصدت ابوابها ,فبقيت اتجرع غصتي الاليمة ؟
قالت :إرفع راسك فانت العريق وانت التاريخ, قلت: بل انا الغريق وانا من لفظه التاريخ إلى شواطئ النكبة الكظيمة ...
قالت :ارفع رأسك فانت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه . قلت:لا أقدر يا سيدتي ,فأنا غارق في خجلي وعاري ,أخاف أن أرفع رأسي فلا أرى غير هزيمتي وشناري ,أخاف أن أرفع رأسي فلا أجد رملا أدفنه فيه بعد ذلك مرة أخرى .
لقد سرقوا مني كسرة خبزي ,وقهوتي السوداء ,واحتلوا داري ..أعطوني سيفا خشبيا , وعلموني كيف أنقر لحن النصر المزيف على طبلي ,وكيف أنفخ أنشودة الثورة الكاذبة في مزماري ...صادروا كل أحلامي البسيطة ,واغتصبوا عذرية أفكاري ..وحين أيقنوا أنني مجوف نخب هواء ,قالوا :هيا...إرفع رأسك الآن ان كنت تستطيع ... ولا أستطيع .
قالت :ارفع رأسك عاليا ,فأنت عربي . قلت :علميني يا سيدتي ... علميني كيف يكون الرفع بعد الخضوع .علميني كيف يكون النهوض بعد الخنوع .علميني أن أستقيم واقفا ,فقد أطلت في الركوع .
نعم يا سيدتي ,أنا عربي لكنني موجوع .
حسن الحاجبي.