رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف
شحنة مندفعة من إصرار توهج في صف المقاومة، أفكار جديدة طرحت للمناقشة، تكتيكا أخر سينفد في أوانه، والتريت مطلوب في هذه الظروف، تفرق الشباب والعيون تبوح بدفقة الشجاعة؛ ضياء القلوب المسكونة بحب الوطن، مر أحدهم ببيت أم حازم سمع أنينا منبعثا من جراح الألم؛ بفقد ابن خانه الضعف وترك بصمة عار على جبين لن يقوى على مقابلة أهل المخيم، وأسى على زوج سجن مفجوعا من صنيع ابنه وإن طهر عرضه بقتله. استأذن للدخول عليها.
- تفضل ابني أجابته بنبرة مذبوحة.
كانت ملامحها غارقة في غصة الحزن الضاربة في الأعماق، دموع مهروقة في أخاديد رسمها تكتل الألم على جدار القلب.
- هوني عليك يا خالة، ما وقع مقدرا في علم الغيب، ليكن إيمانك بالله قويا، زوجك مصيره كباقي السجناء، أما ولدك فالعدو استغل بعض الشباب؛ ربما خوفهم من التهديد الذي قد يودي بأُسَرهم بأسرها جعلهم يضعفون. قال عمر،
وقد خلق أعذارا للواقعة المخزية ليهون عليها المصاب المزدوج، ووعدها بالاعتناء بها، وأن حضورها بين نساء المخيم لن يسبب لها أي إحراج ما دام العار مغسولا.
فاجأته بردها:
* الله لا يرده.. ببكي علينا ما عليه.. يا خسارة الحليب اللي رضعه
قبّل رأسها المطأطأ في انحناء مسدود المجال، ولثم شفتيه بيديها الغارفتين من بياض الجبال في فصل شتاء قارس، خرج وقد أسدل الليل ستاره على المخيم كما أسدل الحزن والخزي ثقله على قلب أم حازم.
|