عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 11 / 2024, 57 : 02 AM   رقم المشاركة : [24]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الطوفان - رواية تبحث عن مؤلف

أحس يحيى بضيق في صدره كأنه يحمل صخرة ثقيلة.
سؤاله كان يرن في أذنه، وكأنه صرخة باحثة عن إجابة..
نظرات الحاجة إليه كانت كأنما تنظر إلى أعماق روحه، وكأنها تحمل في عينيها حكايات أجيال. "يعني هم مش قرايبنا؟" سأل بصوت خافت، وكأنه يخشى أن تكون الإجابة مؤلمة.
ابتسمت الحاجة ابتسامة حانية، وكأنها تقول له: "لا تخف يا حبيبي، سأخبرك الحقيقة." ثم بدأت تتحدث بصوت هادئ، وكلماتها كأنها سهام تصيب أهدافها بدقة: "القرابة يا بني ليست بالدم وحده، بل بالقيم والمبادئ. هؤلاء الذين تعتقد أنهم قرايبنا، هم من احتلوا أرضنا، وقتلوا أبرياءنا، فكيف يكونون قرايبنا؟"
توقفت للحظة وكأنها تترك الكلمات تتردد في الأجواء، ثم تابعت: "سأروي لك قصة يهود سيدنا موسى، الذين عاشوا معنا على أرضنا ردهة من الزمن، وهؤلاء من الساميين مثلنا ، لكنهم لم يكونوا أسلاف من احتلوا فلسطين من الأوروبيين الذين تهودوا في زمن لاحق ولا صلة تجمعهم بيهود موسى .
هرلاء اليهود الأوائل عصوا سيدنا موسى وصنعوا عجلاً ذهبيا عبدوه من دون الله، وغضب الله عليهم وتاهوا في صحراء سيناء أربعون سنة، وحين دخلوا غلى فلسطين تكبروا على أهل البلاد وادعوا أن لهم الحق في كل شيء وافتروا على الأنبياء وحاربوهم وأكلوا الربا . هذا المسلك السام كاد أن يدمر كل شيء."
جاء نبوخذ نصَّر وقام بسبيهم إلى بابل، وهم ومن تهودوا لاحقا من العرب والمشرق يعرفون باسم اليهود " السفارديم " أما يهود الغرب الذي بدأ تهودهم في القرن السادس عشر وعرفوا باسم " الأشكناز " حين تعرضوا للاضطهاد في ألمانيا النازية ، فكروا بإنشاء وطن قومي وكان على لائحتهم ثلاث دول ، إلى أن التقى مشروع أغنيائهم بالصهيونية المسيحية الغربية التي انضموا إليها بعد أن اختارت لهم أرض فلسطين ، وجاءت بهم بريطانيا لهم يحملون معهم أحقادهم ، ويزعمون أن الله وعدهم بهذه الأرض، وأنهم سيعودون ليستولوا عليها ، هذه الأكاذيب كانت كالشرار الذي أشعل الحروب والصراعات.
"مع مرور الزمن، ظهرت حركات سياسية تدعم الفكرة واستغلوا معاناة اليهود في أوروبا، وبدأوا بالهجرة إلى فلسطين بأعداد كبيرة وانضم فيما بعد إليهم يهود المشرق."
توقف يحيى عن التنفس للحظة، وكأنه يشاهد فيلماً مرعباً. لم يكن يتخيل أن التاريخ يمكن أن يكون بهذه القسوة والظلم.
"هذا الهجوم على أهلنا، هذا الاحتلال لأرضنا، لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة لتاريخ طويل من الأكاذيب والمؤامرات. وهم يحاولون الآن أن يبرروا كل هذا بحقوق تاريخية وهمية، ولكن الحقيقة هي كما ذكرتها لك "
أحس يحيى بغضب يشتعل في داخله، وكأنه بركان على وشك الانفجار. لم يعد قادراً على تحمل هذه الأكاذيب وهذا الظلم .
" وقد قرأت آيات في القرآن تذكر اليهود؟!" بنبرة استفهامية وصوت مرتجف فيه حيرة وتساؤل ردد يحيى هذه الجملة كانّه يبحث عن تفسير ومعنى. !!
ابتسمت الحاجة ابتسامة حزينة، وقالت: "القرآن يذكرهم، ويذكر كيف كانوا يكذبون وينكرون نعم الله.
القرآن يحكي لنا قصة نبي الله موسى وكيف قاد قومه من العبودية إلى الحرية، وكيف كفر به قومه.
القرآن يعلمنا أن الحق لا يضيع، وأن الظالمين مهما طال بهم الزمن فإن عاقبتهم وخيمة."
أحس يحيى براحة غريبة، وكأن شيئاً ما قد انطلق من قلبه، فهم أخيراً الحقيقة، وعرف أن الحق دائماً ينتصر، وأن الله مع الصابرين والمؤمنين…
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس