الموضوع: رسالتي إليك
عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 06 / 2022, 15 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
سيد يوسف مرسي
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي
 





سيد يوسف مرسي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رسالتي إليك

رسالتي إليك

تلك رسالتي التي أبرقها إليك ، عسى أن تجد لديك مساحة ومتسع في وجدانكم لتمكث حيث تثري ، أو لديك مذاقا لتجد موضعاً لتمحو شوائب بك علقت ،أو تكون مصفاة لكم لتردكم إلى الصفاء ، أكتبها بمداد من الأسى وقلم من الفضول على ورق معطر موشح بالذكرى .
اليوم هو ذكرى يوم لقاؤك ، ذكرى اليوم الذي أنشدني وجهك ابتسامته ، في ذلك اليوم عرفت كل الفصول ، استطعت أن أفرق بين الربيع والخريف ، بين الشتاء و الصيف ....
كانت البوصلة حينها تشير ناحية الشمال كأنها تنبئ عن استقراء لم يكن لدينا مقروء . ذلك هو قلب الإحساس ولبه ، حينها جمعت أطراف لحافي حول جسدي أتدثر به ، خشيت العراء بجوارك ،خشيت أن تنزف الأشجار أوراقها ، كل هذا معمول به ، بعد أول طله لابتسامتك وغروبها فجأة ، قرأت كل الفصول .. وفصلك لم أعرفه ولم أعتده ، هو فصل آخر غير الفصول ..! ، الحرباء تتلون ولديها ألوان قوس قزح وتتقلب أحيانا دفاعاً عن الذات ، أما البشر فألوانهم طلاسم ، في كنيتي حس اطلاع يفك شفرات الغموض (واللوغارتمات ) بارع صفي ندي ، رؤيته فلكية يقرأ أحوال المناخ ويخبرك بالطقس ،
رحال في تضاريس الوجوه ، ترويه تجاعيد الجباه ، ليس صدفة يوم التقينا ، كان اللقاء بناء على رغبة وطلب وقياس ، واعلم أن جوارحي ليست بالعبيطة ، فقد جاريتك كما يجاري السائس ليطوع خلق الحصان ، أرفض الرغبة ، أرفض الخطوة التي تأخذني للحاجة ،
واحتفظ لنفسي بكلمة النهاية ، وأعلم أن الطير الحر لا يهجر عشه حتى لو أحاطه الحرمان ، والريح مهما علا صوتها لا بد له أن يخفق ، ويذهب إلى سوء النهاية ...! . الطير.! طير ، والهواء خواء ،
والجن عفريت وابن شيطان ، الإنسانية خجل وحياء ، والورود لا تزهر في الجفاء ، ولا تروى إلا بعذب الماء وغيث السماء ...لا أعتقد أنها دعابة منك بل قصداً للمناحة ، لا أنكر أنك أبهرتني بدعابتك حين رحت تطوفين بي وتلفين حولي ،كانك تؤدين مناسك الحج والعمرة ، حنتى جعلتينني أظن أنني كعبتك.. كدت أغرق في زرقة عيونك ، حمرة شفتاك ، قوامك الممشوق وعودك ألبان المنصوب ، لا أنكر إنك واحة ترفل بالنضرة ويغمرها الظلال ،
لكن في داخلها متاهة وخطر محدق وتسكنها وحوشك البرية ، أنا لا أكذب وحسي لا يكذبني ، فقد قرأتك من بعد وعن قرب ،،، !
تلك رسالتي إليك ....
بقلمي : سيد يوسف مرسي

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
سيد يوسف مرسي غير متصل   رد مع اقتباس