رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح
غالبا ما ما كنت في كل المناسبات وخاصة الأعياد والجمع يلتئم بحضورالإخوان والأخوات مع زوجاتهم أو أزواجهن بالإضافة إلى صغارهم ، أقول غالبا ما كنت أنتقد ترك الحبل على الغارب وأنا أرى الصغار في منأى عن اهتمام الكبار وأشدد على ضرورة الاهتمام بهم بدل تركهم لمشاداتهم مما يسبب صخبا وضجيجا بفعل مشاداتهم، وذلك بتنظيم أمورهم تحت رقابة أحد من أفراد الأسرة لينعموا هم بجوهم الطفولي البريء ، وينعم الكبار أيضا بمجلس يحلو في الحديث بكل طمأنينة . وكثيرا ما كنت أهرب من الجو الصاخب حتى يهدأ الصغار إما بالنوم أو باللعب خارج المنزل .
غير أن الأيام تمر وأجد نفسي أعيش نفس الحالة .. وحين ينهر أحدهم طفلا على تشبته بشيء وصراخه و أنبهه إلى أن الطفل طفل ولا معنى لزجره أيام العيد ، يسود الصمت وتنظرإلي الأعين مبتسمة وكأنها تقول لي :"أين هربك من الضجيج و الصراخ ؟.. أنسيت؟"
وأبدأ في التمتمة و شرح موقفي وأنني لا زلت عند موقفي و..و .. لكن شرحي يضيع وسط عاصفة من الضحك لتبدأ المشاكسات الكلامية و التعاليق التي لا تترك لي فرصة للرد ..
وحين ينفض الجمع .. وتنتهي أيام العيد ويعود كل لحال سبيله .. تبقى الأماكن شاهدة على دفء حميمي لا يعوض .. والجدران كأنها لا زالت تختزن صيحات الصغار و قهقهات الكبار ..
فما أحلى العيد وما أحلى أيامه ولياليه .
دامت لكم الأفراح .
|