عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 06 / 2022, 43 : 06 PM   رقم المشاركة : [2]
سيد يوسف مرسي
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي
 





سيد يوسف مرسي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ستخبرهم الريح عني

الفصل الثاني
انقلب المناخ فجأة رأسا على عقب وتغير الجو وامتلأت السماء فوق رؤوسهم بالدخان ، وباتت العمالة المصرية في بحر عميق والجميع يخشى الغرق ، ويريد كل واحد أن ينجو بنفسه ويعود بمدخراته سالما لأهله ،، لقد حشد القذافي جنوده على الحدود المصرية بل تعداها ودخل منطقة السلوم وهدد بدخول القاهرة والاستيلاء عليها ، فثارت ثائرة السادات الذي أمر قواته الجوية والبحرية بدك حصون وقلاع القذافي والاستيلاء على طرابلس الغرب ، وأصدر القذافي أمره بطرد العمالة المصرية من ليبيا نهائيا دون أن يستثني منها أحدا ، فباتت العمالة المصرية بين فكي الرحى ، واقفلت الحدود بين الدولتين ، وهنا عملت العصابات والمرتزقة وأصحاب الأهواء عملهم في العمالة العائدة ، من استغلال ونهب وسرقة ،فكان الذي ينجو بنفسه ويتعدى البوابات يكون قد كتب له عمر جديد وحياة جديدة ، أما عطية وفايز فقد لعب الحظ مع كل واحد منهما لعبة مختلفة عما لعبها مع الآخر .. خرج فايز من ليبيا بكل ما استطاع حمله من فلوس أو كساء ، أما عطية فلم يخرج إلا بجلبابه على جسده الذي يستر به عورته ،
وقد جمع القدر بينهما عند بوابة السلوم ، بعد أن كانا قد تفرقا ، وعلى حين غرة لمح فايز صاحبه يطوف بين جموع العائدين يتسول طعامه ومصاريف عودته ، ما أن رآه فايز حتى انتفض مكانه وأتى به وضمه إلى صدره وراح يهون عليه ، وتكفل فايز بعودته معه دون مقابل ...
انطلقت السيارة عائدة بهما ، وكان الوقت ليلا حسب ما تعود السائقين أن يكون سفرهم دائما بالليل حيث يكون الجو لطيفا على المسافرين وعلى السيارات التي يركبونها ، لقد الطريق طويلا ومن العادة أن يقوم السائقين بتشغيل جهاز التسجيل ببعض الاغاني أو القرآن الكريم ، فهذه اللحظة أخذت فايز سنة من النوم بعد عناء شديد ، أما صاحبه عطية فلم عيناه لحظة ، وهو يهزي بكلمات لم يفهمها السائق ولم بسمعها فايز ، لم يعرف فايز أن صديق عمره جلس بجانبه وسواس رجيم وراح يؤلبه عليه ليغدر به ، استطاع أبليس أن يزين لعطيه ما سوف يقوم تجاه صديقه وابن بلده من غدر وخسة ، .. نظر عطية من زجاج السيارة وتيقن أنهم يمرون في منطقة جبلية وعرة ، فطلب من السائق التوقف لقضاء حاجته ، نزل عطية وترك صاحبه نائما ولم يوقظه ، وسار يعرج في الظلام وهو يتحسس ويختار مكان تنفيذ جريمته ، وجلس مكانه لم يتحرك ، فلما طال الوقت على السائق أيقظ صاحبه ليستعجله ويأتي به ،
نزل فايز من السيارة وراح ينادي على صاحبه ، فما أحد يجيب ، خشيي فايز أن يكون أصاب عطيه مكروه فتقدم فوق الصخور وهو يتعثر وهو يحاول أن يتماسك حتى لا يقع فيموت أو يصاب ، أحس فايز بحركة وصوت ، فحدق بعينيه في الظلام ، فإذا بعطية جالسا فوق ربوة سحيق أسفلها حين دنا واقترب وأمسك يده لينهضه ويعود به ، استدار عطية بجسده فوق الهاوية وهو يتظاهر لفايز ، ثم قال : يا فايز هل يعقل أن تعود أنت محملا بالكساء لأولادك وزوجتك وجيبك ممتلئ بالنقود وانا أعود خاويا صفر اليدين لأولادي وزوجتي وليس معية مليما واحد في جيبي أعطيه لابني حين يستقبلني ؟ ، قال فايز : وماذا تصنع يا عطية في حظك وقدرك ؟، قل قدر الله وما شاء فعل ، والحمد الله أن رجعت سالما . أطلق عطية ضحكة ساخرة دوت في الظلام وخدشت السكون ثم قال لصاحبه : ما المانع أن نستبدل الأدوار يا فايز ؟,قال فأيز : كيف يا عطية وقد أحس بالغدر والشر من عطية ، قال عطية سأقول لك كيف يكون ذلك ؟،سرعان ما طرحه أرضا فوق الحجارة وبات فايز تحت قدميه ويديه يحاول التخلص من قبضة عطية الذي يفوقه قوة وبنيانا في جسده .. قال فايز :وهو يتودد لصاحبه لا تفعل يا عطية فقد تندم أشد الندم فما قصرت معك ، وقد حملتك وجئت بك وأنت تتسول طعامك من الناس عند المنفذ ، فنحن أهل واقرباء وسأعطيك ما تريد .. قال عطية : لا تعطيني ولا أعطيك فكل ما جئت به سيصبح ملكي ، ثم جره على الصخرة وفايز يستغيث ولكن ما من مجيب ,,!، عندما تدخلت رأس فايز وبات إلى الهاوية والموت أقرب ، قال: يا عطية لن تنجوا من موتي وستخبر الريح أهلي عن موتي وقتلي ...
سيد يوسف مرسي غير متصل   رد مع اقتباس