رد: هنــــــــــادي
هنادي
الفصل الرابع
ترك العقيد كرم هنادي في موقف لا تحسد عليه ، لقد تقدم الكثير لها بغية الزواج منها ، تقدم إليها موظفين وأصحاب محلات ، وممن يقول منهم رجل أعمال ، من لحظة أن مات زوجها ، وهي تعلن الرفض
وتقدم لكل خاطب لها سببا مقنعا للرفض ، فإذا تقدم خاطب من أصل صعيدي تعللت بأن قبيلتها لا تزوج بناتها خارج القبيلة ولا ترضي بذلك ولا أهلها يقبلون ، وإذا تقدم لها خاطب من أصول فلاحية إدعت بطريقة ظريفه لا يزوج الصعايده بناتهم للفلاحين ، كانت تقدم رفضها للمتزوجين وترفض أن تكون زوجة ثانية ، أو ضرة لغيرها ، كانت هنادي ترى أن أغلب المتقدمين لها أصحاب نزوات وأهل طمع ، وتعتقد أن كل ما بنته سينتهي أمره في طرفة عين ، والعقدة ما زالت بها من جنس الرجل لما تراه في إخوتها من تسلط وطمع ،وما يصنعونه مع زوجاتهن ، هنادي لن تعود لما كانت عليه ، فيصفع خدها من جديد كما كان يصفع من قبل ... حارت هنادي في أمرها ، فلا تعرف هل ترد هذا الخاطب أم توافيه بالقبول ؟.. وماذا لو قبلت طلبه ورفضه إخوتها وأهلها ؟.. وهل العقيد كرم سيكون لها أم سيجعلها سجينة في شقته ويهدم كل ما قامت ببناءه ؟... أسئلة كثيرة دارت في رأسها ، لكنها وقفت على حين غرة ، وهي تتحسس قلبها ، لقد أخفت هنادي مشاعرها عن الدنيا كلها ، حتى تكاد تكون قد أخفت مشاعرها عن ذاتها ، واعتلت شفتاها ابتسامة عريضة وبرقت عيناها فجأة . لكن ماذا عن هذا الذي كلما رأته هنادي دق قلبها ......!؛ لأول مرة في حياتها تحس هذا الإحساس تجاه شخص لا تعرفه عن قرب ، إنما الصدفة التي جعلتها تقابله ، بمجرد رؤيته لأول مرة دق قلبها ، وأحست بإحساس لم تحس به قبل ، أبطلت الكثير من معاملاتها ووجهت أغلب مشترياتها من الأرز والمعكرونه من خلف ، داخلها يحدثها دائما ويدفعها إليه ، ترتاح لحديثه معها ، لم تتبادل معه اي كلام غرامي أو أي كلام معسول ، كان هدوء خلف وطريقة كلامه جاذبة لهنادي المتعطشة ، لم تعرف هنادي ولا تستطيع أن تتأكد أن خلف يبادلها نفس الشعور ونفس الراحة النفسية حين تذهب إلى شركته وتقابله... واليوم بات عليها أن تتجرأ لتخطو خطوة للأمام حتى تستطيع أن تقف على أرضية صلبه ، وتنخذ قرارا صائبا ، فأما أن تعلم خلف بشعورها تجاهه ورغبتها في الاقتران به ، وأما أن تعصر على قلبها ليمونتين ليهدأ ، وثم تقبل وتوافق على طلب العقيد كرم الماحي فهو مازال منتظر ردا منها ..
وضعت هنادي بعض حروفها للمقارنة فيما هو أوجب أو أفضل لها بين خلف والعقيد كرم .. رأت هنادي أن خلف ليس كبيرا عنها بفارق في العمر بينهما كبير يكاد يكبر ها بثلاث سنوات أو خمسة على أكبر تقدير ، متلهفة هنادي عاشقة لجنس الرجل الهادي ، صالح باعتدال دون تزمت ، يعمل في مجال ينتاسب مع مجالها، وسيكون منفيد لها في عملها ، لن يحجر عليها عملها وسيكون عنونا لها ، أما العقيد كرم فقد رأت هنادي فيه الاتزان والجدية ،لكنه أكبر منها ب25 بخمسة وعشرين عاما ، رجل عسكريا وذو مكانة ، له أسلوبه في الحياة التي تتعارض مع أسلوب حياتها ، لكن من الأشياء التي جعلتها تعزز رفض طلبه ، فهي لا تعرف عن حياته شيئا ، ولا يوجد لديها من يأتيها بتفاصيل حياته حتى تستطيع أن تقول له نعم باقتناع ....
مع هنادي وفصل أخر وأحدث جديد
باذن الله تعالى
|