[خولة السعيد]

أذكر أن هذا المسلسل كان قد صدر ربما بعد مسلسل " قمر بني هاشم" ،صحيح أنه من المستحيل الإحاطة والإلمام بالتاريخ الصحيح، ومن الصعب جدا تجسيد حياة شخصيات تاريخية، فكيف لشخصيات لها قدسيتها ومكانتها في ديننا ...
" لكل امرئ ما نوى وإنما الأعمال بالنيات" ، ونحن نظن خيرا في أن من كان وراء هذا العمل لم يكن قصده إلا خيرا.
والمسلسل وإن كانت له مساوئه فإن له محاسن أيضا،بعض المشاهد كنا نحس بصدقها ، ونحس أثرها في النفوس...
كنت تابعت جل حلقاته وليس كلها، وإن كنت في البداية لا أوافق فكرة تجسيد الصحابة، إذ أخشى أن يصل هذا التجسيد لمن هو أعظم، وكنا صغارا ندرك تمام الإدراك أن الأنبياء والرسل لا بمثلهم أحد، كنا نتخيل في فيلم الرسالة أو في غيره أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيظهر هنا أو سيفعل كذا أو كذا ، حتى أقنعنا الكبار وأباؤنا أن الرسل وإن كانوا بشرا لا يشبههم أحد، ولا يمكن تمثيلهم ، وعلمونا أيضا أن أهل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأقرباءه وأقرب أصحابه كذلك لا يمكن لأي أحد تجسيد شخصياتهم، ... وكبرنا قليلا وعرفنا أن هناك أفلاما أجنبية جسدت شخصيات الأنبياء عليهم السلام ، والسيدة مريم عليها السلام ، فقيل لنا أولئك ليسوا مسلمين، لا يحترمون مثلنا قدسية الأنبياء والرسل وأصحابهم، ثم ظهرت مسلسلات وأفلام أخرى، كنت أسمع بها وإن لم أتابعها كأهل الكهف، أو مسلسل النبي يوسف عليه السلام....أو أو أو ... فيزيد الاستغراب ويبحث الكبار عن تعليلات للصغار...
ليصل الأمر لأهل النبي عليه السلام وصحابته، لأني أعتقد أن هناك مسلسلا كان قبله، لم أر منه حلقة لذلك لا أذكر عنوانه، لكنه كان ركز على علي رضي الله عنه وابنيه الحسن والحسين - هكذا كان تشخيص البطولة- حينها فوجئت أول مرة بدهشة كبيرة وقررت ألا أتابع المسلسل، وإن كان مسلسل عمر أثار فضولي لمتابعته..
تحياتي،وشكرا أستاذ محمد الصالح لأنك بهذا المقال ذكرتني بنزعة فضول وأعدتني لذكريات عشتها
_ بالمناسبة؛ مجسد شخصية عمر بن الخطاب ، لم يمض إلا بضع وقت وكان ممثلا أدوار الممثلين ... _