الحذاء والكلب في الثقافة العربية وبديلاتها في الثقافة الغربية
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');border:3px ridge indigo;"][cell="filter:;"][align=justify]
تختلف ثقافات الشعوب في مدلول التعبير عن الاحتقار وماهية أدوات التعبير في إهانة الأشخاص.
جاءني عدد غير قليل بالأمس واليوم من الاتصالات الهاتفية يستفسر أصحابها عما يرمز إليه القذف "بالحذاء" والوصف " بالكلب" في الثقافة العربية، وأكثر من ذلك وجدتني مضطرة أن أدخل أحد المنتديات وأشرح المعنى، لأن البعض كان لديه تفسيرات مغايرة خصوصاً لما يرمز إليه الوصف " بالكلب " تبعاً لخلفيتهم الثقافية.
في ثقافتنا العربية قمة الاحتقار تتمثل بالصفع بالنعل المستخدم والذي يخلع من القدم لهذا الغرض، والحذاء في مفهومنا تعبير يرمز للتحقير الشديد.
ورد في القرآن الكريم حين خاطب الله سبحانه سيدنا موسى عليه السلام فأمره أن يخلع حذائه كرمز للاحترام والتعظيم.
وعندنا نحن المسلمون لا يدخل المسلم المسجد منتعلا حذائه ولا يصلي إلا بعد أن يخع خفيه، وما زال هذا سائداً في بعض القرى خاصة، عند اخواننا المسيحيون للدخول إلى الكنيسة وكثير من مسيحيينا لدى كل منهم حذاء خاص بالكنيسة لا يحتذى على الطريق يرتدونه على باب الكنيسة عند الدخول ويخلعونه عند الخروج.
ونحن جميعاً نحفظ حكاية " شجرة الدر " وقتلها من قبل ضرتها ووصيفاتها بالقباقيب ( النعال الخشبية) إمعاناً في الإذلال والتحقير، ونذكر كيف استقبل أحمد ماهر بعد زيارته تل أبيب، في المسجد الأقصى المبارك من قبل العرب المصلين.
مفهوم القذف بالحذاء على كل حال أظنه كان مفهوماً إلى حد كبير بعكس الوصف بالكلب.
في الثقافة الغربية عادة ما يتمّ الإعتراض على أي سياسي وتحقيره من الجمهور عبر قذفه بالبيض النيِّئ وتلطيخه به، بل إن البعض يحضرون لمثل هذه المناسبة بوضع البيض عدة أيام في مكان رطب ودافئ حتى يفسد، وللبيض الفاسد مدلولات في الثقافة الغربية تختصر بمقولة : " البيض الفاسد للسياسي الفاسد " وتشترك البندورة / الطماطم أيضاً لهذا الغرض ويفضل أن تكون أيضاً متعفنة، وفي بعض الثقافات الغربية تستعمل أكياس القمامة.
التحقير بالنعت أو الشتيمة:
نعت أي شخص بالكلب لتحقيره ثقافة خاصة بالشعب العربي تحديداً والمسلمين من غير العرب الذين تأثروا بالثقافة العربية، ولما يتصف به الكلب من نجاسة.
في الثقافة الغربية يشتم الشخص بنعته بصفة خنزير، لأن الكلب في ثقافتهم كائن محترم وله مدلولات أخرى بحيث يمكن وصف أي شخص بأنه وفيّ كالكلب ولا يعتبر في هذا الوصف أي إهانة.
لكن نعت شخص بأنه خنزير يعتبر قمة في التحقير والإذلال.
والتشبيه بالحيوانات معروف ويستخدم في كل الثقافات منذ قديم الأزل، واشتهر نقد الساسة في ثقافتنا وترميزه بقصص الحيوانات ، وهناك ثقافة تنتشر بكثرة ودراسات تنشأ حولها تقسم الناس إلى مجموعات حسب الشكل يشبّه بفصيل من الحيوانات وتعتبر هذه الثقافة أن من يشبه الأرانب فيه من صفات الأرانب ومن يشبه البقر فيه من صفاتهم إلخ.. وهذه الثقافة تعود بجذورها إلى الثقافة الصينية والذين تعرف الأبراج لديهم كل برج باسم حيوان أيضاً.
ومن منطلق هذه الخلفية يوصف دبليو بوش في كندا وأميركا بـ " القرد " ويعتبرونه من الفصيلة التي تشبه القرود ( الفصيلة المعروفة عندنا بالنسناس تحديداً) ، وتعود الكثير عند الحديث عنه وصفه بالقرد حتى أصبح بالفعل لقب خاص به فقط ..
وكثير من الناس هنا حين تقول: " القرد " يفهم أنك تعني دبليو بوش.
[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|