رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
لفحت نسمات الصباح البارد وجوه النائمين، مكشفة عن مشهد مأساوي. بدت الشمس، وهي تشرق من خلف التلال، حزينة تراقب عيوناً دامعة وأرواحاً مكلومة من الصدمة ، صمت القبور يخيم على النفوس المكلومة، تتخلله شهقة هنا وزفرة هناك، ليبدو المخيم سفينة تائهة في بحر من الحزن، تحركها أمواج الأسى.
خيانة حازم، كالصاعقة، ضربت المخيم وكشفت عن وجه الاحتلال القبيح وعمق الجرح الذي أصاب الكل ، شعر الشباب بغضبٍ شديد هو بركان خامد قد يثور في أي لحظة ، مدركين أن العدو لا يتردد في استغلال أضعفهم وأحبتهم لتحقيق أهدافه.
أبا حازم، جبل المحامل في الوفاء للوطن، وأم حازم، حزن الزوجة ولوعة الأمومة..!
في مقهى المخيم السري، حيث الأضواء خافتة والأصوات همسا، اجتمع الشباب، كلٌ يحمل في قلبه حكاية وجرحاً نازفاً، يتبادلون النظرات بلغة واحدة: لغة الألم والأمل،يتحدثون عن حازم، خيانته، والمستقبل المجهول "لقد خاننا أحدهم، لكننا لن نخون أنفسنا"، قال حامد بصوتٍ حزين "سنثبت للعالم أننا أقوى من أي خيانة، وأكثر إصراراً على الحرية" كانت كلماته شرارة أشعلت النار في القلوب. شعروا بقوة جمعتهم وقوة هدفهم، ورأوا في حادثة حازم دافعاً قوياً للمقاومة، وكأنهم يقولون: "إذا استطاعوا قتل أحلامنا، فلن يستطيعوا قتل روح المقاومة فينا"
في تلك اللحظات، تحول الحزن إلى غضب، والخوف إلى تحدٍ…
|