عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 12 / 2008, 57 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: حوار واستفتاء/ هل تعتز بانتمائك لأمة العرب؟

شكرا اختي الأستاذة على فتح باب الحوار والنقاش حول هذا الموضوع الحساس والبالغ الأهمية ..
النقط التي أوردتها هي للأسف ما يروج حاليا ويعتبر عملة رابحة .. فالمتمسك بمبادئه ودينه و غيرته على عرضه صار يوضع في خانة المتزمتين والمتخلفين عن ركب الحضارة .. و المدافع عن دينه ووطنه وشخصيته وهويته بماله ودمه صار ينعت بالإرهابي وما أسهل أن تلفق هذه التهمة ..
ومن البديهي القول إن هذه الحضارة الغربية التي نهلت من الحضارة الإسلامية التي كان لها الفضل في إخراجها من ظلمات الجهل و التخلف إلى نور المعرفة والرقي، أقول إن هذه الحضارة الغربية ومن باب الجحود و نكران الجميل كان لها موقف معاد لكل ما هو عربي و إسلامي ، حتى صرح البعض بعد سقوط الشيوعية "إن الخطرالأحمر قد زال .. ويجب التصدي للخطر الأخضر."
ولا بد من الإشارة أن هذه الحضارة الغربية كان لها اليد الطولى في إبادة العديد من الحضارات التي كانت تعيش على السلم والوئام ، فقط لأنها أرادت أن تفرض هويتها وثقافتها المبنية على النهب و السلب و الاغتصاب و والقتل النفاق أيضا . وهذا هو قمة الجهل والتخلف .
وقد نتساءل .. لماذا لا يزال أغلبية سكان المعمورمفتونا بهذه الحضارة الزائفة ؟ .. قد تكون كلمة "مفتونا" ظالمة بالنظر لافتضاح سياسة الغرب وسقوط ورقة التوت التي أظهرت سوأته .. الجواب لأن الافتضاح جعل الغرب يستعمل سلطته المبنية على القهر والاضطهاد "على المكشوف" بعد أن ظل ردحا من الوقت يتستر وراء الدفاع عن القيم والمبادئ .. وعلى سبيل المثال لا الحصر أتساءل :"من يجرؤ اليوم على ذكر مكة المكرمة كمركز للعالم بدل كرينتش ؟" ( يمكن الاطلاع على هذا البحث القيم في مقال للأخت ناهد شما جزاها الله خيرا، وقد بعثت به أثناء قضائها لمناسك الحج )
ويجب ألا ننسى أن ثلة من المستغربين ساهمت في تكريس العقلية الانهزامية في المجتمعات العربية و الإسلامية و ألقت بنفسها في أحضان الغرب مفتتنة بالغث و السمين معتبرة أن كل ماهو غربي يعني الرقي والسمو و الحضارة .. فصار العري و الحفلات الراقصة الماجنة وغيرها ، تعتبر رقيا و تمدن .
وأود أن أعود إلى كلمة النفاق التي وردت سابقا فاشير إلى ما يجرى الإعداد له حاليا للاحتفال باليوم العالمي للإعلان عن حقوق الإنسان .. ألا يثير هذا الضحك مثلما يثير الأسى بل الغثيان ؟ .. شيء مقرف أن تعج سجلات الأمم المتحدة بأعياد الطفل و المرأة و حقوق الإنسان بينما هناك من يعيش تحت الحصار ومن هو مشرد عن بلده جراء سياسة نفس من وضع هذا الإعلان عن الحقوق منذ ستين سنة ..
ستون سنة ؟ ألا يعني هذا العدد شيئا ؟ .. بلى .. ستون سنة على النكبة .. إذن لم الاحتفال ؟ أم هي سخرية ممن شردوا من ديارهم تحت أعين وبتآمر من هؤلاء الذين وضعوا الميثاق ؟
نحن نعيش أصعب الفترات التي مرت على العرب والمسلمين .. جاء المغول .. و هجم الصليبيون .. وغزا الاستعمار .. لكن كل ذلك كان في نطاق حرب سجال .. واليوم اشتدت الهجمة بكل وحشية يطال لهيبها كل ما هو عربي و مسلم .. تقتيل ، تهجير ، حصار، اتهام بالإرهاب ، عدوان بذرائع واهية أوبدونها ، نهب للخيرات ، سب و شتم وإهانة تطال أقدس المقدسات .. قد نتساءل ..لم كل هذا الحقد الأعمى ..
هنا يكمن الجواب و عبره تطل أولى أشعة الأمل .. وهي أننا أمة على الحق و علينا أن نفخر بهذا .. فلو لم نكن أصحاب رسالة سامية ولو لم يكن ديننا ولغتنا و ثقافتنا وهويتنا بكل هذه الأهمية لما التفت إلينا ولسهل اندماجنا أو تذويبنا السريع - كما يراد للجاليات العربية والمسلمة - في المجتمعات الغربية .
حتمية التاريخ تقول إن لكل حضارة بداية وأوجا ثم انهيارا و اندثارا .. وهذا ينطبق على الحضارات التي تكون أسسها مادية فقط .. أما التي تزاوج بين المادة و الروح ، بين الأمور الدينية والدنيوية فلها البقاء رغم ما تتعرض له من نكسات هي فقط من فعل أبنائها المبتعدين عن تعاليمها السامية ..
هل ننتظر أن ينصفنا التاريخ .. هذا ما لا شك فيه .. لكن علينا أن نسأل أنفسنا :"هل فعلنا شيئا ؟"
التاريخ وإن كان ينصف ، فهو لا يرحم .. وكل جيل سيصب اللعنات على من سبقه .. والأجيال القادمة سوف تتساءل عما فعلناه أمام هذه الكوارث .. هل علينا أن نستكين للهزيمة ونضرب كفا بكف معبرين عن عجز مقيت ؟ .. المسؤولية جسيمة لكن الأمل كبير في رؤية أجيال تعود إلى النبع و تتشبث بالقيم و المبادئ التي أتى بها ديننا الحنيف والتي يتشبث بها الغرب قبلنا دون أن يعترف بذلك .. وهاهي الأزمة العالمية تكشف عن ذلك .. ولمن أراد أن يدرك التفاصيل و الأسرار ، عليه أن يتابع أخبار البورصات و المضاربات و الربا المقيت الذي نها عنه الإسلام منذ 14 قرنا ..
علينا أن نفخر بأننا أبناء تلك الحضارة التي يراد لها زيفا أن تكون حضارة الإرهاب والتخلف ، و علينا أن نزرع في أبنائنا هذه الروح وهذه الثقة وهذه المبادئ كل حسب استطاعته .. والبداية طبعا من البيت ثم المدرسة وأخيرا في الشارع .. وعلينا أن نكون قدوة لأبنائنا في كل معاملاتنا .
شكرا ودمتم بكل المودة والتقدير .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس