[هدى نورالدين الخطيب]

تحية طيبة وبعد..
أتخيل وجه التاريخ غداً مطأطأ الرأس محمر الوجه متورم العينين من شدة الخجل ؛ يقف خلف القضبان في محكمة الزمن ، لا يستطيع رفع رأسه أو يجرؤ في الدفاع عن نفسه..!!

أتخيل الامبرطورية العظمى المجرمة حين يكتمل ترهلها وتتقزّم وتنحدر وتبدأ بدفع فواتير ذلها الآتِ لمن سيحل محلها ، ولا يبق من ريحها سوى كراهية كل الكرة الأرضية لها..!!

أتذكر ما ورد في القرآن الكريم عن المرأة التي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثا.. وفيه خير تعبير عن الحاكم العربي الذي يهدم ملكه بيديه وهو يهد بلاده وأمنها القومي ويهدر كرامتها ويهد أساساتها ، في خدمة المستعمر وإجرامه وأطماعه..!!
أما الغد القريب فأطفالنا من سيبكون دماً بلا ذنبٍ ولا جريرة ..!
الفلسطيني دنبه الذي لا يغتفر أنه فلسطيني وجريمته التي تستحق العقاب من القاصي والداني أنه لم يزل حياً متشبثاً بتراب أجداده ..!
الزمن القذر الوحشي يتسارع والعربي من المحيط إلى الخليج سيتبع الفلسطيني ويفقد تراب الأجداد بقعة خلف الأخرى ما دام صامتاً خانعاً على كل ما يحاق به ، وعلى السهام المسمومة التي تحضر لتنغرز في صدره في مذبح الأوطان التي تمزق وتدمر والعشب الذي سيجتز حتى آخر بقعة خضراء ..!!

ولأن الصباح قد لاح والغمّة تشتد ولا تنزاح فسأكتف الآن بهذا القدر وأتوجه لمن يرغب بالسؤال وسبر الأغوار والتبيان:

أيها العربي هل ستبق متفرجاً على خرابك وانهيار بنيانك أم تراه لم يعد الصمت جائزاً؟
هل تثق بما سينتج عن القمة العربية المرتقبة في آخر الشهر؟
ماذا يجب أن نفعل إنسانياً وقانونياً؟
كيف نعين أهل غزة والضفة الغربيىة على الصمود في أرضهم؟
ما هي قراءتك الساسية لما سيحدث ومدى ثقتك بموقف عربي سليم؟

سأعود لاحقا لمزيد من الأسئلة والنقاش فاتحة باب الحوار والنقاش وتبادل وجهات النظر
بانتظاركم..